الذهب الروسي ملاذ الفقراء

الرابط المختصر

لم يجد محمد حالا افضل من الذهب الروسي لتجاوز مطلب اجتماعي بات يشكل قلقا عند غالبية الشباب فهو وعروسه كغيرهما من المقبلين على الزواج الذين يقومون باستبدال الذهب بنوع من الاكسسوار شبيه له لاتمام حفل الزفاف نظرا لسوء وضعهما ماديا وعدم مقدرتهما على اقتناء الذهب

ارتفاع اسعار الذهب اجبر العديد ممن يحبون اقتناء هذا المعدن النفيس الى استبداله باكسسوار ليست له اية قيمة الا انه يحمل صفات مماثلة للذهب كاللون والشكل وكلما كانت هناك دقة في تصنيعه كان التفريق بينه وبين المعدن الاصفر اصعب للناظر اليه ناهيك عن ثمنه المنخفض, فطقم الذهب الذي يباع بألفي دينار يباع مثيله من الذهب الروسي بـ 80 دينارا.

الا ان هذا الاقبال من قبل الكثيرين يشكل تهديدا لمحلات الذهب خاصة مع الارتفاع المستمر وعدم الاستقرار في اسعار الذهب عالميا.

في حديث لـالعرب اليوم قال نقيب تجار الحلي والمجوهرات اسامة امسيح ان دخول ما يسمى بـ (الذهب الروسي) الى الاسواق المحلية اثر سلبا على مبيعات الذهب لاقبال الكثيرين عليه.

فبسبب ارتفاع اسعار الذهب عالميا لجأ المواطن من ذوي الدخل المحدود وغير القادر على تحمل تكاليف شراء المعدن الاصفر الى اقتناء مثل هذا النوع من الاكسسوار اضافة الى ان الذهب الروسي اعطى بدائل اخرى للمستهلك كونه شبيها بالذهب من حيث الشكل واللون بدلا من شراء مجوهرات مقلدة اقل جمالية من الذهب.

كما ان هناك قناعة لدى بعض المواطنين باقتناء الذهب الروسي لاسعاره المنخفضة التي تتناسب واوضاعهم الاقتصادية الا انه لا يحل محل الذهب فليست له اية قيمة كإدخار او بيع.

واشار ان دخول مثل هذا النوع من الاكسسوار (الذهب الروسي) جاء نتيجة للازمات الاقتصادية التي مر بها العالم خلال السنوات الماضية ودخوله الى الاسواق المحلية ليس وليد الامس بل منذ فترة لا تقل عن 30 عاما لكن الطلب ازداد عليه مع سوء الاوضاع المعيشية لدى المواطن.

وطالب امسيح الجهات المعنية بمتابعة الموضوع بشكل اكبر واعطاء التسميات الصحيحة لكل سلعة حتى لا يتم تضليل المستهلك واستبدال عبارة (ذهب روسي) بمجوهرات مقلدة واكسسوار.

واشار ان النقابة وبالتعاون مع وزارة الصناعة والتجارة تعملان على تنظيم تلك المحلات التي تبيع الذهب الروسي لحماية المواطن من عمليات الغش.

ودعا الى اهمية توعية المستهلكين لمنع عمليات الاحتيال من خلال اهتمام وسائل الاعلام بهذه القضايا.

وذكر انه لم تسجل في النقابة اية شكاوى رسمية حول عمليات احتيال الا ان هناك بعض الاحاديث عن محاولات بيع ذهب روسي على انه ذهب حقيقي.

من جهة اخرى قالت احدى بائعات الذهب الروسي رهام التلاوي لـ (العرب اليوم) ان الذهب الروسي يلقى رواجا كبيرا لدى المواطنين من جميع الطبقات الاجتماعية وهو مطلوب في جميع المواسم من دون استثناء.

واضافت ان هذا النوع من الاكسسوار مرغوب جدا من قبل السيدات لما له من ميزات عديدة كانخفاض اسعاره وتوفره بعدة اشكال تكون مشابهة تماما للذهب وقد يصعب احيانا التفريق بينه وبين الذهب اذا ما تميز بجودة عالية في التصنيع.

وذكرت ان للذهب الروسي عدة تسميات منها شبيه او بديل الذهب اضافة الى ذهب الفقراء الا ان اللافت للنظر ان الفقراء وميسوري الحال ليس وحدهم من يقتنوه بل ان هناك عددا كبيرا من الطبقة الغنية يقومون بشرائه وبكميات كبيرة.

واشارت التلاوي انه وبالاضافة الى الذين يشترون هذا النوع من الاكسسوار لاغراض الزينة هناك العديد ممن يترددون على محال بيع الذهب الروسي من المقبلين على الزواج الراغبين بشراء شبكة العروس فهي شبيهة الى حد ما من مثيلاتها المصنوعة من الذهب الخالص و تؤدي الغرض نفسه نظرا لعدم مقدرتهم المادية او لزيادة قطع الشبكة الاصلية بقطع اكسسوار تكون مشابهة لها.

واضافت ان الذهب الروسي ليس له سعر ثابت وكل تاجر يبيع بحسب جودة القطعة او شكلها كما ان اسعار القطع تختلف من مكان لاخر فهو يعد اكسسوارا ليست له اية قيمة مادية كالذهب واسعاره من دينار فأكثر.

ورغم ان استخدام المعدن النفيس لا يقتصر على الزينة فقط حيث يقبل البعض على شرائه لغايات الادخار والاستثمار باعتباره ملاذا امنا للاموال خاصة في اوقات الازمات الاقتصادية والسياسية الا ان سوء الاوضاع المادية لدى البعض اجبرهم على اقتناء البديل والبحث عنه.

ويذكر ان اعلى مستوى سعري وصل اليه سعر اونصة الذهب في الاسواق العالمية على الاطلاق هو 1030 دولارا والذي سجله في شهر اذار من عام 2007 ويتراوح سعر الاونصة حاليا ما بين 920و950 دولارا منذ بداية العام الحالي.

فيما بلغت مستوردات المملكة من الذهب المعدن الاصفر حتى نهاية ايار من العام الحالي 1300 كيلو غرام مقابل 950 كيلو غراما للفترة نفسها من العام الماضي بنسبة نمو مقدارها 37 بالمئة.