الرزق... في ورقة وقلم

الرابط المختصر

يفترشون جوانب الطرقات المحاذية للدوائر الحكومية يعملون تحت حرارة الشمس وبرد الشتاء...

ينادون بصوت عال (جواز سفر، هوية، دفتر عائلة) كافة المعاملات "نحن هنا في خدمتك أيها المواطن"..وأجرة المعاملة غير محددة "حسب ما يدفعه المواطن".

كتُاّب الاستدعاءات غالبيتهم من كبار السن.. لا يحتاجون إلا لورق وأقلام وطوابع بريدية وطاولة ومظلة  لتصبح  مهنة كتاب الاستدعاءات  يعتاش منها عشرات العائلات.
 
في السابق، كانوا يعملون في مهن مختلفة، ولكن ظروف الحياة الصعبة وغلاء الأسعار دفعتهم للبحث عن مصدر رزق جديد بعد تقاعدهم، والبديل كان خط الطلبات ومساعدة الناس على قضاء معاملاتهم الرسمية وهكذا ظهرت مهنة خلقتها الظروف المعيشية الصعبة.

 

 
هناك أمران أحلاهما مر!
عبد الهادي في الستينيات من عمره يبدأ يوميا رحلة عمله منذ ساعات الصباح الباكر مستقلا الباصات من منطقة المقابلين حتى مكان عمله في جبل عمان أمام دائرة الجوازات العامة لتوفير قوت عائلته.
 
فعبد الهادي يعمل في مهنة كتابة الاستدعاءات منذ عام 1972 ، بعد تقاعده من الجيش اتخذ له زاوية أمام دائرة الأحوال المدنية قرب الدوار الأول لخدمة المواطنين القاصدين لإجراء معاملاتهم في الدائرة، وليعيل أسرة مكونة من29 فردا".
 
يقول عبد الهادي الذي لوحت شمس الصيف وجه "اعمل يوميا من الساعة السادسة صباحا حتى الساعة الثالثة عصرا، وفي اليوم اجني ما يقارب الـ10 دنانير أي في الشهر يتراوح دخلي من هذه المهنة من 150 الى 200 دينار وفي أيام الصيف تكثر المعاملات بسبب كثرة عقود القران وهذا يتطلب منا عملا أكثر لكن لهذا الأمر استحقاقاته فقد تركت الشمس في وجهي آثارا واضحة".
 
لكن ما حال عبد الهادي في فصل الشتاء يقول "هناك أمران أحلاهما مر، ما هو الأفضل ان نعمل أو نجلس في البيت؟ يتابع :ليس لدي أي مشكلة في الشتاء فانا أقي نفسي بوضع شادر على المظلة وهكذا. ولكني أفضل العمل في الصيف رغم الحرارة المرتفعة".
 
العاملين في كتابة الاستدعاءات يحصلون على تراخيص عمل من كافة الجهات المعنية كالأمانة ومحافظة العاصمة والجهات الأمنية لتسهيل عملهم.
 
وأحوال العاملين في هذه المهنة متشابهة، فعطا الله في الخمسينيات من عمره يوميا يسعى وراء قوت عائلته بعمله من الساعة السابعة حتى صلاة الظهر، ويقول: "منذ ان أنهيت التوجيهي عام 1972 وأنا اعمل في مهنة كتابة الاستدعاءات، فهذه هي المهنة الوحيدة التي أتقنها واجني منها قوت يومي الذي يقارب 6 دنانير وهو مبلغ يسير لا يكفي احتياجاتي بسبب الديون المتراكمة، لكن الحمد الله مستورة".
 
"ففي فصل الصيف يزداد الضغط علينا أكثر من فصل الشتاء لكثرة المعاملات، وفي الشتاء نعاني قليلة من البرد القارص والمطر ولكن نعالج الوضع ماذا سنفعل نريد ان نعيش؟!".
 
مهنة كتاب الاستدعاءات، مهنة ابتكرتها الحاجة في زمن أصبح البحث فيه عن الرزق صعب، فرغم ما يعانوه أصحاب هذه المهنة من ظروف معيشية متعبة إلا انهم فخورين بتوفير قوت عائلتهم بدون الحاجة الى احد.
 

أضف تعليقك