الرنتاوي:الاردن لن يقبل أن تحل دبابتها مكان الدبابة الإسرائيلية

الرنتاوي:الاردن لن يقبل أن تحل دبابتها مكان الدبابة الإسرائيلية
الرابط المختصر

قال المحلل السياسي والكاتب عريب الرنتاوي في تصريح لشبكة فلسطين الإخبارية أن الأردن يرفض أن تحل الدبابة الأردنية في الضفة الغربية مكان الدبابة الإسرائيلية، مؤكدا على دعم الأردن للشعب الفلسطيني لنيل جميع حقوقه.

وقال الرنتاوي مدير مركز القدس للدراسات السياسية في مقابلة خاصة مع "PNN" أن للأردن مصلحة في نجاح المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية وخاصة في جوانب: ملف الحدود، والترتيبات الأمنية، والقدس وما يتعلق بها من رعاية المقدسات، والمياه، واللاجئين، وسيراقب عن كثب مفاوضات الوضع النهائي، لكنه لا يرغب بالمشاركة في المفاوضات بشكل مباشر الا أنه معني بان يكون على اطلاع وله رأي يحترم وخاصة فيما يتعلق بمصالحه.

وحول الطروحات التي نادى بها بعض المسؤولين الإسرائيليين في جعل الأردن وطنا بديلا للشعب الفلسطيني قال الرنتاوي، أنه لا يزال في إسرائيل من يؤمن بحل القضية الفلسطينية خارج فلسطين، إما في الأردن أو بالاعتماد عليه أو على حساب الأردن، ولكنه ليس تيارا رئيسا في إسرائيل، التيار الموجود الآن والمسيطر هو تيار دولة الكنتونات.

وفي الأردن، يجري المبالغة في تصوير هذا الأمر عند البعض، ويوظف لحسابات سياسية محلية وخاصة من قبل القيادة التقليدية، بهدف قطع الطريق على الإصلاح السياسي الحقيقي، وأحيانا لأغراض تجديد الحضور السياسي لبعض النخب أو الحصول على بعض المكاسب.

وهذا الطرح ليس مطروحا على جدول الأعمال الآن، لكن قد يطلب من الأردن دور لا يريده في الضفة الغربية، لكن الأردن يرفض خيار أن تحل الدبابة الأردنية مكان الدبابة الإسرائيلية، وهذا ما أكد عليه جلالة الملك، ويجمع عليه الجميع.

إستراتيجية فلسطينية جديدة

وحول المفاوضات المباشرة قال الرنتاوي أنه يعتقد أن القيادة الفلسطينية قبلت بمفاوضات مباشرة بلا شروط وبالتالي تخلت عن شروطها السابقة، كما أن اجتماع اللجنة التنفيذية لم يكن مكتمل النصاب، إضافة إلى رفض فصائل منظمة التحرير المفاوضات المباشرة. وهذه المفاوضات طريقها مسدود ولن تصل إلى نتيجة وهذا ما قاله ليبرمان.

وأضاف الرنتاوي، الشعب الفلسطيني بحاجة إلى إستراتيجية وطنية جديدة تلتقي حولها القوى الفلسطينية، وهي رفع كلفة الاحتلال وإعادة الاعتبار للجهد السياسي، وبحاجة إلى مرجعية وطنية جديدة لعملية المفاوضات وترشيد المقاومة كوسيلة لرفع كلفة الاحتلال، وتكون عاقلة رشيدة وليس شرطا أن تكون مسلحة، فالمطلوب ليس إرهاق الشعب الفلسطيني بكلفة كبيرة، إضافة إلى فتح مؤسسات المجتمع الفلسطيني لمشاركة الجميع، وإعادة النظر في طاقم المفاوضات وإيجاد خبراء ومختصين.

وفيما يتعلق باحتمال المصالحة الفلسطينية بدا الرنتاوي متشائما وقال، سيظل الانفصال والانقسام لفترة طويلة بسبب العقبة السياسية والجغرافية، والمصالح الحزبية التي تجذرت بعد الانقسام والاحتفاظ بالمناصب. وكلما طال الانقسام كان من الصعب استعادة الوحدة، فجوهر الموضوع والخلاف لا يقال عبر وسائل الإعلام، وإسرائيل الآن في مرحلة ذهبية بسبب السياسات الفلسطينية الحزبية.

