الراحل صلاح حزيّن مثقف شمولي

الرابط المختصر

غيب الموت صباح السبت الزميل والناقد والمترجم صلاح حزين.

 

والراحل (63) كاتب وباحث ومترجم، عرف بمتابعاته النقدية، مترجما وباحثا.

عمل الراحل في الكويت، قبل أن يعود ليستقر في عمّان، حيث تعاون مع ملحق "الرأي الثقافي" مطلع الألفية، وعمل رئيساً لقسم الترجمة في "الغد"، ثم رئيساً لقسم "الاقتصاد" في الصحيفة نفسها. في هذه الأثناء، كان حزيّن قد انتظم في الكتابة لصحيفة "الحياة" اللندنية، وانتهى المطاف بالراحل كاتبا في صحيفة "السجل" عندما كانت أسبوعية، وبعد تحولها إلى مجلة شهرية، حيث عُرف بالتزامه بأرقى المعايير المهنية، وانضباطيته العالية، ورؤاه واسعة الأفق المنفتحة على المستقبل والمؤمنة بالتغيير.

واعتبر كتاب ومثقفون أردنيون وعرب رحيل حزيّن خسارة كبيرة نظير ما قدمه من ترجمات لافتة، أبرزها ترجمته لرواية كونراد "قلب الظلام"، إضافة إلى ما قدّمه للقارئ العربي في مقالاته السياسية والأدبية والاجتماعية.

أبو بكر: نمط نادر من مثقف لا يدعي

 الناقد والروائي والكاتب الفلسطيني وليد أبو بكر قال إن صلاح حزين "رجل يقنعك بأن تحترمه فورا بمجرد أن تعرفه"، معتبرا أنه "نمط نادر من مثقف لا يدعي، ولا يستعرض ثقافته الموسوعية الواسعة".

ونوه إلى أن الراحل لم يكن يبدي اهتماما بغير "الثقافة الجادة التي لا تمتعض من النقد الجاد"، مبينا أنه لم يكن يهتم كذلك بـ "تسويق نفسه".

وتابع "على المستوى الشخصي، ظلّ صلاح حزيّن صديقي الصدوق منذ عرفته، وفي كلّ أحواله وأحوالي، ولم أحسّ قط بأنه يخذل صاحبه، أو يغبطه حقه، أو يكون له فيه أكثر من رأي، إن حضر وإن غاب".

وأضاف "كان صلاح حزيّن صادقا فيما يكتب وفيما يقول، وكان صادقا مع نفسه فيما يفعل، مثل صدقه مع الآخرين، سواء بسواء".

الريماوي: رؤية تحليلية وثاقبة

 وأشار رئيس تحرير جريدة "السجل" القاص محمود الريماوي أن حزيّن كان مثقفا بارزا وشاملا وكانت اهتماماته تتوزع ما بين الفكر والسياسة والثقافة والفنون، مع الاطلاع الواسع على الآداب الغربية.

وقال إن الراحل تمتع برؤية تحليلية ونقدية وثاقبة لمختلف الظواهر الثقافية والسياسية والاجتماعية، مع مواكبة النتاج الثقافي بصورة بحثية، لافتا إلى أنه عُرف من خلال ترجماته أكثر من أعماله النقدية، مؤشرا بذلك إلى ترجمته رواية "قلب الظلام" للروائي جوزيف كونراد ورواية "إنهم يقتلون الجياد أليس كذلك؟" للروائي هوراس ماكوي، إضافة إلى نشره العديد من المقالات النقدية والمتابعة الفنية في العديد من الدوريات الثقافية الأردنية العربية.

واعتبر الريماوي أن رحيل حزيّن يعد "خسارة كبيرة للحركة الثقافية الأردنية والعربية"، مبينا أن ذلك يأتي لما كان يتمتع به من صداقة واسعة بين المثقفين والكتاب على مستوى الأردن والوطن العربي.

قبيلات: حضور مميز في الثقافة الأردنية والعربية

رئيس رابطة الكتاب الأردنيين سعود قبيلات، ذهب إلى أن رحيل صلاح حزيّن "خسارة كبيرة للحركة الثقافية الأردنية"، مشيرا إلى أن الراحل كان صاحب حضور مميز في الساحة الثقافية الأردنية والعربية، وأن عطاءه كان متواصلا في المجال الإبداعي من خلال الكتابات الصحافية والترجمة والدراسات النقدية الثقافية التي كان من المتابع لها، لافتا إلى أنه استمر في العطاء إلى ما قبل رحيله بأيام.

