الحلبي: “ التكفيريِّين" كان لديهم نية مبيته لما حدث في الزرقاء

الحلبي: “ التكفيريِّين" كان لديهم نية مبيته لما حدث في الزرقاء
الرابط المختصر

استنكر الشيخ علي الحلبي -أحد مشايخ الدعوة السلفية العلمية في الأردن- الصدامات التي وقعت بين التيار السلفي الجهادي وقوات الأمن والدرك خلال فض اعتصام نفذه التيار وواجهه اعتصام آخر مناوئ بالرفض في الزرقاء يوم الجمعة.

وقال الحلبي: «إن الذي حدث الجمعة الماضية لهو أمر مؤسف جدًّا ومحزن جدًّا أن يَحدُث في الأردن وباسم الإسلام وأن تتناقله وسائل الإعلام باسم السلفية، وهذا أَسَفٌ مثلث الأضلاع فالإسلام بعيد -جدًّا- عن هذه الأفكار، والسلفية بعيدة -جدًّا- عن هذه الأفكار، والأردن أعظم من أن يُشغِّب على أَمْنِهِ حَمَلَةُ مثل هذه الأفكار».

فالشيخ الحلبي في رده على سؤال حول وجود نية مُبيَّتة للتيار: لم يستبعد مثل هذا الأمر قائلاً: «أعتقد أن هنالك نية مُبَيَّتة فقد كانوا مُجهِّزين أنفسهم بالسيوف والخناجر والأسلاك المعدنية والهراوات -كما حدثني بذلك أكثر من شاهد عيان لم يبعد عنهم أكثر من 100 متر-».

وفيما هي الدعوة السلفية على النَّقيض من التيار السلفي الجهادي التي يصفها دعاة السلفية بـ «التكفيريِّين» يوضح الشيخ الحلبي ذلك «أن نَفيهم لصفة التكفير عن أنفُسِهِم: من التلاعب اللفظي؛ لأنهم يقصدون بذلك أنهم لا يُكفِّرُون مَن هو مسلم حسب اعتقادهم وتصورهم!

وأما مَن كان -بحسب اعتقادهم- غير مُسلم -ولو كان مُسلماً على الحقيقةِ- فإذا كَفَّروه فهُم ليسوا -عند أنفُسِهِم- تكفيريِّين، وبالتالي عندما يَقولُون عن أنفُسِهِم أنَّهُم ليسوا تكفيريِّين؛ أي: الصورة الأولى وليست الصورة الثانية!

وفي كِلتا الصورتين؛ فإنَّ هذا وذاك في دائرة الاسلام -بغض النظر عن مقدار القرب أو البعد من الإسلام -فالإيمان يزيد أو ينقص».

وعن الفَرْق بين الدعوة السلفية والتيار السلفي الجهادي قال الشيخ الحلبي: «إن الدعوة السلفية دعوة علمية إصلاحية تربوية قائمة على تحقيق الأمن والأمان والعدل والإيمان فِكريًّا واجتماعيًّا ووسائلها في ذلك الدروس والمؤلفات، والدعوة، والأمر بالمعروف والنهي عن المُنكَر؛ بالتي هي أحسن لِلَّتي هي أقوم.

بينما التيار السلفي الجهادي -كما يقولون عن أنفُسِهِم-؛ فَهُم -في أصل فكرهم- يقومون على تكفير الحكام وتضليل الشعوب والأفراد ممن لايؤمنون بِفِكْرِهم؛ مُستخدِمين في سبيل تنفيذ أهدافهم طرقاً غير مشروعة كالعنف بكافة صُورِه وأشكاله وحادثة الزرقاء ليست عنكُم ببعيدة».

وزاد الشيخُ الحلبيُّ -قائلاً-: «التيار السلفي الجهادي -فيما يزعمون- تيار يقوم على تَهييج العواطف وإثارة الحماسات لأشخاص لديهم ردود أفعال معينة يُثوِّرون فيهم الحماسات ليتم مِن خلال ذلك استغلالهم دينيًّا بحسب تَصوُّراتهم الفكرية».

وعن مطالب التيار السلفي الجهادي قال: «تنطلق مطالبهم مِن أُصول أفكارهم المغلوطة في فهم الدين، وأعتقد أن فَهْمَهم للدِّين فيه غُلُوّ وانحراف، وهذا الغلو والانحراف في فَهْم الدين للأمة وفي المصلحة المَرْجُوَّة للأمة قائمٌ في أصله على تكفير المخالف، واستعمال أساليب العُنف في تنفيذِها، والمُطالَبَةِ بها.

وزاد: «وقد تكونُ مطالبهم -في إطارها العام -مقبولةً من حيث المطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد والحكم بالشريعة؛ فإنَّ وكل مسلم يحب الحكم بالشريعة لأنَّ فيها هداية الدنيا والآخرة لكن ليس بهذه الأساليب وهذه الطرق وليس بالاعتصامات أو الإضرابات وحمل السيوف والخناجر والهراوات.

وقال الشيخ الحلبي: حتى المظاهرات والاعتصامات: نحن لا نُجيزُها، بل حرمها مشايخنا مِن عُلماء الإسلام لِسَبَبَيْن: السبب الأوَّل: لأنَّها ليست طريقة من طرق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الإسلام، وهذا مؤصل من كَلامِ عُلمائِنا ومَشايخِنا مُنذُ أكثر مِن عشرينَ عاماً -كالشيخ الألباني -وغيره-، والسبب الآخر: نتيجة لما يترتب عليها من فساد وفتن وأمور لا تحمد عقباها؛ إنْ لم يكن آجلاً فعاجلاً».