التلفزة المحلية تتراجع امام الاعلام المطبوع في اجتذاب الاعلانات

التلفزة المحلية تتراجع امام الاعلام المطبوع في اجتذاب الاعلانات
الرابط المختصر

ما تزال وسائل الإعلام المطبوعة تجتذب النصيب الأكبر من الإعلانات، وما زالت وسائل التلفزة عاجزة عن توجيه الإعلانات نحوها.فما دافع المعلنين عند توجههم نحو الإعلام المطبوع، وتحاشيهم الوسائل الأخرى؟ هل هو الانتشار الأكبر للمطبوعات أم لضعف الإعلام المتلفز في استقطاب الإعلانات؟.

وأعلنت جمعية الدعاية والإعلان أن حجم الإنفاق الإعلاني للربع الأول من هذا العام قد سجل مبلغ 69 مليون دولار منذ بداية العام ولغاية نهاية شهر نيسان، وتوجهت ما مقداره 82.5% من هذا الانفاق لوسائل الإعلام المطبوعة أي 58 مليون دولار، اما البث الاذاعي فكان نصيبه 5% اي 3.5 مليون دولار، كذلك حاز البث التلفزيوني على 5% بما يساوي 3 ملايين دولار، اضافة الى 5% تم انفاقها على اللوحات الإعلانية الخارجية وبما يساوي 3.3 مليون دولار.

الاعلام المطبوع اكثر انتشاراً

وبين المحلل الاقتصادي فائق حجازين ان اتجاه القراء نحو الاعلام المطبوع يعود لانتشارها الكبير وتخصص بعضها في الاعلانات:"يعزى هذا الأمر الى زيادة ثقة القراء في الصحافة المطبوعة والعودة لها الى جانب الصحافة الالكترونية، وهذا التركيز على وسائل الإعلام المطبوعة جاء بعد دراسات تشير الى زيادة عدد القراء والمهتمين خاصة مع زيادة أعدادها وتخصص بعضها في الإعلانات".

واتفق المحلل الاقتصادي خالد الزبيدي مع جاء به حجازين، موضحا ان التوجه المنخفض للانفاق الاعلاني في التلفزة يعود لعدم قدرته على منافسة الفضائيات المتعددة، والتي تبين عن انتشار اوسع:"السبب الرئيسي في توجه المعلنين نحو وسائل الإعلام المطبوعة وذلك لانتشارها الواسع وتأثيرها القوي في المستهلك، وبالنسبة لوسائل الإعلام المتلفزة فلا نجد غير التلفزيون الأردني وفي ضوء المنافسة مع المحطات الفضائية المتعددة الإخبارية وغيرها نجد عزوف عنه".

ولربما ان نمو الانفاق الاعلاني في وسائل الاعلام المطبوعة يعود لظهور العديد من الصحف الاسبوعية الاعلانية المجانية، والتي تسير على ركب مثيلاتها في دول مختلفة، وتستقطب هذه الصحف العديد من القطاعات والفئات خاصة العاملين في مجال التجارة الحرة، وحتى المواطن العادي.

وحازت صحيفة الرأي على النصيب الأكبر من الإعلانات ضمن الصحف اليومية بحيث حصلت على 18 مليون دولار تقريبا، تلتها صحفية الغد 10.1 مليون دولار، وصحيفة الدستور 9.1 مليون دولار، وصحيفة العرب اليوم 6 مليون، وصحيفة الجوردان تايمز 1.5 مليون دولار، والديار 1.2 مليون دولار، والأنباط 950 ألف تقريبا، وتصدرت الوسيط الصحف الأسبوعية الإعلانية باستقطاب الإعلانات بحيث استقطبت ما يقرب من خمسة ملايين دولار، ولا تشمل هذه الأرقام أي إعلانات تخص المواقع الالكترونية للصحف.

فيما توزعت الـ 3.5 مليون دولار في البث الاذاعي على 10-12 قناة إذاعية، وتصدرت إذاعة روتانا الإذاعات في استقطاب الإعلانات، وتوزعت الـ 3 ملايين دولار على قنوات التلفزيون الاردني كالاتي: القناة الأولى بنسبة 95% والقناة الثانية بنسبة 2% والقناة الرياضية 2%، كما توزعت 3.3 مليون دولار على اربع شركات للوحات الإعلانية الخارجية.

