الخروف المبتسم
قبل سنتين ونيف ، وتحت شعار(صيف الابتسامة في الأردن) ، اطلقت هيئة تنشيط السياحة في الاردن برنامجا ترويجيا وتشجيعا للسياحة الوافدة ، و تقديم الخدمات السياحية ونحن نبتسم على الأقل.لكأن المواطن الأوروبي يبتسم ويقهقه وهو يتمختر في الشوارع ، والمواطن الأميركي يطلق الابتسامات بالقصف العشوائي .
وأتخيل ان موضوع البحث في جلسات العصف الفكري آنذاك تركز على السؤال التالي:
- كيف تجبر الموظف والمواطن العادي على الابتسام ، لا سيما أن تزايد عدد السياح لن يزيد المصاري في جيبه ، بل في جيوب ثلة من أصحاب الفنادق والمطاعم الكبرى في العاصمة عمان. و لو كان الابتسام من شيمه ، لكان ابتسم على قاعدة .. ما أنا ضاحك ضاحك.
المشكلة إننا نطالب المواطن بأن يتصرف عكس طبيعته ويهش ويبش وينش في وجه السائحين من مختلف الأصول والمنابت ... بدون أي مقابل مادي أو معنوي .. ولو على الأقل تذكرة لزيارة المتحف مجانا. او كتاب شكر وتقدير أو غطاة جازوز على الأقل..على سبيل السوفينير.
بالتأكيد فشل المشروع لحظة طرحه ، لا بل ان الذي اطلقه انذاك ، عاد الى مكتبه واذا بكتاب الترميج على الطاولة. لذلك وبما اني مواطن كامل الأوصاف وخبير في مجال المواطنة (53)سنة كاملة ، فإني اطرح امام السياحة مشروعا استراتيجيا من اجل إجبار المواطن ابو كشرة على فتح أشداقه إجباريا ، ولو ، حسب قول المتنبي : (إذا رأيت نيوب الليث بارزة - فلا تظنن ان الليث يبتسم).
أقترح تلبيس السياح بلايز عليها صورة منسف ورأس الخروف مكشر فوق الرز بينما تخترق نيعه ضمة بقدونس ، فارعة الاخضرار ، ولا بأس بالقليل من الصنوبر واللوز وخلافه.
هذا الخروف الذي يأكله الآخرون ويبتلعون لسانه ويسملون عينيه ، ويفرطون في التعازم على دماغه ....هذا هو المواطن الأردني بالذات ..الذي يتناهبه التجار وباعة الفلافل.
ان الخروف المكشر على رأس المنسف هو شعار أردني ....
المشروع الإستراتيجي للابتسام يعتمد على الحكمة التالية التي اعديها الى المخططين الإستراتيجيين مجانا:
تقول الحكمة:
إذا أردتم (مننا) ان نبتسم ، فعليكم ان تجعلوا الخروف على سدر المنسف مبتسما،، وتنحل المشكلة الى الأبد.











































