التراث ملموسًا بالأيدي (شاهد)

في السابعة صباحًا, تشرق الشمس على زهرة التي لا زالت مستيقظة من الليلة الفائتة, تقص الأقمشة الملونة, وتلصق الزينة عليها بالسيلكون وتسعى بحذر ودقة لتنهي القطعة التي سهرت عليها دون رتوش أو نواقص.

تنهي زهرة السرحان السيدة الأربعينية يوميًا أعمالها المنزلية مسرعة للعمل على مشروعها الذي تعيد فيه تدوير القطع أو المنتجات القديمة إلى أخرى جديدة بطابع تراثي واستخدامات مختلفة.

9

من مناظر الزينة والسلال واللوحات إلى المرايا والمقاعد القماشية, تحرص السرحان على إبراز الزخارف التراثية على قطعها لتترك طابعًا أصيلًا وتميز أعمالها اليدوية عن باقي الأعمال اليدوية, راغبة بجعل هذا التراث عصيًا على النسيان بقولها: " إضافة التراث للمشغولات برجع الإنسان لوطنيته وأصله وبذكره فيهم".

 

بعد جولة سريعة في منزل السيدة الفنانة, أخبرتنا أن أغلب القطع في منزلها من عمل يدها, فزوجها يقول بإعادة تدوير الهياكل من القطع الخشبية والمعدنية كالمقاعد والأسرة, وهي تعمل على خياطة الوسائد والأغطية والستائر وقماش المقاعد, وتضيف زينة للمنزل بما يتناسب مع ألوان وتصاميم الغرف, فتشعر أنك تجول معرضًا فنيًا لا بيتُا عاديًا.

9

في غرفة إحدى فتياتها تعمل السيدة زهرة على إنتاج مشغولاتها اليدوية بعد أن حولت هذا الغرفة إلى مشغل بسبب عدم توفر مكان آخر للعمل فيه, بالرغم من محاولتها لاستصلاح مخزن يقع أسفل منزلها في أحد أحياء محافظة إربد, إلا أن العمل عليه يحتاج دخلًا إضافية سيثقل كاهلها.

يتجدد شغف السيدة باستمرار ومن سنتين منذ بدئها مشروعها, والذي قد ميزته بالطابع التراثي من 5 أشهر فائتة فقط, فبالرغم من الصعوبات المادية والتسويقية فقد روت قائلة: "بلشت من خمس دنانير شريت فيهم قماش, وهلا أي ربح بطلعلي برجع بشتري فيه أغراض جديدة, وبشارك في أي معرض بسمع عنه, بس يا ريت لو في سيولة أكبر تخليني أتطور بشكل أسرع".

 

9



بعينين بارقتين تصف السرحان سعادتها بمشروعها الذي زاد ثقتها بنفسها, ووجّه الآخرين لمعاملتها بصفتها "صاحبة ذوق" وأولهم زوجها المشجع, فتقول: "الصح إنه الإنسان يرجع للصنعة لأنها هي الأساس, بكفي نتقاعس ونرمي السبب على الظروف", مشجعة بقية السيدات على البحث عن مواهبهن الدفينة وعدم اليأس والتوقف في حال مواجهة الصعوبات.

 

هذه المادة ضمن  مشروع (سنابل 2) حول " الحماية والتنمية الاقتصادية للاجئات السوريات والنساء الأردنيات " الذي تنفذه جمعية معهد تضامن النساء والممول من  البرنامج الإقليمي للتنمية والحماية RDPP

 

أضف تعليقك