الحكومة توافق على استلام اثنين من خمسة معتقلين أردنيين في غوانتنامو
أعلن
محامي السجناء الاردنيين الخمس في غوانتنامو أن الحكومة الأردنية وافقت على استلام
اثنين منهم ورفضت استلام الثلاثة الباقين.
في
حين استبعد ذلك رئيس لجنة الحريات العامة وحقوق المواطنين في مجلس النواب.
وبين
محامي السجناء الأردنيين وعضو منظمة دبيريف البريطانية، ذكري نلسون، خلال لقاء
عقده مساء أمس الأول مع أعضاء لجنة الحريات في نقابة المهندسين في مقر النقابة، أن
الحكومة الأردنية وافقت على استلام أسامة أبوكبير وجميل البنا، في حين رفضت استلام
إبراهيم زيدان واحمد سليمان وأيمن شرف، من معتقل غوانتنامو.
وكشف
نلسون أن الحكومة الأمريكية ما زالت تجري مفاوضات ومشاورات مع الحكومة الأردنية، ولم
تصل إلى اتفاقية نهائية حول المعتقلين الثلاثة.
من
جهته، استبعد رئيس لجنة الحريات العامة وحقوق المواطنين، النائب مروان سلطان، رفض
الحكومة استلام المعتقلين الثلاثة الأردنيين من معتقل غوانتنامو، وقال لعمان نت:
"قامت منظمة حقوق الإنسان البريطانية بزيارتنا في مقر لجنة الحريات حيث ابدوا
جل اهتمامهم في ملف المعتقلين الأردنيين، وكما أعلمتنا المنظمة أن ثلاثة من
المعتقلين لم يثبت عليهم شيء كأردنيين أي أنهم غير منتمين لأي جهة أو تنظيم وان
اثنين ما زال التحقيق جاري معهم".
وتابع
سلطان: "لقد تم تبليغ وزارة الخارجية بضرورة الإسراع في الإفراج عنهم، حيث
سيتم عقد لقاء بين وزير الخارجية ولجنة الحريات في مجلس النواب للتشاور حول هذا الموضوع
والإلية التي سيتم الإفراج عنهم كونه لم يثبت عليهم أي شيء فانه لا يجوز فرض عليهم
أقامة جبرية، ولا اعتقد أن الحكومة الأردنية ترفض استلام المعتقلين بل الحكومة
تريد أن يعودا إلى عائلاتهم".
وأوضح
نلسون في مؤتمره الذي عقده في نقابة المهندسين مع أعضاء لجنة الحريات أنه التقى
السجناء الأردنيين وحصل على وكالتهم القانونية للدفاع عنهم. ولفت إلى انهم تعرضوا
للتعذيب سواء في معتقل غوانتنامو أو قبل ذلك في افغانستان وان ظروف اعتقالهم لا
تتطابق مع المعايير الدولية بخصوص معاملة السجناء.
وكانت
المنظمة العربية لحقوق الإنسان قد عقدت مؤتمرا صحفيا تناولت فيه أوضاع المعتقلين
الأردنيين في معتقل غوانتنامو وما يتعرضون له من أقصى واشد أشكال انتهاكات حقوق الإنسان،
حيث أن المنظمة تعمل وبالتعاون مع منظمة دبيريف البريطانية على متابعة أحوال
المعتقلين الأردنيين، ويصل عددهم إلى 5 معتقلين.
واستغرب
رئيس لجنة السجون والمعتقلين في المنظمة العربية لحقوق الإنسان، عبد الكريم
الشريدة، رفض الحكومة الأردنية استلام المعتقلين الثلاثة، وقال لعمان نت:
"نستغرب هذا التصرف من الحكومة الأردنية، وخصوصا أن الدستور الأردني واضح حيث
أن الأردنيين أمام القانون سواء لا تمييز بينهم، بالإضافة إلى المادة التاسعة من
الدستور الأردني التي تنص انه يحظر على الأردني الإقامة في مكان ما أو يلزم الإقامة
في مكان معين وبالتالي عدم قبول الحكومة الأردنية للاستلام المواطنين الأردنيين
الثلاثة في معتقل غوانتنامو مخالف للدستور ومخالف لحقوق الإنسان".
