السايبورغ :ما بعد الإنسان

السايبورغ :ما بعد الإنسان
الرابط المختصر

 

 

رأينا في المقالات السابقة ضمن هذه السلسلة كيف تعرضت فئة الكوير لانتقادات عديدة: إنها تخضع لذات المزاعم المتناقضة، كما أنها تحاول تحديد بشكل صارم ما لا يمكن تحديده؛ ما ليس الكوير هو ما يحدد الكوير، فضلا عن أنها أُنتقدت على المستوى العابر للحدود، لكونها مفهوم أوروـ أمريكي غربي، ولكن قبل كل شيء لأنها تفترض الثنائية التي تدعي أنها تعارضها، وأيضا عند إشارتها إلى حدود تحاول تخطيها مثل الذكر / الأنثى، المغاير / مثلي الجنس.

 

واُنتقدت الكويرية لأنها تفترض الأجسام والذوات والهوية؛ لهذا السبب تم إدخال مصطلح ما بعد الكويرية، ليدلل على اتجاه جديد؛ وضع إبداعي على غرار فلسفة دولوز وغويتاري (التي تذكر، ولكن أيضا تتجاوز فوكو)، والتي تجذر المبادئ التي سبق أن وردت في النظريات السابقة.

 

ومابعد الكويرية ليست كينونة وإنما صيرورة (صيغة الفعل "يصير" للدلالة على عملية متواصلة)، حالة تحول دائم، وتشكل، وحركة عرضية، وهذا ممكن فقط في الأجساد غير المادية، التي هي افتراضية وافتراضية حيوية، كيانات ما بعد الإنسان posthuman التي لا تُختزل؛ لا في المعاني ولا التمثيل، ما بعد الكويرية هي مجال جديد حددته نغمات محملة بالخيال، والتخيل، والفانتازيا، ولكن أيضا السخرية، والتحريض، واليوتوبيا. مجال بين العلم والخيال العلمي والواقع والخيال.

 

وضعت دونا هاراوي، في أُفق ما بعد الحداثة، سيناريوهات ما بعد الإنسان مقدمة شخصية إنسان الألفية الثالثة. ذلك الذي أطلقت عليه مصطلح السايبورغ Cyborg في إعلانها الصادر عام 1989 والذي يحمل اسم (إعلان السايبورغ). يعود مصطلح السايبورغ إلى الستينيات من القرن الماضي حين نحته مانفريد كلاينز وناثان كلين "للإشارة إلى الإنسان المحسن أو المطور الذي يمكنه العيش في بيئة أبعد من حدود الأرض". ولكن هاراوي هي التي أدخلته إلى عالم الأدب والثقافة.

 

تقصد هاراوي بالسايبورغ الكائن الحي السيابرنيتيكي. والكلمة بحد ذاتها نتاج اندماج كلمتي الكائن الحي organism والسايبرنيتيكي cyberneticـ إنه باختصار نتاج اتحاد الإنسان بالآلة ولكنه ليس اتحادا بسيطا، ذلك أنه غير قابل للفصل ضمن السايبورغ الذي يعمل من خلال تفاعل الجزأين معا. تكتب كاثيرين هيلز:

"منذ وقت ليس بالقصير سرت إشاعات عن أن عصر الإنسان قد سلم مقاليده إلى عصر ما بعد الإنسان. ليس الأمر أن الإنسان قد مات، ولكن الإنسان بوصفه مفهوما قد تطور درجة أو درجات. فالإنسان ليس نهاية الطريق، إذ يبزغ من خلفه السايبورغ: الكائن الهجين المخلوق من تزاوج الكائن البيولوجي والآلية السايبرنيتيكية. وفي حين أنه من الممكن أن تنظر إلى الإنسان بوصفه ظاهرة طبيعية بلغت النضج بوصفها نوعا من خلال الانتقاء الطبيعي والتطور الجيني التلقائي، فإنه لا مكان لهذه الأوهام في السايبورغ، ذلك أنه كائن مركب منذ البداية: كائن تكنولوجي يجمع ثنائية الطبيعي واللا-طبيعي المولود والمصنوع".

