الرفض الأردني الفلسطيني لصفقة القرن..ما إمكانيات التصدي لها



بعد الكشف عن ملامح خطة الإدارة الأمريكية الجديدة للسلام المعروفة بـ"صفة القرن"، توالت ردود الفعل الغاضبة والرافضة لها محليا وفلسطينيا، لما تضمنته من انتهاكات وتداعيات خطيرة على المنطقة، وسط تساؤلات حول طبيعة الخطوات الممكنة للتصدي الى هذه الصفقة.

وفي أولى ردود الفعل الرسمية على الخطة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ثبات المبادئ والمواقف الاردنية تجاه القضية الفلسطينية، القائمة على حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية

وحذر الصفدي من التبعات الخطيرة لأي إجراءات أحادية إسرائيلية تستهدف فرض حقائق جديدة على الأرض، كضم الأراضي وتوسعة المستوطنات على الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية، وانتهاك المقدسات في مدينة القدس المحتلة.

المحلل السياسي مجيد عصفور يرى أن الصفقة ولدت ميتة، لما تضمنته من تناقضات، وفقا لما تناوله كل من ترامب ونتنياهو، وخاصة حول الدولة الفلسطينية ومدينة القدس، وملف اللاجئين.

ويؤكد عصفور عدم شرعية هذه الصفقة، التي قضت على كافة القرارات الدولية، متوقعا فشلها وعدم تمريرها كغيرها من المؤامرات السابقة التي تعرضت لها القضية الفلسطينية سابقا.

من جهتها، حذرت أمين عام حزب حشد عبلة أبو علبة، من مخاطر الصفقة على القضية الفلسطينية والمنطقة العربية، باعتبارها استمرارا لمشروع إسرائيل الكبرى التاريخي.

وتشير أبو علبة لـ "عمان نت"، إلى ما تتضمنه الصفقة من إلغاء لحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى وطنهم، وما يترتب على ذلك من توطين لهم في الأردن، وبقية الدول المستضيفة.

وضمن اللقاء التشاوري الذي دعا اليه رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز، لمناقشة صفقة القرن اليوم، أكد أن أية مبادرات سلام يجب ان تضمن الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، بإقامة دولته المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، وعلى حدود الرابع من حزيران لعام 1967، وبغير ذلك فإنها ستكون عبثية وعدمية، ومن شأنها تأجيج الصراع والعنف في المنطقة.

كما استنكر رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة، إعلان الخطة التي وصفها بالأحادية و المنحازة للجانب الإسرائيلي، بما تضمنته من الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وضم الأغوار للسيادة الإسرائيلية.

ودانت لجنة فلسطين النيابية الصفقة، داعية الشعوب العربية الى توحيد الصف ودعم الحق الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس.

ويصف رئيس اللجنة يحيى السعود ما تضمنته الصفقة بـ المخيبة للآمال، معتبرا الولايات المتحدة الأمريكية شريكة بالاحتلال وعليها أن تنصاع لقرارات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة المعنية بالقضية الفلسطينية.

 

فعاليات حزبية وشعبية رافضة للصفقة

 

نظمت فعاليات شعبية وحزبية اعتصاما أمام السفارة الأميركية في عمان بالتزامن مع إعلان الصفقة يوم أمس، تعبيرا عن رفضهم لها.

وطالب المعتصمون الحكومة بترجمة الرفض الذي أعلنه الملك للصفقة، إضافة إلى إلغاء اتفاقية استيراد الغاز من الجانب الإسرائيلي، وإعادة النظر بكافة الاتفاقيات معه.

كما عبر الشارع الاردني عن رفضه لما يعرف بصفقة القرن ضمن استطلاع للرأي أعده عمان نت، مؤكدا عدم تمريرها في ظل الإصرار الفلسطيني والأردني على مواقفه الثابتة بالتصدي لها.

ومن ضمن الفعاليات التي سيتم تنفيذها الجمعة المقبل، دعا الملتقى الوطني للأحزاب القومية واليسارية لوقفة احتجاجية مقابل السفارة الاردنية، بجانب العديد من المبادرات في مختلف مخيمات اللاجئين في المملكة، وذلك تعبيرا عن رفضهم للصفقة.

وأعلن التحالف الوطني لمجابهة صفقة القرن، الذي يضم أحزاب وفعاليات أردنية، عن تنظيم مسيرة شعبية في وسط البلد، يوم الجمعة المقبل، تنطلق من المسجد الحسيني وذلك تعبيرا عن ما وصفوه بالمؤامرة المشؤومة.

فلسطينيا : يواصل الشارع الفلسطيني لليوم الثاني على التوالي تنظيم العديد من الفعاليات الرافضة لها، وسط اندلاع العديد من المواجهات بين المشاركين وقوات الاحتلال.

كما عم الإضراب الشامل في مختلف مناطق قطاع غزة ورفع الأعلام السوداء اليوم رفضا لما يسمى بصفقة القرن، اضافة الى الفعاليات الشعبية في الضفة الغربية.

وأكد أمين عام حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، أن الأردن وفلسطين هما أكثر الأطراف تأثرا بصفقة القرن، بعيدا عن مواقف بعض الدول العربية.

أما الصحفي الفلسطيني المتخصص بشؤون القدس خليل العسلي يوضح أن ردود الفعل الشعبية لم تخرج عن المالوف، خاصة وان الصورة لا تزال غير واضحة بما ستقوم به السلطة الفلسطينية من خطوات لمواجهة هذه الصفقة.

ويعرب العسلي عن قلق ومخاوف الشعب الفلسطيني، في حال لم يطرأ اي تغير على توحيد الصفوف الداخلية ووقف الانقسام بين الفصائل، لما قد يضعف مواجهة هذه الصفقة.

هذا وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أعلن خلال اجتماع طارئ للقيادة الفلسطينية بحضور ممثلي مختلف الفصائل، رفضه للخطة الأمريكية، التي تستهدف كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

 

أضف تعليقك