تركيا تتجه نحو المستقبل

وعلى المستوى الإقليمي وبداية مع تركيا ودورها المتصاعد في المنطقة قال، نراقب باهتمام الدور التركي، فما يجري من تحولات يخدم بناء علاقات طيبة بين العرب والأتراك، وبنفس الوقت ليس المطلوب أن تقوم تركيا بدور نيابة عن العرب في الصراع مع إسرائيل.

العلاقة مع تركيا مكسب مهم واستراتيجي ويجب تشجيع تركيا على هذا الصعيد، وإذا كان هنالك التقاء مصالح بيننا وبينها فلا مشكلة في ذلك بل علينا أن نستغل ذلك، ونريد لتركيا مصالح في المنطقة حتى يتجذر موقفها فلا نريد مواقفها هذه بناء على مصالح حزب وإنما مصالح دولة، فلا رهان على سياسة حزب بعينه فالمطلوب أن تكون سياسة دولة، وإذا وصلنا إلى هذه المعادلة كسبنا تركيا استراتيجيا وهذا هو المطلوب.

وأضاف الرنتاوي، اعتقد أننا كسبنا صديقا لنا، وهو جار إقليمي كبير وربطتنا به علاقات تاريخية، وباعتقادي تركيا هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تتجه نحو المستقبل، عندها اقتصاد قوي وديمقراطية، وتتكيف مع شروط الاتحاد الأوروبي، ولها سياسة خارجية متزنة، وعمدت على تصفير الخلافات الخارجية.

إيران تحمل عوامل القوة والانهيار

وبالنسبة لإيران وعلاقتها مع العرب واحتمال وقوع حرب قال، إيران لاعب إقليمي رئيس، وقوة صاعدة، ولديها مشاكل داخلية، فاقتصادها لا ينمو بشكل جيد ولا يلبي احتياجات شعبها، ونظام حكمها ليس جذابا وخاصة في مجالات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، بالإضافة إلى إشكاليات الأقليات والقوميات، هذه نقاط الضعف قد تهدد مستقبل إيران، وتذكرنا بانهيار الاتحاد السوفيتي، لكنها بعد لم تصل إلى هذه الدرجة، فقد تصل أو لا تصل، لكن علينا التعامل معها كقوة يجب أن تحترم فالعرب والفرس عاشوا في المنطقة وكان بينهما سجال لكنهم ظلوا جيران، هذا ما تفرضه "ديكتاتورية الجغرافيا" لا انفكاك منها.

وقضية السنة والشيعة قديمة وليست جديدة، فعلى إيران والعالم العربي التفكير جديا لإيجاد منظومة أمن وتعامل مستقبلي، الصراع بيننا لن يستفيد منه احد، صحيح لنا مشاكل مع إيران، علينا ان نديرها على قاعدة الثنائية العربية الإيرانية، فغير مقبول أن نكون وقودا لحرب خليج جديدة أو ساحة لذلك، فعلينا ان نميز بين أجندتنا وأجندة إسرائيل وأمريكا ونتعامل مع إيران وفق مصالحنا.

واستبعد الرنتاوي وقوع حرب الآن، فإيران وفق قوله تمتلك قدرات ردع ورد عالية من الصعب على أمريكا شن حرب عليها، خاصة في ظل الخسارة في العراق وأفغانستان، والأزمة المالية وتنامي الرفض للحرب، بالإضافة للمتعاطفين مع إيران في مختلف أنحاء العالم.

لا منتصر في العراق

وفيما يتعلق بمستقبل العراق والانسحاب الأمريكي منه قال، سحب أمريكا جنودا لها من العراق هو هزيمة لها لكن لا يوجد منتصر وذلك بخلاف فيتنام.

وأرى أن مشوار العراق لاستعادة السلم الأهلي ووحدته طويل مع انه من الممكن الوصول لصيغة عيش مشترك، لكن أمامه ألغام كثيرة مثل المحور السني الشيعي الكردي، والنفط والثروة وغير ذلك.

ألان أمريكا تخرج من العراق لكن لا يوجد قوة استعمارية تحل مكانها كما كان يجري في الحروب السابقة عندما يخرج مستعمر ويحل مكانه آخر، الذي سيسد الفراغ قوى إقليمية وبعض اللاعبين المحليين، كما ظهر الآن ما يسمى بالقوى المحلية "أللا دولاتيون".

أضف تعليقك