التطوع عند الشباب: تنمية مهارات وكسبا للطاقات

الرابط المختصر

تفعيل دور الشباب ودفعهم للعمل التطوعي، هاجس الكثير من المنخرطين به، لكن عدم وجود الوقت، والتكلفة المادية والتي سيتحملها الشاب المتطوع، يثني العديد منهم من دخول هذا العمل، ويشكل الشباب الأردني من نسبة السكان حوالي 70%

ما يعنيه من طاقة وقوة وحيوية، وبينت دراسة ميدانية قامت الشبكة العربية للمنظمات الأهلية أن الشباب العربي من سن 15 إلى 30 سنة، هم الفئة الأقل اهتماما بالعمل التطوعي!

ما هي العوامل التي أدت إلى محدودية مشاركة الشباب في هذا العمل؟



أمينة دراغمة فتاة متطوعة، ومن الناشطات في هذا المجال، بدأت العمل التطوعي عام 1997 مع جائزة الأمير حسن، وعملت من بعدها في العديد من المستشفيات ودور رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، تقول عن بداياتها " بدأتها من خلال متابعاتي للانترنت، وإعلانات الجرائد، وآخر شيء كان عملي مع جمعية مرضى الدماغ والأعصاب "الإلترا ماراثون"، عملت معهم شهر ونصف تطوع، وأعطي محاضرات في مدرسة الحسين مع إنجاز وهو برنامج تطوعي بالأصل، أقوم بدهن المدارس وأعمال كثيرة ".



المال عائق الشباب في التطوع



وتشير أمينة إلى عدم تقدم بعض الشباب للتطوع نظرا "لعدم وجود مردود مادي، يجعله يعمل أكثر" إضافة إلى "المؤسسات التعليمية لا تعير للتطوع أي أهمية، وأتحدث هنا انطلاقا من الكلية التي درست فيها. لا تهتم أبدا بالعمل التطوعي". .



"بدلا من الجلوس على الانترنت ساعتين ونص الأخرى تطوع"، تقول أمينة، وتلفت إلى أن التطوع يبدأ من البيت، "من خلال إصلاح وتأهيل ومساعدة الأهل".



أمينة تعطي محاضرات لطالبات الصف الثامن، عنوانها (أنا ومحيطي)، تختص تلك الدورة بعمر من 14 إلى 15 ساعة، كل أسبوع.



طالبة التسويق عرين تعمل في العمل التطوعي منذ ثمانية أشهر. ما هو الدافع لتعملي في التطوع؟ "لدي وقت فراغ وملل، شعور جميل أن تساعد الآخرين وتحقيق شيء مثمر"، وتتحدث عرين انطلاقا من حجم الاستفادة التي تجنيها من عملها في التطوع بمجال تخصصها التسويق، "يفتح لي أفق أكثر".



ماذا يقدم العمل التطوع للشباب، تقول عرين "لا أخاف، أقف أدُرّس، أتطوع في دار أيتام".



وتتابع "قد يأخذ وقتك من البيت، لكنك تساعد أبناء المجتمع، رغم أن الكثير منهم يقف ضدك، ويضع العراقيل أمامك". وتختم "ساعد نفسك، تساعد الآخرين، وتشعر أنك جزء ولست على الهامش".



استصعبوا 10 ساعات تطوع وقدموا 100 ساعة



مديرة مكتب خدمة المجتمع في الجامعة الأردنية، إنعام خلف، ترى أن إقبال الشباب الجامعي يتضاعف، رغم أنه بدأ كإجبار على طلاب الجامعة الأردنية، فلابد من 10 ساعات خدمة مجتمع تطوع لاستكمال متطلبات تخرجهم".



وتضيف خلف "هدف الجامعة الأردنية زرع روح التطوع بين الشباب وبناءً على تجربتي مع الشباب فإن لدى الكثير منهم روح التطوع والعمل الجاد، لكنهم بحاجة إلى من يسهل لهم العمل وهنا يكمن عملنا بالمكتب"،



لافتة إلى أن "هناك شباب ترددوا من العمل تطوعا 10 ساعات، ولكن بعد انخراطهم بالعمل عملوا 100 ساعة، وهنا يأخذ تميز في نهاية الخدمة والتخرج من الجامعة الأردنية".



وأعلنت خلف "هذه السنة سنكرم إلى جانب أوائل الخرجين، المتميزين في مجال التطوع، من قبل مؤسسات المجتمع المحلي، مع تسليمهم جوائز، وهذا خطوة جميلة بتكريم الأوائل والناشطين".



وتشير إلى أن هناك مأسسة في العمل التطوعي، "والآن يوجد 24 مشروع تخرج ليدهم في مكتب خدمة المجتمع بالأردنية"، مطالبة وسائل الإعلام بتشجيع الشباب عبر التعريف والترويج لأهمية هذا العمل.



شاب قدم 38 دورة تدريبية...11 ألف طالب استفاد من الدورات التي عقدت مؤخرا



وتضيف إنعام خلف أن "لدي شباب يقومون بأعمال كثيرة، و منهم شاب قام ب38 دورة تدريبية، تلقى300 شاب تدريبات من قبل أخصائيين، وبدورهم قاموا بدورات استفاد منها 11 ألفا من طلاب المدارس والمجتمع تناولت هذه الدورات الصحة الإنجابية والتنمية السياسية والأنماط الصحية السليمة والنوع الاجتماعي".



وعبرت عن حزنها مرة، بسبب مشاهدتها إعلان يقول "تبرع بالدم وتخلص من خدمة المجتمع"، تقول "لا يوجد وعي لدى الكثيرين، بان التطوع يربي الانتماء لدى الشباب والثقة بالنفس". وتخلص بالقول "نريد شباب قيادي، يتمتع بثقة النفس".