السفارة التونسية في عمان تتحول لمزار للأردنيين
على مدى اليومين الماضيين، تسابق مواطنون إلى التجمهر أمام السفارة التونسية في عبدون، حاملين الورود والحلوى، ومباركين للتوانسة انتصارهم على الرئيس زين العابدين بن علي، وفقا لهتافاتهم.
كثير من الأردنيين لم يخفوا فرحتهم من الاحتجاجات التي جرت في تونس على مدى الأسابيع الماضية، والتي انتهت بمغادرة الرئيس المخلوع على عجل، متوجها إلى السعودية.
بهجة الأردنيين، انتقلت إلى الهواتف الخلوية، وساحات المنتديات الالكترونية، وعلى صفحات موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، حيث بادر الكثير منهم إلى إرسال الـsms، المباركة لما حصل في تونس، فضلا عن نشر التعبيرات المهنئة، والتباهي بأعلام المنتصرين على حد وصفهم.
المواطن محمود الخواجا هنأ التوانسة، قائلا: "ألف مبروك للشعب الشقيق، فقد أعاد الهيبة والكرامة للمواطن العربي.. نتمنى أن تنتقل عدوى الاحتجاجات على الظلم إلى جميع العرب والمسلمين..".
أما المواطن صلاح أبو هنطش فيعبر عن تفاجئه من تحرك شعب عربي بهذه الطريقة. وقال لعمان نت: "كنّا نتابع الأحداث بترقب من خلال وسائل الإعلام، ما جرى في تونس أكد مقولة إن الضغط يولد الانفجار، وهذه الرسالة يجب أن تتفهمها الأنظمة العربية التي سحقت المواطن على مدى عقود".
ويؤكد المواطن حسن سعدي أن الشعب التونسي تمكن من إحداث بادرة تغيير، تحدت القبضة البوليسية التي تعاني منها الشعوب العربية، وفقا لتعبيره.
ويعتقد المواطن منذر أحمد أن التوانسة نجحوا في توجيه رسالة إنذرا لكل الأنظمة العربية، مؤكدا أن المواطن لا بد "أن ينتفض على الظلم والقهر والفقر، في نهاية المطاف".
وأكدت الحكومة مساء أمس، متابعتها بحرص واهتمام بالغين لتطورات الأوضاع في تونس، داعية جميع القوى التونسية الى التكاتف والتعاضد، والعمل المشترك للحفاظ على أمن المواطنين.
وقالت وزارة الخارجية في بيان مقتضب أن المملكة تحترم خيارات الشعب التونسي.
وكان بن علي غادر تونس الجمعة الماضية، بعد أسابيع من الاحتجاجات الشعبية الدامية، تنديدا بالأوضاع المعيشية الصعبة.
وفي المقابل، يدعو المحلل السياسي محمد بني سلامة الأنظمة العربية إلى استلهام العبر مما جرى، وأوضح أن الفقر والجوع "لا بد أن يدفعا بالمواطن العربي، إلى المضي قدما زحفا على البطون، في محاولة لإحداث التغيير".