الجريان: دربت 600 سيدة على قيادة السيارات
تمكنت رائدة الجريان التي تقطن منطقة "كْرَيمة" في الشمال الغربي للعاصمة عمان، من تحدي الصورة النمطية للنساء وثقافة العيب في مجتمعها، فهي من "مدربات السواقة" الأوائل في منطقتها، واستطاعت خلال ستة أعوام من تدريب حوالي 600 امرأة على قيادة السيارات.
بدأت الفكرة عند الجريان في عمر الأربعين، لقناعتها التامة بأن التعليم غير محدد بالعمر، وتجسيداً للحكمة التي تؤمن بها "لا يأس مع الحياة ولاحياة مع اليأس"، ولأنها قررت أن تمتلك رخصة القيادة عندما تستطيع امتلاك سيارتها الخاصة.
رائدة الجريان
رائدة الجريان
تقول الجريان في حديثها لشبكة نساء النهضة "المرأة دائماً عضو فاعل في مجتمعها بأي موقع وجدت فيه، فهي قادرة على الإدارة لامتلاكها مهارات مختلفة عندما تقرر أن تنجح"، موضحة " بعد أن حصلت على دبلوم الشريعة، انتقلت للعمل بالعديد من الحرف، فمن صناعة التحف الفنية من ورق الموز إلى الخياطة و"التريكو" ثم التجارة المنزلية، لرغبتي في إعالة أسرتي المكونة من 5 أبناء".
وتكمل الجريان "بعد أن تعلمت القيادة من قبل مدرب، سألته عن الأوراق المطلوبة لأكون مدربة سواقة، فقال لي أنه لا بد أن أحصل على رخصة القيادة فئة الـ "عمومي"، وبعد عامين من هذا الحوار، قررت أن أحصل على الرخصة العمومية وقد اجتزتها بعد الامتحان الثاني".
وتستطرد الجريان "بدأت بالعمل كمدربة لقيادة السيارات بعد وفاة زوجي، حيث وجدت نفسي مسؤولة عن البيت، واستطعت -بحمد الله- الأهتمام بأسرتي فكنت الأم والأب في ذات الوقت، وكنت في كل مرة أجد نفسي أقوى وأقدر على العطاء"، لافتة أن المجتمع في منطقتها ساندها كونها سيدة وتقوم بتعليم القيادة، فكانت السيدات يلجأن لها لتعليمهن، لما تمتلك من مهارات في هذا المجال، كما كان الرجال يدفعوا بزوجاتهم وبناتهم لتعلمهن القيادة أيضاً".
تمتلك الجريان قوة الشخصية والإرادة والحنكة، واستطاعت أن تخوض الانتخابات بمنطقتها وتفوز كعضو بلدية منتخب، وأشارت إلى أنها ستكرر التجربة لخدمة منطقتها، كما أنها تفخر بتعليمها أغلب فتيات منطقها على قيادة السيارات.