الثقافة التركية .. تبادل ثقافي أم غزو؟

الثقافة التركية .. تبادل ثقافي أم غزو؟
الرابط المختصر

اجتاحت الدراما التركية شاشات التلفاز العربية والأردنية لتجذب اهتمام المشاهد، وتثير فضوله للتعرف على ثقافات جديدة ومختلفة.

وتركت المسلسلات التركية أثراً واضحاً في المواطن الأردني من خلال الإقبال المتزايد على زيارة المدن التركية والتعرف على معالمها الطبيعية والتاريخية وتعلم لغتها، إلى جانب سماع الموسيقى ومتابعة آخر أخبار الموضة والأزياء التركية، إضافة لما تشهده المطاعم التركية من إقبال كبير.

ويرى المواطن طارق مساعدة أن الدراما التركية ساهمت بانتشار ثقافات غنية وقيمة، مضيفا بأنه يحب الاستماع للموسيقى التركية التي تتسم بالرقي والهدوء.

فيما يخالفه الرأي المواطن محمد علاونة الذي وصف الدراما التركية "بالكارثة الطارئة على مجتمعنا"، مؤكدا أنها لا تصلح للعرض على الشاشات العربية.

أما المواطنة ريم أبو عرقوب فكان لها رأي آخر، إذ أنها تتابع المسلسلات التركية وتعتبرها جزءا مهما في حياتها، وتتطرق من خلال متابعة هذه الدراما للتعرف على الأزياء والموضة التي يتم الترويج لها من خلال بث مشاهد تمثيلية داخل مشاغل خياطة، إضافة إلى اهتمامها بالديكورات والمطبخ التركي.

وبدأت الدراما التركية المدبلجة للعربية بالانتشار منذ عام 2007 بعرض مسلسل "نور ومهند" ، والذي حرك الرأي العام بين مؤيد ومعارض.

ويرى دكتور علم الاجتماع سري ناصر أنه بات من الصعب فصل السياق الدرامي ومدى تأثيره عن الشباب العربي، مشيرا إلى أن الوطن العربي بحاجة إلى دراسة تأثير هذه الثقافة على الثقافة العربية بشكل عام وليس فقط على الشباب.

وفي صدد تعزيز الثقافة العربية التركية في الأردن، دعا المشاركون في ندوة القواسم المشتركة والتفاعل الثقافي بين الأتراك والعرب والتي عقدت في أيار الماضي، إلى إنشاء مراكز دراسات عربية تركية، وتشجيع حركة الترجمة وتعلم اللغتين، بحسب رئيس المركز الثقافي التركي محمد صدّيق.

وأشار صديق إلى وجود ثقافات وقواسم مشتركة بين العرب والأتراك منذ عهد "العثمانيين"، الذين حكموا المنطقة العربية لأربعة قرون.

وفي ظل الانفتاح الذي يشهده العالم ولا سيما عبر وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية، يعد التأثر بالثقافة التركية في مجتمعنا مرحبا به تحت مظلة التبادل الثقافي بين شعوب العالم، إلا أن البعض يرى رجوح كفة الثقافة المستوردة على حساب تصديرنا لثقافتنا العربية لتلك الدول، الأمر الذي يستحق التساؤل، فيما إذا كان المواطن يعيش حالة متقدمة من التبادل الثقافي الإيجابي، أم أنه يتعرض لغزو ثقافي .. ليس إلا؟!

أضف تعليقك