الحظر يحول "نعمة" يوم العطلة إلى "نقمة"

استاء عاملون في قطاعات عديدة من الحظر الشامل الذي سيتم تنفيذه للأسبوع الثاني على التوالي،  في محافظتي عمّان والزرقاء، معتبرينه "نقمة" حلّت عليهم بعد فترة "انفراج" دامت شهرين متتالين عن آخر حظر للتجول ليوم الجمعة. 

 

يعتمد دخل العديد من العاملين والعاملات على إنفاق المواطنين خاصة يوم العطلة الرسمية، على الطلب من قطاعات خدمية مثل: شركات التنظيف، والنقل، والمطاعم والحلويات، التي ينشط عملها أيام العطلة، كما يعتمد على تسوق المواطنين لجلب مواد غذائية أساسية، فيما يعرف غالبا بـ"مونة الأسبوع" للمنزل.

 

تنفق الأسرة الواحدة سنويا في عمّان مبلغ 3973.1 دينار على المجموعات الغذائية مثل: الحبوب، اللحوم، الزيوت، وغيرها من المواد. في حين يصل متوسط الإنفاق السنوي للأسرة في الزرقاء، على المجموعات الغذائية، إلى 14337. دينار، بحسب أرقام دائرة الإحصاءات العامة لعام 2017. 

 

بيّن متضررون أن حجم خسائرهم تضاعف بسبب إغلاقات يوم الجمعة، تحديدا، الأشخاص العاملين في القطاع غير المنظم، وهذا عكس ما ترويه الحكومة، التي لا ترى في يوم الجمعة إلّا (عطلة سعيدة)  لشركات وقطاعات كبيرة، متذرعة بجملة، "الجمعة أقل كلفة اقتصاديا على الأردن"، دون أن تأخذ بعين الاعتبار القطاعات المرتكزة في عملها على عطلة يوم الجمعة. 

 

يعتمد (يزيد الزبيدي) صاحب محل دجاج في منطقة الضليل، التابعة لمحافظة الزرقاء، على بيعه الدجاج للعمّال الوافدين الذين يعملون طيلة أيام الأسبوع عدا الجمعة في المصانع المجاورة من المحل، إذ يخصص العاملون والعاملات في المدينة الصناعية بالضليل يوم الجمعة للتسوق وتخزين المواد الغذائية. 

 

يخسر يزيد 400 دينار، صافي ربح، في حال لم يعمل يوم الجمعة، إذ يعتمد في أيام الجمع على سداد أيجار محله البالغ 800 دينار شهريا، "إذا ظل الحظر أيام الجمعة، شو بدي أشتغل؟". فيما يصل متوسط الإنفاق السنوي للأسرة الواحدة على اللحوم والدواجن في محافظة الزرقاء إلى 547.8 دينار أردني، وفي عمّان 581.8 دينار. 

 

تعمل الشركات التي تعتمد في عملها على نقل البضائع ستة أيام بالأسبوع، وتخصص يوم الفراغ الوحيد، الجمعة، لتغيير زيت السيارات وتنظيفها، إذ تستغرق عملية فحص السيارة وتحضيرها من ساعة إلى ساعة ونصف، وهذا ما اعتبره (مازن) مدير محطة لغسيل السيارات في عمّان خسارة فادحة في العمل تضاف إلى خسائر أخرى كان قد كابدها خلال أزمة "كورونا المستجد". 

 

في سياق موازٍ، تعتبر المطاعم والمحال التي تعتمد في عملها على تقديم خدمات للزبائن من أكثر القطاعات المتضررة من الحظر الشامل الذي سيتم إجراؤه يوم الجمعة، يقول عمر عواد، نقيب أصحاب المطاعم والحلويات في بيان صحفي للنقابة: "قطاع المطاعم ومحلات الحلويات من أكثر القطاعات تضررا من الحظر الشامل والإغلاق"، نظرا لانخفاض نسبة المواطنين الذين يذهبون إلى المطاعم في أيام العمل العادية وزيارتها فقط يوم الجمعة، والتي تعوض حالة الركود على مدار بقية أيام الأسبوع. 

 

يعمل (نائل) بنظام الساعة في أحد فروع المطاعم العالمية في محافظة الزرقاء، ويتقاضى بدل كل ساعة عمل  دينار وخمسة قروش. يبدأ (نائل) عمله يوميا من الساعة العاشرة صباحاً وحتى السادسة مساء بواقع 8 ساعات عمل يوميا، أمّا في أيام الجمعة فتمتد ساعات عمله حتى السابعة مساء أو أكثر، مؤكدا أن "يوم الجمعة بزيد دخلي، لأنه كل الناس تأتي إلى المطعم، خاصة بفترة المساء".

 

تواصل المرصد العمّالي الأردني مع العديد من القطاعات التي تتضرر من إعلان حظر التجول يوم الجمعة، مثل الصالونات النسائية، سائقي وأصحاب التاكسي، العاملون على تطبيقات النقل الذكية، وأكد جميعهم أهمية العمل في يوم الجمعة، يوم العطلة الوحيد للكثير من الأفراد، في انتعاش قطاعاتهم وزيادة أرباحهم.

 

أضف تعليقك