التدريب العسكري في المدارس: ضبط أم عبء جديد؟

التدريب العسكري في المدارس: ضبط أم عبء جديد؟
الرابط المختصر

بوشر بتعميم
مشروع التدريب العسكري والتربية والوطنية لطلبة المدارس للعمل على شمله جميع
محافظات المملكة اعتبارا من الفصل الدراسي الثاني الجاري، حيث بُدأ العمل به في 45
مدرسة في المحافظات من ضمنها 12 مدرسة في عمّان حتى الآن.وسيتولى
تنفيذه طاقم تدريبي كامل من المتقاعدين العسكريين بتنسيق من قبل المؤسسة
الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء مع القيادة
العامة للقوات المسلحة الاردنية والجهات المعنية.


وقالت مدير
دائرة التخطيط في وزارة التربية والتعليم الدكتورة منى مؤتمن "سيشمل التدريب
إطارين عسكري الذي تقوم به المتقاعدون من القوات المسلحة إضافة الى التثقيف
والتوعية الوطنية حيث قامت الوزراة بعمل مذكرة في التربية الوطنية والثقافة
العسكرية وبوشر بتطبيقها واعتمادها، وتتضمن معلومات عن نشأة القوات المسلحة والرتب
العسكرية ودور القوات في النواحي الاجتماعية والثقافية، إضافة الى التطبيقات
الميدانية وتعليم الطلبة كيفية المشية العسكرية، وإقامة الرحلات الميدانية الى المواقع
العسكرية والقوات الخاصة".


وبالنسبة
للحصص شرحت مؤتمن "هناك حصص عن السير وقواعد المرور العامة، والسلامة العامة
وعن الأسلحة ومخاطرها، إضافة الى عروض محوسبة لأماكن تاريخية وأحداث وطنية ذات
قيمة ودلالات، كما أن هناك حصص تشمل تدريب المشاة، ولوحظ أن الصغار كانت درجة
إتقانهم للمشية والانضباط فيها عالية، وصارت القوات العسكرية قدوة لهم مثلها مثل
الطبيب والمهندس والمعلم وغيره، فهذا مشروع وطني ننوي التوسع فيه بخطة مدروسة بعد
ان اجريت دراسة أثبت تفاعل الطلبة معه ونجاحه".


وتقول الأم
والمعلمة المتقاعدة فايزة الحمد: "التدريب العسكري يصقل شخصية الطلبة
والطالبات، وأعتقد بأنه أمر جيد، ومرة في الأسبوع ليست كافية، وأطفالنا بحاجة لمن
يعلمهم النظام والانضباط هذه الأيام".


بينما يقول
الشاب حسين محمد بأنه يشجعه كثيراً لأنه برأيه "سيصقل شخصيات شباب هذه الأيم
بدلاً من تسكعهم في الشوارع، وأعتقد أنه سيعلمهم الكثير من النظام والقوة وهو ما
يحتاجونه".


أستاذ علم
الاجتماع في الجامعة الأردنية د. حسين الخزاعي رأى أن
التدريب "سيكون له
ايجابيات كثيرة من خلال تعليمهم وتدريبهم على الاعتماد على النفس وصقل الشخصية،
وخاصة الطلاب في المرحلة الأساسية، ومن أجل تربيتهم تربية وطنية تنمي الحسّ الوطني
لهم، فهم في هذه المرحلة بحاجة الى التنبيه للاعتزاز بالوطن والمواطنة والشعور
بالحب تجاهه لكل ما يقدمه لأبنائه ووطنه".


وبين الخزاعي
بأنه حينما يقوم بتدريبهم نخبة من العسكريين المتقاعدين الذين لهم احترامهم لأنهم
من حافظوا على إستقرار وديمومة هذا الوطن سيكون ذلك شيئاً مفيداً للجميع، فقضية
بطالة المتقاعدين قضية تحتاج الوقوف عليها لأنهم فئة من الناس الذين تقاعدوا ولم
يعد يستفاد من مهاراتهم وخبراتهم، وهو أمر خطير جداً".


وأردف الخزاعي
قائلاً "قد يكون هناك إرباك في بداية العملية التدريبية قبل أن يعتاد الطلاب
على الخروج من الصفوف والرجوع إليها وهكذا، لأنه سيكون شيئاً غريباً عليهم في
مرحلة التأقلم الأولية".


أما مستشارة
نفسية وأسرية د. دلال العلمي فقد أيدت المشروع بشدة من كل النواحي بحسب ما تقول،
وتضيف "أي تدريب عسكري هو أمر جيد جداً من الناحية النفسية والاجتماعية
والمعنوية، لأن أبنائنا وبناتنا بأمس الحاجة الى التدريب الميداني في الحياة لكي
يساعدهم على أن يكونوا في حالة من التأهب حدث، فيتعلمون الضبط والنظام والإلتزام
بالوقت والحفاظ على أخلاقيات التعاون والارتباط بالجماعة وتحمل المسؤولية".


وبرأيها
فالمراهقين من أكثر الفئات حاجة لهذا التدريب "تدريب الطلبة في المرحلة
الأساسية ممتاز، وخاصة للمراهقين فيعطيهم نوع من الوعي والتفهم للحياة، فشبابنا
وشاباتنا يقضون أوقاتهم الآن بأشياء كثيرة مثل الهواتف الخلوية والتلفزيونات
وغيرها، والتدريب العسكري يهذب النفس، وعلى العكس فهو نوع من الرياضة والكفاءة
والنظام والضبط والربط".


وكان المشروع
قد انتهى من تنفيذ المرحلة التجريبية الأولى التي شملت طلبة الصف السادس الأساسي
في عدد من مدارس العاصمة العام الماضي. ويأتي تنفيذ هذا المشروع بهدف تعزيز روح
الانتماء والولاء في انفس الطلبة وغرس مبدا النظام والانضباط لديهم وتنمية روح
العمل كفريق واحد والمساهمة في صقل الشخصية والمعنوية لدى الطلبة بالاضافة الى
تنمية اللياقة البدنية والمهارات المختلفة للطلاب حيث تم تحديد عدد من المدارس
موزعة على كافة محافظات المملكة بمعدل مدرستين للذكور ومدرسة للإناث في كل محافظة
وذلك بالتنسيق المستمر مع وزارة التربية والتعليم ودائرة التعبئة والجيش الشعبي.


ويتضمن منهاج
التدريب حصة واحدة أسبوعيا لكل شعبة صفية من المدارس المشمولة بالتدريب تشتمل
مواضيع علمية ونظرية تتناول مختلف القضايا الوطنية.


يذكر انه تم
اعداد وتمويل وتحضير هذا المشروع بمشاركة عدة جهات فاعلة هي وزارة التخطيط
والتعاون الدولي ووزارة التربية والتعليم والقوات المسلحة الاردنية والمؤسسة
الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء.

أضف تعليقك