 

وفقا لبعض تعريفات هذا المصطلح، فإن المرفقات المادية التي ترافق الإنسان، حتى التقنيات الأساسية بالفعل، قد حولته إلى سايبورغ. وفي مثال نموذجي، من شأنه أن يعتبر أن الإنسانــــ ــــ مع جهاز تنظيم ضربات القلب أو القلب الاصطناعي أو زرع مقوم نظم القلب ـــ مزيل الرجفان، أو القوقعة المزروعة في الأذن أو العدسات اللاصقة الداخلية والخارجية ـــــ سايبورغا، لأن هذه الأجهزة تقيس فرق الجهد في الجسم، وتتعامل مع النبضات، ويمكنها تقديم محفزات كهربائية، موظفة آلية التغذية الراجعة الصناعية للحفاظ على الشخص على قيد الحياة.

 

ويوظف هذا المصطلح أيضا لمعالجة تزاوج (التكنولوجيا ـ الإنسان) بصورة مجردة. وتبعا لذلك فإن السايبورغ لن يشمل فقط القطع التي يشيع استخدامها من التكنولوجيا مثل الهواتف وأجهزة الكمبيوتر، والإنترنت، وما إلى ذلك ولكن أيضا الأعمال الفنية التي قد لا تعد شعبيا ضمن التكنولوجيا؛ على سبيل المثال، الورقة والقلم، والكلام واللغة. إذ عندما يزود الشخص بهذه التقنيات ويتصل مع الناس في أوقات وأماكن أخرى، يصبح قادرا على أكثر بكثير مما كان عليه من قبل. مثله مثل جهاز الكمبيوتر، الذي يكتسب قوة عن طريق توظيف بروتوكولات الإنترنت للتواصل مع أجهزة الكمبيوتر الأخرى. وتشمل التكنولوجيات بهذه الطريقة، الطرق السريعة والأنابيب والأسلاك الكهربائية والمباني ومحطات توليد الطاقة الكهربائية، والمكتبات، وغيرها من البنى التحتية التي بالكاد نلاحظها، ولكنها تشكل الأجزاء الهامة من علم التحكم الآلي التي نعمل داخلها.

 

وتفترض هاراوي أن الكتابة هي" تكنولوجيا السيابورغ الشاهقة". إنها القفزة الطبيعية, فاللغة هي تكنولوجيا المعلومات الأولى وتبعا لذلك فإن البشرية كانت سايبورغية منذ الكلمة الأولى. فالإنسان لم يصبح إنسانا إلا حين اكتسب تكنولوجيا معلوماته الأولى: اللغة ـ وقوض كل الميثولوجيا المرتكزة حول خطيئته الأولى التي تسببت بها براءته وافتقاره إلى تكنولوجيا المعلومة. لقد كان نضاله من أجل اللغة..... وضد التواصل المثالي، الذي تمثل في تحطيم الحدود، ودمج الأقطاب المتنافرة والتشابك والحوار بين الأفراد والثقافات. ما تقصده هاراوي هو أن اللغة بحد ذاتها تكنولوجيا معلومات بدئية وما يجري اليوم هو تطور طبيعي لهذه التكنولوجيا حين اندمجت بآلة تعتمد البرمجة المبنية على حروف ورموز وأرقام.

 

وهكذا يشهد الإنسان بأم عينيه ـ وللمرة الأولى في التاريخ ـ تطوره النوعي غير المسبوق. هذا التطور المصحوب بالتقدم التكنولوجي الهائل نتيجة حقيقة أن ما بعد الإنسانية قد أدت إلى تحطيم كل مبدأ حكم وحدّد الحالة الإنسانية، و إلى أن كل مفهوم بات متحللا على أرضية مائعة أو مهجنة. وهكذا فإن السايبورغ ليس مجرد جسم كائن حي سايبرنيتيكي، ولكنه نظام مفتوح يعمل دون حدود ثابتة. إنه يسمح بتفاعلات لا نهاية لها وتحولات مستقبلية قد يصعب التنبؤ بها.

