الحصّاد ربيع زريقات
في بلدة عيرا، التي لا تبعدُ كثيراً عن عمان، فَلَمْ يكن ربيع وفيق زريقات وفريقٌ من الحصّادين والحصّادات في وارد الجهالات والكراهية المتقدة على "قدّاس الأحد" في قناة "رؤيا"، وفي الإعلام الاجتماعي، المكتظّ بسناجِ عتماتٍ قديمة.
الحصّاد ربيع زريقات، دعا إلى عونة لحصد القمح في عيرا، قبل يومين. كانَ بينَ المناجلِ والسنابلِ والغمور، وتلك مفردات فقدناها، وكادت لفرط اتّكالنا على منح الآخرين، تتحوَّل إلى تراث في القواميس والمتاحف، ومعها الشاعوبُ، والغربالُ، وصليبة البيدر، وحتى "العونة" نفسها، حيثُ يفزعُ الناسُ لخبزِ الناس.
يقول ربيع على صفحته: "نقلنا غمور القمح للبيدر، لدَرْسها، وكانت العونة أكبر، وغمرنا أهالي عيرا بكرمهم وحُسن الضيافة. البيوت المحيطة (بالحصيدة). وفرت لنا دِلال القهوة والشاي والماء والعصير، إضافة إلى فطور بلدي".
أردنيون؛ مسلمون ومسيحيون في عونة حصيدة، لا شأنَ لهم في "سواليف حصيدة" يرددها مرضى بصوابهم الوحيد، الذي ينفي كل صواب. حملوا مناجلهم، إلى حيث يمكن للناس أنْ يكتشفوا مواطن قوتهم ومواردهم، وإليكم أسماء أهل العونة، لندرك أنّ هذا هو الطبيعي في مجتمعنا، وليس الشذوذ الذي كان في تعليقات "قدّاس الأحد": ربيع وفيق زريقات، ريف فاخوري، خالد الزغول، مها الزغول، راجي حتّر، راما العياصرة، يزن ست أبوها، دينا بطاينة، عليا شحاتة، محمد السعودي، حسام الشريف.
طبعاً، هذه العونة، ضمن سياق "مبادرة ذكرى" التي أطلقها ربيع زريقات، العام 2007، في "غور المزرعة"، وشعارها "التبادل وليس التبرع"، والمبادرة انهمكت خلال السنوات الماضية بمشروعات، تسعى إلى "إبراز ثراء المجتمعات المهمّشة، من معارف حياتية، تتمتع بالاستدامة، والإنتاجية، واستغلال الموارد المحلية".
شكراً لربيع، ولمجلس إدارة "ذكرى"، وكل الذين ما يزالون يهزجون: مَنْجَلي وامنجلاه.