الزرقاء محبطة وتنتقد غياب التنسيق بين نوابها

الرابط المختصر

يبدي اهالي الزرقاء قدرا كبيرا من الاحباط بسبب الغياب الدائم للتنسيق بين نوابهم، والذي يبدو انه لن يتحقق خلال هذه الدورة البرلمانية ايضا،رغم ان تركيبة نواب المحافظة الاحد عشر التي افرزتها الانتخابات الاخيرة تكاد تكون الاكثر تجانسا.

ورغم مرور اكثر من اسبوعين على الانتخابات اقرت النائب ريم قاسم التي فازت باحد المقاعد الستة المخصصة للنساء في مجلس النواب، ان نواب المحافظة لم يعقدوا الى الان أي لقاء جماعي بينهم لتنسيق مواقفهم بشأن قضايا الزرقاء.
 
وقالت لعمان نت "للاسف وصدقا لم يحصل (أي لقاء من هذا النوع) او أي تنسيق او ترتيب" لعقده.
 
لكنها عزت ذلك الى حداثة عهد النواب، وابدت تفاؤلا ازاء ان تكون هناك لقاءات وتنسيق بينهم مستقبلا.
 
وقالت "لم تمر سوى ايام قليلة على الانتخابات وما زلنا لغاية اللحظة غير قادرين على الخروج من حلقة التهاني..ثم نحن الان مقبلون على ترتيبات افتتاح الدورة (البرلمانية) وبعد ذلك هناك انتخابات داخل المجلس..هذا لا يعني اننا لن نلتقي، لا".
 
واضافت ان عدم حصول لقاء جماعي للنواب "لا يعني انه ليس هناك رابط او تواصل او مهاتفات".
 
واشارت في السياق الى لقاء يتيم جمع خمسة من النواب خلال زيارة قام بها وزير البلديات مؤخرا الى المدينة.
 
وحول ما اذا كان المستقبل القريب سيشهد لقاء من هذا النوع قالت القاسم "نعم ان شاء الله. الحياة امل (..) ويجب ان نكون متفائلين دوما".
غير ان مدير مكتب صحيفة "الدستور" في الزرقاء الصحفي زاهي رجا بدا غير متفائل ازاء ان يكون هناك تنسيق للجهود بين نواب المحافظة، رغم اقراره بان تركيبتهم خلال هذه الدورة ربما تكون الاكثر تجانسا قياسا بالدورات السابقة.
 
وقال "لعمان نت" انه "سبق وطرحت قضايا مثل ان يكون هناك مكتب موحد لكافة النواب، سبق ان طرحت هذه الافكار في سنوات سابقة لكنها لم تر النور، وبالتاكيد.. في هذه الدورة لن ترى النور، انا بتقديري هذا ما سيكون لانه لن تكون هناك قواسم مشتركة ضيقة بين النواب حتى يخرجوا بهذه النتيجة".
 
وكان عدد من نواب الزرقاء اكدوا في تصريحات "لعمان نت" تاييدهم انشاء مثل هذا المكتب والذي ذهب النائب موسى الزواهرة الى حد اتهام الاسلاميين بانهم كانوا من احبط فكرته خلال الدورات السابقة.
 
وبين نواب المحافظة الاحد عشر الذين فازوا في الانتخابات الاخيرة، ستة من عشيرة واحدة، في حين يوصف البقية بانهم نواب خدماتيون باستثناء السياسي والنائب المخضرم بسام حدادين.
 
وشكلت هذه النتيجة التي اكد رجا انها كانت "متوقعة" تركيبة متجانسة خصوصا في غياب الاسلاميين الذين قال ان مرشحيهم اخفقوا بسبب ان "شعبيتهم تراجعت خلال الفترة الماضية".
 
واعتبر رجا ان "النواب رغم انهم متجانسون فهم بالتاكيد ايضا مختلفون في توجهاتهم وفي رؤاهم للعمل النيابي. هناك نائب ينظر الى العمل النيابي كفائدة شخصية له ولاقربائه بشكل خاص كدائرة مغلقة او دائرة ضيقة حوله وهناك نائب يتطلع الى ان يكون هناك شئ من الخدمة لدائرة اوسع".
 
واضاف ان "التجارب..مع المجالس المتلاحقة من سنة 1989 وحتى الان اثبتت ان النائب مهما كانت قدراته ومهما كان امتداده العشائري او امتداده الشعبي غير قادر على تحقيق الانجازات. الانجازات فقط تتحقق في حالة كان هناك توجه حكومي..لايجاد مزيد من الخدمات للمواطنين".
ورأى بالتالي ان "التجانس الموجود بين النواب في الوقت الحالي بالتاكيد سيكون مع الاخرين او كما كان الاخرون لن ينعكس ايجابا على الخدمات الا اذا كان هناك توجه حكومي لتحسين هذه الخدمات".
 
واضاف ان "تجانس النواب من الممكن ان تكون منه فائدة فقط في قضايا حياتية عادية للمواطنين ليست على قدر السياسات الوزارية في تحسين الخدمات او في تبني سياسات معينة".
 
ومن جانبه اختلف مدير مكتب صحيفة "الرأي" في الزرقاء ماجد الخضري مع رجا بشأن نتيجة الانتخابات التي اكد انها حملت "مفاجآت"، لكنه اتفق معه في توقعه لاستمرار غياب التنسيق بين نواب المحافظة رغم حقيقة تجانسهم.
 
وقال الخضري لعمان نت "كانت هناك مفاجآت كثيرة في نتائج الانتخابات بالنسبة لمحافظة الزرقاء".
 
واوضح ان ابرز هذه المفاجآت كانت خسارة كافة المرشحين الاسلاميين وفوز مرشحين كانت المؤشرات الاولية تشير الى ضعف فرصهم.
 
واكد ان "الناس محبطون بشكل عام ومتفاجئون بهذه النتائج التي لم تكن متوقعة على الاطلاق".
 
وعبر الخضري عن اعتقاده بانه لن يكون هناك جهد جماعي او تنسيق بين نواب المحافظة.
وقال ان "كل واحد منهم سيعمل من اجل خدمة ذاته ونفسه ".
 
واضاف "لن يكون هناك تنسيق من اجل خدمة الزرقاء ولا شئ من هذا. (ما سيحصل) هو ان كل نائب سيعمل من اجل خدمة مصالحه الشخصية".
 
وتعاني الزرقاء، وهي ثاني اكبر المحافظات سكانيا في الاردن من مشاكل مزمنة ومتفاقمة سواء على صعيد البطالة والفقر، اضافة الى التلوث الناجم عن الصناعات والذي قضى على معظم زراعتها ويتسبب في ازدياد الحالات المرضية بين ابنائها.