بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لتوحيد ألمانيا، ألقى سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى الأردن، الدكتور بيرترام فون مولتكه، كلمة أكد فيها أن العالم اليوم يشهد "عودة الظلام" بعد أكثر من ثلاثة عقود من "النور" الذي ساد عقب عام 1989.
مشيراً إلى أن هذه التغيرات الدرامية تضع الأردن مجدداً في قلب الألآم العالقة للنزاعات الإقليمية.وأشار السفير إلى أن الاعتداء الروسي على أوكرانيا أعاد الصراع المسلح إلى القارة الأوروبية، مهدداً أسس النظام الدولي القائم على القانون، فيما تتشابه تلك التحديات مع الأوضاع في الشرق الأوسط.
وسلط السفير فون مولتكه الضوء على الأزمة الإنسانية في غزة، واصفاً إياها بـ "الجرح المفتوح والنازف لنا جميعاً"، مشدداً على ضرورة أن "يتوقف القتل والتدمير وهذا الجنون". وتطرق إلى هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، الذي أسفر عن 1224 قتيلاً و4834 جريحاً و251 رهينة.
وفي المقابل، أدان السفير بشدة الدمار في غزة، مشيراً إلى أن حوالي 60 ألف قتيل و170 ألف جريح، 80٪ منهم مدنيون، مما يؤكد فشل المجتمع الدولي في الوفاء بوعد دولة فلسطين.
وأكد السفير أن التزام ألمانيا بوجود وأمن إسرائيل، النابع من المسؤولية التاريخية عن الهولوكوست، هو "أمر غير قابل للتفاوض". ولكنه شدد في الوقت نفسه على أن الأفعال يجب أن تحترم دائماً مبادئ القانون الدولي.
في سياق النقد الضروري لسياسات الحكومة الإسرائيلية، أكد فون مولتكه أن ألمانيا تمارس هذا النقد علانيةً:عند إدانة الحرب في غزة بوصفها "غير متناسبة"، على الرغم من حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
"عند إدانة عنف المستوطنين في الضفة الغربية، والتحذير من ضم الأراضي الفلسطينية، ورفض التهجير القسري،عند دعوة إسرائيل إلى الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي كقوة احتلال."
وأشار السفير إلى أن ألمانيا استجابت لهذا النقد بتعليق تصدير الأسلحة إلى إسرائيل لأول مرة في تاريخ ألمانيا ما بعد الحرب.
وجدد السفير الألماني التأكيد على أن الشعب الفلسطيني له الحق في تقرير مصيره والعيش بسلام وأمن وازدهار على أرضه ودولته، مشدداً على أن حل الدولتين المتفاوض عليه ضمن حدود عام 1967 المعترف بها والقدس الشرقية عاصمةً هو السبيل الوحيد لتحقيق ذلك.
واقتبس السفير من وزير الخارجية الألماني يوهان فادافور، مشيراً إلى أن الدولة الفلسطينية لا تحتاج إلى إعلان فحسب، بل إلى بناء. ولهذا الغرض، كشف السفير أن ألمانيا أنفقت أكثر من 350 مليون يورو كمساعدات إنسانية لغزة منذ أكتوبر 2023، مساهمةً في بناء أسس الدولة الفلسطينية المستقبلية.
واختتم السفير كلمته برسالة تفاؤل، معرباً عن قناعته بأن المستقبل الأفضل ممكن، وأن المنطقة ستشهد يوماً ما فترة من النور، وأن "الجدران ونقاط التفتيش ستسقط"، داعياً الجميع إلى التحلّي بالشجاعة والقوة للتسامح لتحقيق السلام الحقيقي.













