 

يعد هذا الجانب الأهم في تشكيل البناء الاجتماعي والثقافي. فمن الناحية الاجتماعية ـوهي الناحية التي ركزت عليها هاراوي ـ فإن حالة الانفتاح الثابتة على العمليات الجديدة تنعكس في الانفتاح على الاختلافات داخل المجتمع والعكس صحيح. وهي بذلك تطيح بتصنيفات كالطبقة والعرق والنوع الاجتماعي. فلا وجود لوحدة ثابتة يمكنها أن تعد أي تصنيف خارجها بوصفه آخرا. لقد زالت الحدود وأضحى المجتمع السايبورغي عمليات مستمرة من الالتحام والتحول اللانهائي.

 

السايبورغ هو بناء تكنولوجي يعيد تشكيل الجسم المنصاع المتاح للتلاعب، و يحوله بإلغاء الحدود بين الطبيعي/ الاصطناعي، والبشري / الحيواني. وهو خليط من أشكال الحياة على أساس الكربون والسليكون، وهو مزيج من اللحم والتكنولوجيا، وهو جسد بيولوجي مع الزراعات و الأطراف الصناعية و النظم التكنولوجية، ولكن أيضا روبوت مع الأجزاء البيولوجية. إنها إعادة تشكيل هذا الكائن أن يتم تفكيكه وإعادة تجميعه في( عبر الإنسان) أو (ما بعد الإنسان). إنه ليس آلة ولا بشر، ولا ذكر ولا أنثى. ليس لدية جنس أو جندر هو "بلا جنس "أو" جرى نزع جنسه ". لا يتكاثر، أو يتضاعف. إنه باختصار مخلوق من عالم ما بعد الجندر.

 

بجانب السيبورغات تظهر "آلات رغبة" كما دفقات أو تيارات الطاقة "فتفكك" الكائنات الحية وتقسمها وتعيد ترتيبها بطريقة ريزوماتيكية "rhizomatic"، لتحتوي أجزاء من مختلف الأشكال والارتباطات التي تنبثق من نقطة واحدة مع أي نقطة أخرى. إنها أجساد بلا أعضاء (BwO) تُزّور التشريح البشري بوظائف ميكانيكية.

 

الأجساد التكنولوجية الجديدة والأجساد المفككة الافتراضية هي نشوؤات لا جنسية أو متعددة الجنس، هي إلغاء نهائي للجنس، والتغلب على الجندر والثنائية، وتدشين طريقة جديدة للتفكير في الهوية الجنسية التي تتجاوز الفرق. تصبح النسوية السايبرنيتيكية نموذجا للابتداع الذي "تفوض"طرق وأشكال الذاتية والرغبة الهاربة من الثنائيات المهيمنة، على النقيض من الفرق الجنسي. بهذا المعنى، فإن الهوية السايبرنيتيكية هو تمثيل هويات الأقليات التي ترفض الثنائية ومركزية الغيرية، ولكن أيضا، بشكل أساسي، مركزية المثلية. يؤسس السايبورغ لأنطولوجيا جديدة، ويضع "شخصية تفاعلية" تستحضر وسائط سايبرنيتيكية جديدة للعلاقة، انها تنشر وتخلط عمدا التمييز الثنائي الصارخ الذي يكمن وراء ثقافتنا، تلك التي بين البشري / والميكانيكي، والذكور / والإناث، والأوديبي / وغير الأوديبي.

 

شكلت السياسات الحيوية biopolitics لميشيل فوكو والتي يمكن أن تعد تحذيرا استباقيا رخوا ومتهاونا بشأن السياسات السايبورغية، مجالا مفتوحا جدا يرهص بما بعده. ذلك إننا أضحينا مع نهايات القرن العشرين ـ زمننا الحالي، الزمن الخرافي ـ مهجنات نظرية ملفقة وهمية وخرافية ناتجة عن اقتران الآلة والكائن الحي. وباختصار لقد أصبحنا سايبورغ. وأصبح هذا السايبورغ هو الانطولوجيا الخاصة بنا التي تمنحنا سياساتنا.

