التفوّق الدراسي للفتيات.. وسوق العمل للرجال

الرابط المختصر

مرة أخرى، تتفوق الفتيات على الذكور في معدلات الثانوية العامة، ونسبتهم هذه المرة فاقت المتوقع، ولهذا بالتأكيد أبعاد ومؤشرات قد لا تصب في صالحهن.فقد احتلت الفتيات المراتب الـ29 الأولى على مستوى البلاد من أصل 33 مرتبة في نتائج امتحانات الثانوية العامة 2007، بحسب ما أعلنته وزارة التربية والتعليم، والتي وأشارت إلى أن العشرة الأوائل في مختلف فروع التعليم كن من الفتيات.

هو خبر مفرح، إلا أننا وحينما نفكّر في أسباب إصرار الفتيات على التفوق نجد ان له أبعاد اجتماعية تدفع بهن لإثبات أنفسهن أكثر.
 
الخيار الوحيد
وبرأي الناشطة في مجال حقوق المرأة عفاف الجابري فإن الفتيات ينظرن إلى التعليم كعامل مهم في تطوير حياتهن سواء المهنية أم الاجتماعية، مشيرة الى أنه "الخيار الوحيد للفتاة لكي تستمر بحياتها بشكل أفضل".
 
الحافز الدراسي متاح للإناث أكثر من الذكور، والسبب  كما تقول الجابري "لأن الأوضاع الاقتصادية دائما تبقى في يد الرجال وهذا ما يجعل التعليم هو سلاح المرأة الوحيد، وهو ما يجعلها قادرة على أن تحسّن مستواها الاجتماعي".
 
وفي حقيقة الأمر الفتاة بحسب الجابري "لا تتعلم من أجل أن تنجح في عملها مستقبلا، لكنها تتفوق من أجل أن تنشأ عائلة سليمة، لكن بالنسبة للرجل فهو مضطر الى أن يتفوق وان ينجح مهنياً لكي يعيل عائلته، ولذلك فلا ينظر للفتاة كمساوي له في هذا المضمار ولا يؤمن أنها قادرة على العمل أو أن تعيل أسرتها بعملها".
 
وفعليا فإن عدد الإناث في الجامعات يفوق عددهن في سوق العمل، فالأرقام الرسمية تشير الى ان ما يقارب الـ (14%) من عدد الإناث فقط يعملن،  وتجيب الجابري على هذا بقولها "هن يتجهن إما للزواج أو العمل في مهن غير محسوبة ضمن نسبة العاملات اقتصاديا مثل العاملات في المزارع والمصانع وغيرها".
 
فرص الفتيات الأقل
ويفسر أستاذ علم الاجتماع د. يحيى العلي هذه الظاهرة على مستوى المجتمع والأسرة من خلال توفير وتسهيل الإمكانات والأجواء والدعم للأبناء بالتساوي، وعلى مستوى الفرد فهذا مردّه بحسبه الى شعور الفتاة بالمنافسة العالية فيما يتعلق بالتخصصات المرغوبة لديهن لتحقيق طموحاتهم وهذا يستدعي منهن مزيدا من الجهد لتحقيق الذات.
 
لكن الواقع العام في مجتمعنا كما يراه العلي يفرض مكانات أعلى تمنح للذكر على حساب الأنثى إلى حد ما وهذا يستدعي على الإناث تحسين مستواهن الأكاديمي.
 
وعلى صعيد الفرص المتاحة للفتاة داخل المجتمع فهي كما يشير العلي غالبا ما تكون للذكر أكثر سواء في العمل أو في الدراسة، فهو على سبيل المثال إذا لم يحصل على معدل جيد في التوجيهي فيستطيع أن يسافر للخارج من أجل إكمال دراسته، وهذا غير متاح للإناث.
 
فالقضية تنافسية لكن الأسرة لكن الأسرة ساهمت في أن تغير الصورة النمطية للمرأة فساعدتها لتتفوق وتثبت إبداعها وتغير مكانتها.
 
وبالنسبة له فقد قال وزير التربية والتعليم الأردني خالد طوقان تعليقا على هذه الظاهرة إبان إعلانه النتائج إن تفوق الفتيات الأكاديمي ظاهرة عالمية، ولكنها بدأت تأخذ منحى جديا في الأردن، وبرأيه ان هناك عدة عوامل يمكن تفسير هذه الظاهرة على أساسها والتي من بينها التربية المنزلية، والحرية الممنوحة للذكور، وارتفاع عدد فرص العمل المتاحة لهم مقارنة بالإناث.
 
وكانت نسبة النجاح في امتحانات الثانوية العامة بلغت 54.5%, حيث حصلت الفتيات الأوائل على معدلات من 96% فما فوق.

أضف تعليقك