الحمص و الفلافل فطور الجمعة التقليدي
يعتبر طبق "الحمص والفول والفلافل "من اساسيات فطور يوم الجمعة التقليدي الذي ارتبط بالعائلة الاردنية وتتجمع حوله بوقت محدد .
اصر الطالب العشريني" فهد "العائد من كندا لقضاء اجازته السنوية في وطنه على تناول الطبق الشعبي " الحمص والفول والفلافل " في اول يوم له بين الاهل مستعيدا التقليد الذي ما زال في ذاكرته .
اذ ما زالت نكهة الحلقة العائلية تفيض بين حواسه وذاكرته حسب قوله لوكالة الانباء الاردنية .
اخصائي علم الاجتماع في جامعة عمان الاهلية الدكتور عزمي منصور يؤكد ان الطبق التقليدي "الحمص والفول والفلافل" اكتسب شعبيته من رخص ثمنه وارتفاع قيمته الغذائية وجمعه افراد العائلة حوله خاصة ايام الجمع .
فتحول مع الزمن لنوع من التقليد والعادة المرتبطة بالذاكرة الانسانية.
ويحرص "ابو اسيل " على اصطحاب بناته الاربعة لاحضار طبق افطار يوم الجمعة لتناول اكلته الشعبية متنقلا بين ثلاث مناطق بحثا عن الافضل في الصنع مشيرا الى ان هذا التقليد الاسبوعي لم يكن متبعا لديه قبل الزواج مفسرا ارتباط ذلك بتجمع الاسرة ايام العطل .
تمثل نسبة المطاعم المتخصصة ببيع "الحمص والفول والفلافل" ربع المطاعم الشعبية المتخصصة ببيع انواع اخرى من الماكولات مثل المشاوي والشاورما والوجبات الخفيفة والدجاج المشوي والبالغ عددها الفا و500 مطعم منتشرة في جميع محافظات المملكة حسب ما هو مسجل في نقابه اصحاب المطاعم والحلويات الاردنية .
وتؤكد سمر ابو جارور حرصها على تناول افطار يوم الجمعة وبالذات " الحمص والفول والفلافل " في وقت متأخر قليلا ليتأخر موعد تناول طعام الغداء مما يلغي وجبة العشاء مبدية امتعاضها من ارتفاع اسعار هذا الطبق في الاونة الاخيرة بطريقة لم تعد تناسب الاكلات الشعبية وايدتها بذلك زميلتها /ام يزيد/ التي تؤكد ارتباط هذا الطبق الشعبي بيوم الجمعة .
نقيب اصحاب المطاعم والحلويات الاردنية منذر ابو الحيط يبين ان ارتفاع اسعار المشتقات النفطية انعكس على تسعيرة المطاعم الشعبية بمقدار 20 بالمائة .
فعلبة الحمص سعة "200 مليمتر " ارتفع سعرها بواقع عشرة قروش لتصبح 50 قرشا فيما ارتفع سعر الفول 10 بالمائة بمعدل خمسة قروش ليبلغ سعر علبة الفول من السعة ذاتها 45 قرشا ، مشيرا الى ان سعر " حبة الفلافل " راوح مكانه لعدم ارتفاع مدخلات الانتاج عليها وبقيت الحبات الثلاث بخمسة قروش .
كما يؤكد ان اخر ارتفاع للاسعار شهدته السوق المحلية كان في شهر نيسان الماضي والذي اصبح من اختصاص ضريبة الدخل والمبيعات بالاتفاق مع نقابة اصحاب المطاعم والحلويات بعد ان كان في السابق من اختصاص جمعية حماية المستهلك الى جانب النقابة.
ويوضح ان ارتفاع اسعار الحمص يعود الى ارتفاع سعر مادة الطحينة الاساسية في تصنيعها والتي بلغت نسبتها 200 بالمائة ليصل سعر التنكة الواحدة منها الى 60 دينارا بعد ان كان 24 دينارا .
ويؤكد احد العاملين في احد المطاعم الشعبية لبيع " الحمص والفول والفلافل " احمد غيث ان الفترة الصباحية من يوم الجمعة تشهد ازدحاما من قبل المواطنين لشراء هذا الطبق الشعبي و"حبات الفلافل " ذات الحجم الصغير التقليدية ويرافق ذلك ازدحام مروري بالشارع لكثرة الزبائن الذين يحرصون على شراء صحن الحمص الذي يشهد اضافات حسب الحالة المادية للزبون بين اللحمة والصنوبر او الشاورما وشراء حبات الفلافل كبيرة الحجم التي بداخلها البصل والسماق والشطة وطبق "فتة الحمص " بالسمن البلدي.
نقيب اصحاب المطاعم والحلويات الاردنية يشير الى ان الموسم "الذهبي" لبيع "الحمص والفول والفلافل" في الصيف يكون خلال شهري ايار وايلول لما يشهده الوطن من عودة لابنائه المغتربين والعطلة المدرسية الى جانب السياح والزوار مما يزيد الطلب عليها على موائد الافطار والعشاء اضافة الى شهر رمضان المبارك ويوم العطلة الاسبوعية "الجمعة " خاصة خلال الفترة الصباحية حيث يقل الطلب على "الساندويشات" ويكثر الطلب على " صحون المنازل" في تجميع افراد الاسرة حولها على الموائد او في الرحلات والنزهات العائلية.
ويبين ان ساعات ذروة بيع مادة " الحمص والفول والفلافل " تكون طيلة العام خلال الفترة الصباحية كونها وجبة اساسية للفقراء ويرغبها الاغنياء ويعتمدها الموظفون للافطار ، تليها الفترة المسائية فيما تقتصر فترة الظهيرة على بيعها كغذاء للعمال والباعة في المحلات التجارية الذين يعملون طوال النهار.
وتؤكد اخصائية التغذية في مركز الاردن لعلاج السمنة الدكتورة نادية شاهين ان " الحمص والفول والفلافل" اكلة شعبية ذات قيمة غذائية عالية لاحتوائها على حبوب البروتين النباتي الذي يساعد الجسم في بناء الخلايا خاصة لدى الاطفال ويتطلب هضمه وقتا اطول ويعطي شعورا بالشبع كونها مواد مكونة للغازات غير الضارة على صحة الانسان.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه عدم وجود ضرر من الاعتماد على تناول "الحمص والفول والفلافل " شريطة حفظها واعدادها بطريقة صحية الا انها تحذر من الاستخدام المتكرر لزيت "القلي" لتأثيرة السلبي على صحة الانسان على المدى البعيد حيث انها تتحول الى مادة مسرطنة.
وتدعو الاغنياء الى ادخال " الحمص والفول والفلافل " ضمن قائمة غذائهم والتقليل من الاعتماد على البروتين الحيواني الذي يسبب عدة امراض منها "النقرص ".
يصل عدد المطاعم المتخصصة ببيع " الحمص والفول والفلافل " والمصنفة سياحيا في المملكة الى خمسة مطاعم تتبع لوزارة السياحة وجمعية المطاعم السياحية وتخضع اسعارها لضريبة المبيعات .