الذنيبات: الوزارة أجرت مسحاً للمناهج لإخراج كل ما يدعو للتطرف
قال وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات أن التطوير والتغيير في المناهج الأردنية لم يكن ردة فعل على أحداث مرت أو تمر بها المنطقة في أي يوم من الأيام، مشيرا إلى أن هذه المناهج تبنى وتطور وتعدل وفق معايير مستمدة من الدستور وقانون التربية والتعليم وتعزيز الإنتماء الوطني وفهم الصحيح للإسلام، للتصدي للغلو والإرهاب وتحصين الطلبة ضد الغلو، لتعميق مبادئ التسامح والاعتدال والتعايش مع الآخر واحترامه وصون النفس البشرية وفق ما جاءت به رسالة عمان على حد تعبيره.
وأضاف في كلمته بمؤتمر "نحو إستراتيجية شاملة لمحاربة التطرف... فرص التوافق الوطني وتحدياته" الذي ينظمه مركز القدس للدراسات السياسية، أن التطرف لم يدخل بلدنا عن طريق التعليم بل عن طريق الفضاء المفتوح والإنترنت ونقل ممارسات خارجة عن مجتمعنا إلى الداخل.
وأوضح أن وزارة التربية والتعليم قامت بدراسة مسحية للمناهج بهدف إخراج أي تعديل يدعم الغلو والتطرف والارهاب، داعيا إلى إدراك مجموعة من الأمور خلال الحديث عن المناهج الأردنية، من دون جلد الذات، رافضا في المقابل إطلاق شعارات مغايرة للواقع ما يجعل الساحة تقع في إرباك كثير، كأن نتكلم عن مناهج خفية وظاهرة في المناهج الأردنية.
وأكد على أن المناهج الأردنية مناهج حيادية ليست مسيسة، و أن المملكة لا يوجد فيها نظام أحادي شمولي وعدت مناهجها طبقا لأساس علمي متبع في كثير من الدول.
وتابع أن المناهج الأردنية مبنية على أسس تربوية راسخة وفق معايير عالمية تراعي كل الجوانب وبناء شخصية الطالب الأردني في جميع المناحي، مشيرا إلى أن تطوير المناهج ليس لأننا نعاني من عجز بل لأن ذلك أسلوب مستمر للتطوير.
وأكد على أن المناهج الأردنية زاخرة بالمفاهيم التي تحث على الاعتدال واحترام الآخر وهي موجودة في كثير من المباحث بشكل تكامل من البداية إلى آخر الصفوف المدرسية.
وأشار إلى أن الوزارة تعمل على تطوير استراتيجياتها عبر مؤتمر إصلاح التعليم، والوزارة تعكف حاليا على تنفيذ ببرامج لا منهجية للتوعية ومحاربة الغلو وأفكار التطرف وتأهيل معلمي التربية الإسلامية وتوظيف الإذاعة المدرسة لتعزيز مفاهيم التربية والوطنية، مشيرا إلى أن محاربة التطرف هي مسؤولية تكاملية بين الإعلام والأسرة والمجتمع فهي مسؤولية وطنية.
وقال أن المملكة قد واجهت موجات بشرية أثقلت عليه بالأفكار الغريبة عنه وهو ما انعكس سلبا على جزء من ثقافة المجتمع، مشيرا في المقابل إلى أن المملكة بلد ديمقراطي نصيرة للأمة العربية وهذا النهج على مدى تاريخ الأردن وضعه أمام مسؤولية تاريخية.
وزاد الذنيبات أن التطرف والإرهاب ظاهرة عالمية ليست محصورة بدين أو منطقة، والأردن كان جزء من الحل، خاصة وأن الشعب الأردني ليس معزولا عن محيطه فهو يتأثر بما يجري.
ولفت النظر إلى أن عجز المجتمع الدولي عن تقديم حل للقضية الفلسطينية ولد شعورا بالظلم والاضطهاد.
وأكد على أن أهم الأدوار هي التي تقوم بها وزارة التربية والتعليم لبناء شخصية واعية ومتزنة، مشيرا إلى أن التشريعات والوثائق التربوية نصت على استخدام لغة العقل والحفاظ على كرامة الإنسان واستيعاب مبادئ العقيدة واحترام الأديان الأخرى والإسلام نظام فكري سلوكي يرفض العصبية والإقليمة وكافة أشكال التعصب، ويدعو إلى التسامح والإيمان بالوسطية كما نصت التشريعات التربوية على تنمية الحس الوطني والتركيز على التربية المتوازنة.
وتابع أن كل ذلك لا يتحقق بمجرد أن تكتب في الوثائق الرسمية بل يتطلب ترجمة إلى إجراء عملية وتضمينها في المناهج، ومن هنا – يقول وزير التربية - شرعت الوزارة في مراجعة المناهج ابتداء من الصفوف الأولى لتعليم النشئ القيم الإنسانية والمواطنة والتعددية والاعتدال والوسطية وقبول الآخر.
وتابع لقد تم توظيف قصص الأطفال وتضمنت خطط الوزارة تطوير المناهج للصفوف؛ لإدماج وإدخال مفاهيم العدالة الاجتماعية وسيادة القانون ونبذ التطرف وثقافة الحوار والتسامح الديني وصون حياة الإنسان لبناء شخصية الطالب وربطها بمجموعة من الأنشطة.
وأشار إلى وجود خطط لمعالجة التسرب والمدارس المنزلية وتفعيل التشريعات التربوية وتفعيل الرقابة على نشاطات المدارس العامة والمدارس الخاصة والتأكيد أن هذه النشاطات تنسجم مع فلسفة وزارة التربية والتعليم لمواجهة الفكر المتطرف.
وقال: أعددنا دراسة المناهج كافة وتشكيل لجان من خيرة الخبرات في هذا البلد وممن لا ينتمون للنظر في مناهج اللغة العربية والتربية الإسلامية والتربية الوطنية. وقال نحن لا نتحدث عن الرياضيات والفيزيا بل عن مناهج معينة.
وأضاف طلبت الوزارة من اللجان أن تستخرج أي مفاهيم يتعارض مع مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان، وأن تركز على مبادئ التسامح وقبول الآخر والديمقراطية وغير ذلك، وشكلنا لجنة خاصة لمناهج التربية الوطنية.
وأوضح أن الوزارة طلبت من بعض كتاب قصص الأطفال كلجنة واحدة لتضع قراءات إضافية للأطفال حول المفاهيم الأربعين بشكل قصص قصيرة؛ بحيث يرفع الطالب إلى الصف الخامس يكون قد أخذ البذرة التي تساعده على الفهم.
وختم بالقول لا أقول إن المناهج كاملة لكنها تحتاج إلى مراجعة بين الحين والآخر، ومحاولة أخذ المفاهيم إن وجدت التي تغاير مفاهيم الديمقراطية لبناء جيل واعي يفهم معنى حقوق الإنسان وحرية التعبير والرأي ومعنى المؤسسية وسيادة القانون والتسامح.
قال وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات إن التطرف ظاهرة عالمية وليست محلية، مشيرا إلى أن هناك سببين رئيسيين في ذلك، أولاها سيطرة الأنظمة الشمولية، وأحادية التفكير في كثير من البلاد العربية، وغياب التعددية وما أفرزته من ظلم واحتكار للرأي ومصادرة حق الآخر في التعبير، أما السبب الآخر فهو الخلل العالمي في تطبيق معايير حقوق الإنسان من بلد إلى آخر ومن تجمع بشري إلى آخر وعدم الاحترام مبادئ العدالة والمساواة في كثير من مجتمعاتنا العربية والإسلامية.











































