التوأم لما وديمة إلى إيفريست 2009

الرابط المختصر

"نحلم باليوم الذي سنتسلق به قمة ايفريست...  فصورة الجبل لا تفارق مخيلتنا... وكل ما نريده ان يتحقق حلمنا بالصعود ... ومنافسنا الوحيد هو الجبل ذاته".لما وديمة، توأمان أردنيتان، في 26 من عمرهما، درستا تكنولوجيا المعلومات، وهما أول ‏عداءتان في الشرق الأوسط يتسلقان قمم الجبال، متشابهان في الشكل..ولم يفارقا بعضهما منذ ولادتهم..طموحهما وأحلامهما تتشابهان كشكلهما..

وأنظارهما الآن تتجه صوب أعلى قمة في العالم وهي " قمة ايفريست" ليكونا أول عربيتان وتوأمان في العالم تتسلقان سوية القمة الثلجية.
 
رسالتهما، هي تحدي المجتمع الذي يقلل بعض أفراده من المرأة..هذا ما أكدته التوأمان " فنحن نريد ان نثبت للعالم اجمع ان المرأة قادرة على إثبات ذاتها وتحسين صورتها أمام العالم وأنها إذا تسلقت القمة فإنها ستحقق اكبر انجاز عالمي لها كونها قليلا ما تخوض هذه المجالات".
 
استعداد..لتجربة!
لما وديمة، أظهرتا ميولهما الرياضية بعد انتهاء دراستهما الثانوية في عمان، ومنذ ذلك الوقت وهما تشاركان في سباقات الجري، محققتان انجازات على الصعيد الرياضي.  
 
ويبدأن بسرد تجاربهما الرياضة:" اشتركنا في العديد من سباقات الجري وكان أول ماراثون شاركنا فيه هو ماراثون ديسي الترا مسافة 50 كيلو متر وحققنا المراكز الأولى عن فئة 42 و 50 كيلو متر، ومن ثم شاركنا في ماراثون كأس الصحراء وركضنا مسافة 186 متر من وادي رم حتى البتراء ومن ثم انطلقنا للمشاركة في ماراثون دي ساب في المغرب وسباقات أخرى في ألمانيا وفرنسا وايطاليا".
 
من خلال خوضهما لأكثر من سباق ماراثون وتنظيمهما لسباق ماراثون العشرين وهو سباق خيري سنوي في وادي رم، ومساعدتهما لأهالي المنطقة، وعبر مساعدة مدرسة للصم في الزرقاء وتجهيز باص للمعاقين للمركز الشونة للإعاقة الحركية..
 
وزاد هذا الأمر من حماستهما وروح المغامرة دفعتهما للتفكير جديا بتسلق قمة ايفريست.. "كنا نبحث عن شيء مختلف نتحدى به أنفسنا ونتحدى العالم ووجدنا ان تتسلق هذه القمة اكبر تحدي بالنسبة لنا".
 
وبعد ذلك، بدأتا الاستعداد لتسلق القمة الأعلى والأخطر في العالم، فالتحقتا العداءتان لما وديمة بمعسكر تدريبي في منطقة ألاسكا الثلجية، كمقدمة لسلسلة من المخيمات تدريبية استعداد لصعود الى القمة.
وتقولان عن تجربتهما:" كان هذا أول برنامج تدريبي خضعنا له لمدة 10 أيام، للتدرب على العيش في الأجواء الباردة في خيمة وبدرجة حرارة وصلت الى 20 تحت الصفر، لكننا تحملنا كل الصعوبات وكان جزء من التدريب ان نختار طبيعة المعدات بالإضافة الى الطعام حيث كنا نأكل كل ما خف وزنة وزاد من سعراته الحرارية ... وهذا التدريب جاء فرصة لاختبار مدى تحملنا كون قمة ايفريست تختلف فيها درجة الحرارة ".
 
وتتابعان التوأمان حديثهما لعمان نت.."بعد هذا المعسكر خضعنا لتدريبات مكثفة في الأردن في مجال الركض من اجل الحفاظ على لياقتنا.. فمن الاستعداد للتسلق سنقوم بعمل تدريب تقني خاص للتسلق الجبال باستخدام الحبال والحلقات والمعدات اللازمة بإجراء تدريبات في بعض الجبال المتواجدة في الأردن كجبال رم والشوبك الرملية والصخرية".
 