عبد القادر: مثقف بلا حدود

 وعبر الدكتور محمد عبدالقادر عن أسفه لرحيل صلاح حزيّن وهو في "قمة نضجه الفكري والثقافي والإنساني"، معتبرا أنه بذلك يلتحق بقافلة المبدعين والمفكرين الذين سبقوه إلى السماء.

وقال "كنت كلما قابلته أو هاتفته مستفسرا عن صحته التي أخذت تتراجع شيئا فشيئا في الأشهر الأخيرة كان يقول: ها هو السرطان اللعين يأتيني في أوج إقبالي على الحياة. فأبادره بتخفيف وطأة الألم على حياة تفر من بين أصابعه مثلما يفر دوري جميل من عش ألفه زمنا".

ورأى أن الراحل كان "ظاهرة بكل ما تعنيه الكلمة"، وأنه "مثقف بلا حدود وقارئ لا يرتوي ومفكر كوّن في كل قضية من قضايا الحياة موقفا علميا ورؤية ثاقبة".

وأضاف أن الراحل امتاز بكونه "كاتبا وقارئا صحافيا ومفكرا، ذهنية متقدة وذاكرة فوتوغرافية قلما يجود الزمان بمثلها، متابع دقيق لكل اتجاهات الأدب والفن والفكر والثقافة والسياسة".

ناجي: مثقف شمولي

 الروائي جمال ناجي اعتبر أن حزيّن تنطبق عليه تسمية "المثقف الشمولي"، رائيا أن القول قد يبدو غريبا لأن القليلين هم الذين يعرفون إسهامات حزيّن في الثقافة المحلية والعربية.

وأشار إلى أن الراحل كان واحدا ممن وضعوا نظريات في الثقافة وكتب الكثير في المسارات النقدية الأدبية في الفن التشكيلي والسينمائي والثقافي، مبينا أنه عرّف القارئ العربي على عدد من أهم الروايات العالمية منها رواية "قلب الظلام" للروائي جوزيف كونراد، ورواية "إنهم يقتلون الجياد أليس كذلك؟"، خالصا إلى أن رحيله "يمثل خسارة كبيرة للثقافة العربية والأردنية".

حبايب: موسوعة فكرية وأدبية

 القاصة حزامة حبايب قالت إنه "برحيل صلاح ترحل الكلمات العذبة والجميلة وتغيب في جب الأحزان والدموع والألم"، مبينة أن الراحل يعد "موسوعة إنسانية فكرية ثقافية أدبية".

ورأت حبايب أن في رحيل حزيّن خسارة كبيرة لها شخصيا، فهو الذي أضاء لها جوانب كثيرة في حياتها وشخصيتها، كما أضاء للكثير ممن عرفوه على المستوى الشخصي والإنساني والعملي.

 وعلى الجانب الإنساني تلفت إلى أنه كان "عملاقا في أخلاقه وإنسانيته وفكره".

واعتبرت أن الراحل قاوم مرضه بكل شجاعة، مشيرة إلى أن البعض كان يتواضع ويخجل من حجم تلك الشجاعة في مواجهة مرض خبيث مثل السرطان.

أبو لبن: أحد أعلام الأدب العربي

 وأكد الناقد زياد أبو لبن أن الراحل كان "أحد أعلام الأدب العربي"، منوها إلى أنه قدّم عدداً من الترجمات، وحظيت ترجمته لرواية كونراد "قلب الظلام" باهتمام النقاد والباحثين، كما حظيت ترجمته لكتاب "العقول الإلكترونية" لكايك هالي باهتمام المثقفين، إضافة إلى ما قدّمه للقارئ العربي في مقالاته السياسية والأدبية والاجتماعية.

ولفت إلى أن الراحل عالج في مقالاته ومتابعاته قضايا تشغل بال العالم والمتعّلم، وشغلت بال عامة الناس، مبينا أن قضية فلسطين محور اهتمامه، وسرّ تمسكه في الحياة.

زعرور: صلاح لم يعد هنا!

الروائي إبراهيم زعرور كتب في رثاء صديقه الراحل: صلاح ليس هنا لم يعد موجودا هنا كان هذا هو الرد الافتراضي الذي سأتلقاه من الطرف الآخر على مكالمة لم تتم أو لمن أراد الدقة في تفاصيل حياة لم تعد ذات معنى وواحد من الردود المحتملة على مكالمتي لو أتي لصاحبها صلاح أن يرد، تخيلته يقول ضاحكا بصخب المشترك المطلوب مشغول بموته حاليا يرجى الاتصال في وقت آخر، أو ربما يقول بوتيرة أقل صخبا "آسف يا صديقي: الشخص المطلوب مات لتوه ولم يعد بإمكانه الرد. مات. وأنا آسف من أجلك يا صديقي آسف وحزين".