 

يمثل السايبورغ أيضا الصورة المكثفة عن التخيل والعالم المادي معا. ذلك أن المركزين المتحدين يهيكلان أي احتمالية للتحول التاريخي. وفي تقاليد العلم والسياسات الغربيةـ تقاليد الرأسمالية العريقة الذكورية الهيمنة; تقاليد التقدم، تقاليد استغلال الطبيعة بوصفها موردا لإنتاج الثقافات، وتقاليد إنتاج الذات من انعكاسية الأخر ـ فإن العلاقة بين الكائن الحي والآلة كانت حربا على الحدود. أما أوتاد هذه الحرب فقد كانت تخوم الإنتاج وإعادة الإنتاج والتخييل. ويهدف هذا الفصل إلى إظهار الابتهاج بتداخل الحدود وتحمل المسئولية عن هيكلتها وتركيبها. وهو أيضا محاولة للمساهمة في الثقافة النسوية الاجتماعية والنظرية في الصيغة اللا طبيعية non-naturalist ما بعد الحداثية. وفي التقاليد اليوتوبية التي تتخيل العالم دون تميز على أساس النوع الاجتماعي (بدون جندر)، بمعنى أنه ربما يكون عالما بدون أصل أو نشوء، ولكنه أيضا عالم بلا نهاية. فتجسيد السايبورغ هو خارج تاريخ الخلاص من الخطيئة. كما أنه لا يحدد زمنا على التقويم الأوديبي، محاولا أن يرأب الصدوع المروعة بين الجندر في الرؤية النبوئية ما بعد الأُوديبية أو في اليوتوبيا التكافلية الشفاهية. وكما تقول زي سوفويولز Zoe Sofoulis في مخطوطة غير منشورة عن لاكان، وميلين كلاين، والثقافة النووية، ولاكلاين، إن الوحوش الأكثر رعبا والتي ينتظرها مستقبلا مرموقا في عوالم السايبورغ تتجسد في السرديات غير الأُوديبية التي تحتوي منطقا مختلفا من القهر والاضطهاد والتي نحتاج إلى فهمها وإدراكها من أجل البقاء.

 

السايبورغ هو مخلوق في عالم ما بعد الجندر، ولا علاقة له بالازدواجية الجنسية أو التعايش ما قبل الأوديبي، إنه يد عاملة غير مغتربة، ولا علاقة له أيضًا بالإغراءات الأخرى التي تحفز على الكمال العضوي من خلال الاعتماد النهائي على كل قوى الأجزاء لصالح وحدة أعلى.

 

وهكذا فإن ما بعد الجندرية Postgenderism هي حركة اجتماعية وسياسية وثقافية تؤكد القضاء الطوعي على الجندر في الجنس البشري من خلال تطبيق التكنولوجيا الحيوية المتقدمة والتقنيات الإنجابية المساعدة. يجادل دعاة ما بعد الجندرية أن وجود الأدوار الجندرية، والطبقات الاجتماعية، والفوارق والاختلافات عموما لا تعود إلا بالضرر على الأفراد والمجتمع. ونظرا للإمكانيات الجذرية للخيارات الإنجابية المساعدة المتقدمة، يعتقد ما بعد الجندرين أن ممارسة الجنس لأغراض التناسل سيصبح من مخلفات الزمن، وسوف يكون لدى ما بعد الجندريين (الذين هم لا ذكور ولا إناث) القدرة، إذا اختاروا ذلك، على حمل الجنين وأبوة الطفل، مما سيؤدي إلى القضاء على الحاجة إلى جندر محدد في مجتمع السايبورغ. وفيما يتعلق بتقنيات الإنجاب المساعدة المحتملة، يعتقد أن التكاثر يمكن أن يستمر خارج الطرق التقليدية؛ الجماع والتلقيح الاصطناعي. فالتقدم المضطرد في مجال التكنولوجيا الحيوية قد يؤدي إلى الاستنساخ البشري، والتوالد العذري والأرحام الاصطناعية التي ستوسع إلى حد كبير من احتمالات التناسل البشري. فما الحاجة اذا إلى الذكر والانثى او الرجل والمرأة او التنظيرات المتعلقة بهما؟

 

