الجوهري .. حدوتة اردنية
حققت كرة القدم الاردنية انجازات كبيرة مع الكابتن محمود الجوهري، وهي بحاجة في الوقت الحاضر الى مخطط فني بقدراته وخبرته الطويلة .
بتلك الكلمات اعلن سمو الامير علي بن الحسين رئيس الاتحاد خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الاربعاء الماضي، عودة الجوهري الى كرة القدم الاردنية، مستشاراً فنياً لسموه ومخططاً للعبة.
سموه، وضع النقاط على الحروف، ووجه عبر قراره رسالة واضحة المعالم تتمثل باهمية التخطيط الفني والمدروس لبرامج تطوير اللعبة الى جانب التركيز على منتخبات الفئات العمرية التي تشكل الطريق الامثل لاحداث النقلة النوعية التي تتناسب ورؤية وطموحات سموه.
الجوهري الذي يعد احد ابرز نجوم الكرة المصرية على مر التاريخ، وصانع انجازاته في العصر الحديث، بألقاب افريقية على مستوى المنتخب والاندية، الى جانب الانجاز الابرز ببلوغ نهائيات كأس العالم 1990 والحضور اللافت للمصريين في تلك البطولة، حجز له ومنذ زمن طويل مكاناً بين صفوة خبراء ومدربي العالم، ليساهم خلال مهمته التدريبية مع الكرة الاردنية من 2002 - 2007 بتحقيق نقلة نوعية غير مسبوقة، تمثلت بإنجازات كبيرة وحضور قوي على مستوى القارة الاسيوية ومن ثم الدولية عبر التقدم على سلم التصنيف الدولي الى المركز 37 ناسخاً عشرات الارقام، بعدما كان المركز الاعتيادي يتراوح في الاعداد فوق حاجز المئة.
وعرفت الكرة الاردنية خلال تلك الفترة تطوراً هائلاً، فالمنتخب الوطني سجل حضوره الاول في نهائيات كأس اسيا 2004، فكان محط اشادة اسرة اللعبة بفضل الصورة المشرقة التي قدمها في تلك النهائيات، حيث العروض القوية والترشح المستحق الى دور الثمانية قبل الخسار غير المستحقة امام اليابان - حامل اللقب - وبمرارة ركلات الحظ الترجيح ، كما نافس المنتخب بقوة على بطاقة الترشح للدور الحاسم الى نهائيات كأس العالم 2006 وذلك عقب الفوز التاريخي على ايران في طهران، يضاف الى ذلك الحضور المؤثر في بطولة كأس العرب نهاية 2002 حيث حل المنتخب ثالثاً، وعرفت الفئات العمرية ايضاً اشبه بثورة كبيرة، ليأتي النتاج سريعاً عبر انجاز بلوغ منتخب الشباب نهائيات كأس العالم في كندا 2007، ومن هنا تكمن اهمية عودة الجوهري لترتيب الاوراق المبعثرة لمنتخبات الفئات العمرية.
وفي حديثه لكاتب السطور وعقب الاعلان رسمياً عن تسلمه المهمة الجديدة ، ادراك كامل لواقع كرة القدم الاردنية وما تعانيه في المرحلة الحالية أملك رؤية كاملة عن كرة القدم الاردنية، حيث تكمن المشكلة في الفئات العمرية فهي بحاجة الى اعادة تنظيم فني وفق خطط وبرامج واضحة ومحددة، وفي تجربتنا السابقة خلال فترة عملي مع الكرة الاردنية شواهد عديدة لقصة نجاح بدات من الفئات العمرية، ونحن سنركز على تلك الفئات في المرحلة المقبلة .
بين حديث الجوهري خلال فترة توهج المنتخب الوطني في نهائيات اسيا 2004، وتصريحه الاخير، نبرة الصوت لم تختلف، فالكلمات ممزوجه بالثقة وروح العمل والتحدي في اوجها فكانت النبرة الاعلى في صدى الصوت القادم من القاهرة عبر الهاتف سأضع عصارة خبرتي لخدمة كرة القدم الاردنية، فالهدف اعادتها الى المكانة التي تستحقها وتتناسب وطموحات ورؤية سمو الامير علي بن الحسين .
في مصر اضحى الجوهري ومنذ سنوات حدوتة مصرية نسبة لمكانته وانجازاته، واذ يعود مجدداً لسرد حكاية جديدة مع كرة القدم الاردنية، فان بصماته المتميزة شكلت ايضاً حدوته اردنية.











