"وأول تدريب تقني سوف نتسلق قمة كلامنجاروا والتي يصل ارتفاعها الى 5895 متر ومن ثم قمة كونكاجوا 6962 متر في الأرجنتين، وقمة مونت ديلي6195 متر في ألاسكا، وقمة جيجويو في الصين 8200 متر، ومن ثم صوب قمة ايفريست أعلى قمة في العالم والتي يصل ارتفاعها الى 8850 متر وسوف تكون المدة الزمنية للصعود 10 أسابيع، وسوف يتم اختيار الجبال من اخفض الى أعلى جبل حتى نعتاد على درجات الحرارة المنخفضة والضغط الجوي المرتفع وعلى طبيعة الجو في قمة ايفريست".
 
رحلة اكتشاف!
التوأمان، في كل رحلة تعرفا على ثقافات وعادات الدول التي خاضوا بها سباقات الماراثون ..فكانت هذه الرحلات بمثابة تعريف عن الأردن وتعريف الغرب بثقافة وعادات شعبنا، وقالتا.. " في كل سباق كنا نعّرف عن الأردن بحمل العلم الأردني، وفي تمرين الذي خضنا في ألاسكا أخذنا معنا مجسمات البتراء وكتابنا عليها صوت للبتراء".
 
دعم..الجميع!
لما وديمة، تدعمهما عائلتهما وكذلك أصدقائهما... فالتوأمان سعيا أيضا للترويج لأنفسهما من خلال موقع الكتروني لهما يحتوي على نبذه عنهما وانجازاتهما وصورهما.."الداعم الرئيس لنا العائلة، نحن دائما على اتصال مع أصدقائنا وخصوصا يوم الجمعة فهو يوم خاص بنا ونطلق عليه يوم" الصدوق الصدوقة"، وكل لقاء يتم إعلام جميع معارفنا بمتابعاتنا وهذا يشكل دعم كبير بالنسبة لنا".
 
أين ..الدعم؟
الراعي الرسمي، لرحلة العداءتان حطاب "صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية" وهو مؤسسة غير حكومية تعمل على تحسين مستوى معيشة المواطنين وتنمية مواهبهما، ويقولان التوأمان: "صندوق الملك عبد الله الثاني هو الجهة الوحيدة التي قدمت الدعم لنا... وسنحصل أيضا على دعم من القوات الخاصة للبدء التدريب معهم، ونحن من خلال كافة وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية التي عرفت عنا نناشد الجهات والشركات المتواجدة في الأردن بتوجيه الدعم الكافي لنا كوننا نخوض تجربة بحاجة الى دعم مادي ومعنوي كبير، ونحن حاليا مسجلين مع شركة أمريكية وهي شركة مختصة في أمور التسلق من كافة الجوانب  بالإضافة الى مرافقين وطاقم طبي".
 
تجربة سابقة!
تتحدث التوأمان عن تجربة الشاب مصطفى سلامة الذي يسعى أيضا للصعود إلى قمة إيفريست، وما جناه من اهتمام مادي وإعلامي...متمنيتان أن تحصلا على ذات الاهتمام الذي تلقاه سلامة..
 
"ما قام به مصطفى يعتبر انجازا كبيرا، ولكن هناك فرق في المعاملة، فمصطفى حصل على دعم مادي كبير من جهات كبرى في البلد لأكثر من ثلاث مرات.. يمكن لأننا فتيات وهو شاب حصل على كل هذا الدعم .. فنحن أيضا بحاجة الى دعم لان الرحلة مكلفة من كافة الجوانب".
 
فحوصات طبية!
لما وديمة خضعتا لفحوصات طبية في تخطيط القلب وفحص الدم للتأكد من مدى لياقتهما للتسلق لقمة ايفريست كون المنطقة عالية الارتفاع فإنها تؤدي الى نقص في كريات الدم البيضاء" بالنسبة لنا حاليا فالنظام الغذائي لم يتغير ولكننا عند الصعود سنأكل كل شيء فيه سعرات حرارية كبيرة بالإضافة الى الطعام المجفف".
 
وعن طبيعة الملابس" سنرتدي الملابس الواقية التي توفر حرارة زائدة للجسم وخصوصا عند أطراف الأصابع ولن يتم ارتداء الملابس القطنية لانه سيؤثر على صحتنا بشكل كبير".
 
وفي النهاية، كل ما تسعى إليه التوأمان لما وديمة الحطاب هو الوصول الى قمة ايفريست ورفع العلم الأردني الذي يعتبرونه انجاز كبير للأردن، بالإضافة الى أملهما بدخول موسوعة غينيس كأول عربيتين تصعدان أعلى قمة في العالم.

أضف تعليقك