لن يخضع مجتمع السايبورغ لسياسات فوكو الحيوية. فهو يقلد أو يحاكي السياسات في حقل من العمليات أكثر قوة. ويجهزنا هذا النوع من التحليل لكائنات المعرفة والموضوعات العلمية والثقافة الذي ظهر تاريخيا منذ الحرب العالمية الثانية، لأن نلاحظ بعض أوجه القصور الهامة في التحليل النسوي الذي يجري كما لو أن خطاب تنظيم الثنائيات البطريركية العضوية في "الغرب" منذ أرسطو لا يزال حاكما. لقد زالت تلك الثنائيات وتم تفكيكها أو كما تقول زوي صوفيا: لقد هُضمت تكنولوجيا. لقد جلب التقسيم والتمييز بين العقل والجسم والحيوان والإنسان، والكائن الحي والآلة، والعام والخاص، والطبيعة والثقافة، والرجال والنساء، والبدائية والمتحضرة إلى المساءلة أيديولوجيا. والوضع الفعلي للنساء هو اندماجهم / استغلالهم في نظام الإنتاج / الاستنساخ العالمي ونظام الاتصالات الذي يسمى المعلوماتية للهيمنة.

 

وبمعنى آخر، فإن السايبورغ لا يمتلك قصة نشأة في الإدراك الغربي ـ الأمر الذي قد يعد مفارقة حاسمة لأن السايبورغ هو أيضا نهاية رؤيوية مروعة للهيمنات المتصاعدة في "الغرب"، وللفردية المجردة، وللذات النهائية المتحررة من كل التبعيات، وللإنسان في الفضاء.

 

وأخيرا، يرى العديد من المحللين أن مساحة ما بعد الانسان ستكون افتراضية أكثر من كونها واقعا. فقد يتكون الأفراد من عقول تم تحميلها ويعيشون كما أنماط البيانات على أجهزة الكمبيوتر العملاقة أو مستخدمين متورطين في الواقع الافتراضي تماما. ولكن ما بعد الجندية تؤكد أن هذه الأنواع من الوجود ليست ذات جندر محدد مما يتيح للأفراد تحويل ظهورهم الافتراضي وجنسانيتهم كما يرغبون.

 

 

* ولدت دونا هاراوي عام 1944 في دنفر، كولورادو. وتعمل حاليا أستاذة فخرية في تاريخ الوعي في جامعة كاليفورنيا، سانتا كروز، الولايات المتحدة الأمريكية. تعد هاراوي من (النسويات) الفاعلات، فضلا عن أنها قد وصفت بالماركسية الجديدة وبما بعد الحداثية. درّست هاراوي مادتي (الدراسات النسوية) و(تاريخ العلوم)في جامعة هاواي وجامعة جونز هوبكنز. وفي سبتمبر 2000، تم منح هاروي أعلى تكريم تمنحه جمعية الدراسات الاجتماعية للعلوم: جائزة برنال عن مجمل مساهماتها العلمية وأبحاثها. حاضرت هاراوي في (نظرية النسوية)و(العلوم والتقنية) في كلية الدراسات العليا في Saas-Fee في سويسرا. تعد هاراوي مفكرة رائدة في مجال علاقات الحب والكره بين الإنسان والآلة. وقد فجرت أفكارها نقاشات حادة في مجالات متنوعة مثل علم المقدمات primatology، والفلسفة، والبيولوجيا التطورية. وضعت هاراوي عام 1985 نظرية السايبورغ من أجل انتقاد المفاهيم التقليدية النسوية، خصوصا تركيزها القوي على الهوية، بدلا من التقارب. وقالت إنها توظف مجازا لسايبورغ من أجل بناء الحركة النسوية التي تتحرك خارج الثنائيات والقيود التقليدية بين الجنسين، لتصل إلى استنتاج مفاده: نحن جميعا سايبورغ.

 

* باحثة ومترجمة فلسطينية حاصلة على ماجستير تكنولوجيا حيوية، ماجستير تربية وعلم نفس، بكالوريوس صيدلة، صدر لها مجموعة أبحاث أبرزها:

1- أفق يتباعد: من الحداثة إلى بعد ما بعد الحداثة، دار نينوى للنشر والتوزيع. دمشق 2014.

2- الإنسان في ما بعد الحداثة، دار يوتوبيا، بغداد، 2014

3- نهايات ما بعد الحداثة: إرهاصات عهد جديد، مكتبة ودار عدنان للنشر 2013.

4- فصل في موسوعة: الفلسفة الغربية المعاصرة: صناعة العقل الغربي من مركزية الحداثة إلى التشفير المزدوج- الجزء الثاني

أضف تعليقك