ارتفاع كلفة الاعلان التلفزيوني

وتحظى القنوات الفضائية بانتشار واسع، الا ان المُعلن المحلي في الاردن لا يتجه للاعلان فيها، إذ ان امتدادها الواسع يوصل الاعلان لغير المستهدفين فيه، اضافة لارتفاع تكاليف الإعلان فيها، وما ينطبق على الفضائيات ينطبق على التلفزيون الاردني من ناحية ارتفاع الكلفة، ولكن لا يشترك معها بالانتشار الواسع مثل الفضائيات.

وهذا ما اكده المحلل الاقتصادي الزبيدي:" الإعلان في التلفزة مرتفع مقارنة مع وسائل الإعلام المطبوعة والسبب الأخر يعود للتسويق والأجهزة الحكومية لا تستطيع تسويق ما لديها بشكل ناجح".


فيما بين المحلل الاقتصادي حجازين ان غياب منافس محلي للتلفزيون الاردني جعل هناك رتابة في التعامل مع الاعلان المتلفز، اضافة الى تكون صورة نمطية لدى المعلنين ان الاعلام المطبوع هو الذي يستقطب القراء:"المنافسة بين الصحف هي التي نشطت الاعلان لدى هذه الشركات الكبرى من جانب، ومن الجانب الاخر فان التلفزيون الاردني لا يوجد له منافس محلي اضافة الى ارتفاع كلفة الاعلان التلفزيوني، ... هناك قناعة عند المعلنين ان الصحف هي التي تستقطب جمهور القراء اكثر من التلفاز الذي يواجه منافسة قوية من الفضائيات بشكل عام".

واوضح محمد الدحلة من شركة ابسوس للاستطلاعات ان المشاهد لا ينتظر الترفيه من التلفزيون الاردني وانما يعد مصدرا للاخبار المحلية:" التلفزيون الأردني لا يشد المشاهدين وفي حال المقارنة مع القنوات الأخرى الفضائية فسنجد فرقا كبيرا ما بينهم، بحيث ان المشاهد الأردني لا يتابع على التلفزيون الأردني إلا أخبار المساء ومسلسل السهرة، ولكن لن تجد مادة إعلانية تتابع من خلال التلفزيون الأردني، بحيث ان المشاهد يتلقى الأخبار المحلية منه ويذهب للقنوات الأخرى للترفيه والتسلية".


التوجه للاعلان في الاذاعات

ما زالت قنوات البث الاذاعي في طور نموها لاستقطاب الإعلانات بحيث يشهد الإنفاق الإعلاني معدلات نمو عالية ومتنامية.

واشار الزبيدي انها ما زالت تجربة لم تأخذ مداها بالشكل الكافي للحكم عليها:" بالنسبة للإذاعات الجديدة على موجة الـ FM فنجد ان بعضها ناجح وجيد مثل راديو فن وهي تجربة ما زالت حديثة لم تأخذ مداها مثل وسائل الإعلام التقليدية المطبوعة".



نظرة للمستقبل

لربما من الطبيعي ان تبقى وسائل الاعلام المطبوعة مستقطبة للاعلانات خلال الفترة الحالية، ولكن هل يتحسن أداء التلفزيون الأردني خاصة مع توقع انطلاق محطات تلفزيونية محلية ستبدأ بثها قريباً، وبحسب خبراء يتوقع ان تتراجع المحطات المحلية الارضية امام شبكات الاعلام الفضائية والتي تغطي انتشارا اوسع.

ويتوقع خبراء ان ينمو الانفاق الاعلاني في الاردن مع نهاية هذا العام ما بين 10-15%، اي بما يتجاوز الـ 220 مليون دولار، ولربما هذا يعود الى معدلات النمو جيدة والسوق لا زال قابل وقادر على التوسع اكثر وهذا يعتمد على الشركات وما تقدمه وسائل الاعلام من خدمات للمعلنين.


واحتل الأردن المرتبة السادسة بين دول المنطقة بحصة بلغت 3%، في حين حافظت دولة الإمارات العربية المتحدة على الصدارة بنسبة 20%، متبوعة بالمملكة العربية السعودية بنسبة 14%، والكويت 7%، ولبنان 6%، ومصر 4%، وكل من قطر وبحرين 2%، في حين كان نصيب كل من عُمان وسوريا بنسبة 1% فقط.

كما ان مستوى الإعلان متواضع بالنسبة لمستوى الأفراد والذي يساوي 30 دولاربالسنة في حين في لبنان فنجد انه يصل الى 200 دولار بالسنة.

أضف تعليقك