التربية: تطوير مناهج التعليم لا تغييرها

الرابط المختصر

قريبا سوف تنتهي المرحلة التي حددتها الحكومة لتطوير المناهج والتي بدأت منذ عام الفين وثلاثة ومن المتوقع ان تنتهي أواخر هذا العام.هذا العملية أثير حولها جدلا كبيرا حيث يراه البعض بانه "تغيير جذري" ويتعدى "التطوير" بعكس ما أعلنت عنه وزارة التربية والتعليم مؤخرا.

وابرز من تبنى هذا الرأي على الساحة المحلية حزب جبهة العمل الإسلامي، الذي اعتبر ان هذه الالية الجديدة ما هي إلا "مجرد إملاءات مفروضة من دول خارجية".

ويقول د. رحيل الغرايبة نائب أمين عام حزب الجبهة: "يبدو أن الأردن ومعظم الدول العربية قد استجابت لهذا الطلب بتغيير وتطوير المناهج وخصوصا فيما يتعلق بالمناهج التربية الإسلامية التي يعتبرها البعض أنها تؤدي برأيهم إلى إيجاد التطرف أو الإرهاب".

ويرى الغرايبة أن التغيير هو "مجرد محاولة لإرضاء أمريكا بالتركيز على معاني التسامح والقبول بالآخر والمعاني التي تقوم التي تعزز الحقد والبغضاء"..

وهذا "التغيير" سوف يكون "مدخلا للتغاضي عن الحقائق وإبراز معاني الإسلام وغض النظر عن بعض المفاهيم السامية في الإسلام والتي تحض على مواجهة المعتدي والتخلص من الظلم والاستبداد."


التربية.. التطوير ليس بمنحة أمريكية!
بدورها، تنفي وزارة التربية والتعليم أن يكون هناك أي تغيير على مناهج التعليم، إنما "تطوير في المناهج فقط"..

ويؤكد الناطق الإعلامي في وزارة التربية والتعليم، احمد شاهين أن التربية تسعى لتطوير المناهج لا تغييرها، ويقول: "نسعى إلى تطوير المناهج لتتلاءم مع المستجدات الحديثة والعالمية في مجال التربية والتعليم وخصوصا أن المناهج كالكائن الحي الذي بحاجة من فترة إلى أخرى للتعديل ونحن لا نقوم بتغير المضامين بل فقط سيقتصر دورنا على تطوير طرائق وأساليب التدريس ومن سيقوم بتطويرها أيدي أردنية ذات خبرة في مجال التعليم".
وتابع حديثه لعمان نت: "التطوير جاء بناءا على دراسة محتوى المنهاج سابقا ومحتوى المنهاج حاليا بحاجة الى بعض المعالجات والتي لا تتجاوز من خمسة إلى عشرين بالمائة من تطوير المنهج".

ونفى شاهين "ان تكون هناك أموالا ومنح أمريكية لدعم تطوير المناهج وفق الرؤى الأميركية".

ويوضح أن آلية التطوير جاءت بعد دراسة أظهرت مدى انخفاض مستوى الطلبة في المرحلة الأساسية وخاصة في مادتي الرياضيات والعلوم، ويضيف "بعد هذه الدراسة قمنا بإجراء التعديل على هذه المواد لرفع مستواها من الصف الأول حتى العاشر الأساسي حتى يكون الطلبة قادرين على إعطاء مؤشرات تحصيله في هذه المواد من ضمن المستويات العالمية ولم يكن التعديل على مواد أخرى".

المدرسون ... بحاجة إلى التطوير!
الأستاذ جروان المعاني، مدرس المرحلة الأساسية والثانوية، يعتبر أن آلية التطوير "فكرة ممتازة في ضوء أن المواد المدرسة تتسم بالسطحية المغرقة" ولكنه لم يستعبد أن تكون هذه الآلية مدرجة تحت التطبيع وإملاءات خارجية، ويقول:"نحن لا نختلف مع الوزارة من حيث المبدأ بل أننا نختلف معها بحسب الآلية والجوهر وسرعة الانتقال وخصوصا أن هذه الاملاءات تعزز التطرف والأصولية ونحن في مناهجنا نعزز قيم ومبادئ التسامح".

والأستاذ عبد الباسط كلاّب مدرس ثانوية عامة (توجيهي) يؤكد أن المناهج الحالية بحاجة إلى تطوير:"منهج اللغة العربية بحاجة إلى تعديل حتى يتمكن الطلاب من معرفة الأمور الأدبية، ولا بد أن تدعو هذه المناهج الجديدة إلى التسامح والتمسك بالقيم والعادات وترسيخها في ذهن الطالب".

أما المدرس زياد الهور يقول:"الآلية الجديدة التي ستلجأ لها الوزارة هو تفعيل دور الطالب أكثر من قبل حيث أن المناهج القديمة تعتمد على التلقين".

هذا وكان الملك عبد الله الثاني قد دعا في عدة محافل إلى تغيير مناهج وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي "لصياغة ما يسمى في الغرب بالتربية المدنية والتي تتضمن مبادئ الديمقراطية بدءا من الروضة وتدريب الأطفال على ممارسة ثقافة التعبير عن الرأي واحترام الرأي الأخر والتسامح".

وقد أصدرت وزارة الخارجية الأميركية بيانا قبل سنة، حددت فيه "معالم مشاريع تنفذ بموجب مبادرة الشراكة الأميركية الشرق أوسطية"، وتشير الى توجيه أموال مرصودة الى عدد من الدول من بينها الأردن نتيجة لجهود الإصلاح الاقتصادي وتحديث مناهج التربية والتعليم.

أضف تعليقك