وتابع
شريدة: "يوم الأحد سوف نرسل كتابا إلى رئيس مجلس النواب من اجل أن يقدم
استجواب للحكومة وما هو سبب رفضها استلام الثلاثة الباقيين، ونحن أيضا بصدد إعداد
عريضة سنقوم بتوجيهها إلى الملك عبد الله".
واتهم
شريدة الحكومة بتقصيرها اتجاه ملف المعتقلين في كافة السجون، سواء السورية أو الإسرائيلية،
وليس فقط في معتقل غوانتنامو.
من
جهته بين رئيس لجنة الحريات العامة في نقابة المهندسين ميسرة ملص لعمان نت أن
مسؤولين أمريكيين ابدوا استعدادهم لتسليم المعتقلين الأردنيين إلى الحكومة الأردنية
في حالة إرسالها طلب رسمي بذلك وقال: "لقد اجتمعنا مع وفد من منظمة دبيريف
البريطانية وقد حصلنا على كافة المعلومات المتعلقة بالمعتقلين الأردنيين في غوانتنامو،
حيث قدمنا اقتراحا للمنظمة من خلال لجنة تناقش الملف من اجل مطالبه الحكومة بالعمل
على تحمل المسؤولية اتجاه أبناءها المعتقلين في غوانتنامو ".
وتابع
ملص: "فان المعتقلين في معتقل غوانتنامو يعانون من اشد العقوبات المخالفة
لحقوق الإنسان، وانه في حال عدم المطالبة بهم سيتم تحويلهم إلى محاكم عسكرية
أمريكية تفتقد لأبسط قواعد المحاكمة العادلة".
إبراهيم
زيدان، الذي ترفض الحكومة استلامه، معتقل منذ عام 2002 في أفغانستان ثم نقل إلى
غوانتنامو. وعن سبب اعتقال إبراهيم، يقول شقيقه عبد الرحمن زيدان لعمان نت: "إبراهيم
كان متواجدا في أفغانستان قبل أحداث الحادي عشر من أيلول، حيث كان يعمل في مؤسسة
خيرية هناك وعندما سقطت كابول بقي أخي هناك".
وتابع
"قامت ميليشيات شيعية بأسره وتسليمه إلى القوات الأمريكية مقابل بمبلغ 5 ألف دينار،
لقد كنا على اطلاع دائم بأخبار إبراهيم حيث طلبت المليشيات الشيعية مبلغ 150 ألف
دولار فدية من اجل اخراجة ولم نكن نقوى ان نوفر هذا المبلغ لهم".
كيف تلقيتم
خبر رفض الحكومة لاستلام شقيقك؟ أجاب عبد الرحمن: "خبر مزعج كان بالنسبة لنا لانهم
مواطنين أردنيين فعلى الحكومة الاردنية ان تهتم بهم وهم في الخارج والحكومة
الاردنية مقصرة، ليس في ايدينا شيء لقد طرقنا جميع الابواب والحال كما هو، نطالب
ان يتحرك اصحاب القرار في البلد اتجاة ملف المعتقلين ويفرجوا عن اخي ابراهيم".
اما
جميل البنا الذي اعتقل عام 2002 في جامبيا في افريقيا واب لخمسة اولاد حكايته
مختلفة، فقد وافقت الحكومة الاردنية على استلامه. ويصف شقيقه أمين البنا لعمان نت
خبر الافراج بقوله: "لقد سررنا كثيرا بخبر الإفراج عنه لأنه سيعود لأسرته ولأولاده
الخمس، أخي عندما اعتقل كان يحمل جواز سفر أردني، غادر إلى بريطانيا وأقام بها
بشكل رسمي ولديه اقامة بريطانية هو وزوجته وأولاده الخمسة".
وتابع
أمين: "غادر أخي صوب جامبيا للعمل في مصنع زيوت وعندما وصل الى المطار تم
اعتقاله من قبل الحكومة الجامبية ومن ثم تم تسليمة الى الامريكان وترحيلة إلى
غوانتنامو من دون سبب محدد".
هذا ويذكر
أن عدد المعتقلين الحاليين في معتقل غوانتنامو الذي افتتحته القوات الأمريكية في
شهر تشرين الثاني لعام 2001 يصل الى 390 معتقل جلهم من العرب المسلمين.
إستمع الآن











































