التأمين الصحي حلم السائق في ليلة صيف

الرابط المختصر


التأمين الصحي، حلم المواطنين، هل تطمح أن تكون مؤمنا صحيا وكذلك زوجتك وأولادك؟
جميع العاملين في قطاع النقل العام، غير مشمولين في التأمين الصحي، "العاملين في قطاع النقل العام من أقل القطاعات احتراما لحقوقهم في الأردن، والعالم عالج شمول المواطنين بالتأمين الصحي، والملك عبد الله الثاني طالب بتأمين صحي شامل لجميع المواطنين وحتى الآن لا يوجد أي تحرك"..كما يتحدث الأمين المساعد للعلاقات الدولية في اتحاد نقابات العمال بلال الملكاوي عن واقع السائقين.."واقع الـ16 ساعة من العمل اليومي مشكلة كبيرة جدا لدى السائقين".

"السائق ممنوع من الراحة خلال أوقات الغذاء، أو إذا مرض فلا أحد يكفل له يوم إجازة"..ويقول: "علنيا أن نفكر أولا في أن التأمين الصحي أولوية مهمة موكولة للحكومة"..والحكومة والتي خصصت منذ سنوات هيئة لقطاع النقل العام، والأخيرة مستمرة في تنفيذ البرامج والمشاريع التي من شأنها الارتقاء في قطاع النقل ولكن ما جدوى الارتقاء طالما أن القطاع يعاني من مشاكل جوهرية تتعلق بافتقار العاملين فيه بأبسط حقوقهم، ومنها التأمين الصحي.

يجب أن يكون التأمين الصحي جزء من مهام مؤسسة الضمان الاجتماعي، ويجب تفعيل قانون ضد البطالة، "والنقابات العمالية عليها مسؤولية الضغط على الحكومات لأجل أن تتحرك لتلزم الجميع في التأمين الصحي".

وتفعيل قانون العمل، وتحديد دوام السائقين والحد الأقصى أن لا يزيد عن ثماني ساعات يوميا..كما يطالب الملكاوي..ليست بالجديدة فالسائق لا ينتظر إلا الرحمة من عند الرحمن..

وبرأي نقيب السائقين العموميين إبراهيم القيسي، فإن النقابة ناشطة في مجال المطالبة بحقوق السائقين سواء فيما يتعلق بالضمان الاجتماعي أو التأمين الصحي، "نحن أول نقابة طالبت بتطبيق التأمين الصحي لجميع السائقين العموميين، عبر مخاطبة وزارة الصحة مباشرة ووعدونا أن نكون أول فئة مستهدفة بعد أن ينتهوا من الدراسة التي من خلالها يتم تحديد التكلفة على الفرد".

"نعلم أن المشروع ضخم، ويتطلب دراسة كبيرة كي لا نقع في إشكاليات كبيرة".

وتحدد التكلفة وفقا لموظفي الدولة، "سنكون وفق موظفي الدولة في قطاع التعليم"، معتقدا القيسي أن مشاكل قطاع النقل العام يزيدها "الضمانات والمستثمرين الفرديين، وتركيز الجهات المختصة على منح الاستثمارات".

محمد حسين البدور، سائق يعمل منذ 25 عاما، يتمنى يوما وأن يكون مؤمنا صحيا، ولكنه يعلم أن تمنيه هذا "أمنية صعبة التطبيق"..متسائلا: من هي الجهة التي ترضى أن تعطي السائق التأمين الصحي المناسب له وكذلك الضمان الاجتماعي؟

محمد خضر سلمان، اعتدنا كسائقين عندما يقع حادث ما لأحدنا أن نجمع له مبلغ من المال..وكل ذلك بغياب النقابة والحكومة.."لذلك ولأننا اعتدنا على الإهمال الحكومي، لا نريد دعمهما ولا تحركهما".

والسائق خليل، لا يعول على أي جهد قد تقوم به النقابة أو الحكومة "يعتبروننا غير ثابتين، ولا رواتب محددة لنا لذلك لا يريدوننا مؤمنين صحيا".

ويقول مدير صندوق التأمينات الصحية في وزارة الصحة الدكتور أحمد البرماوي أن طلب النقابة محل دراسة الآن "وفي ضوء نظام التأمين الصحي والتعديل الذي طرأ على المواد 30 و31 والتي تجيز إشراك الأفراد كأفراد أو الشركات كشركات ورفعت إلى رئاسة الوزراء، وفي حال إقرارها ستكون مظلة التأمين الصحي قد توسعت، وننتظر دراسة التعليمات من قبل رئاسة الوزراء"..وفي القريب العاجل ستصدر تلك التعليمات.

وحّمل نقيب السائقين الهيئة كامل المسؤولية لتأخر شمول السائقين في قطاع التأمين، "هي مشغولة دوماً في الاستثمارات، ورغم أن شمول السائقين مع عائلاتهم يصل ِإلى ما يقارب ثلاث ملايين مواطن".

ويوضح الدكتور البرماوي أن تصنيف المؤمنين صحيا سيكون حسب الفئة العمرية.."أقل من عمر 6 سنوات سيكونوا معفيين من التكلفة في مستشفيات وزارة الصحة، والفئات الأخرى من 6 سنوات حتى 18 ومن سن 18 حتى 45 وهي الفئة الثالثة"..وستتحمل الدولة ما مقداره 78 مليون دينار من وراء شمول المواطنين بالتأمين الصحي.

بدوره، يقول رئيس جمعية المستشفيات الخاصة الدكتور فوزي الحموري، "نحن أولا نسعى ومن خلال المجلس الصحي العالي ومن دعوة الملك عبدالله الثاني حول شمول جميع المواطنين في التأمين الصحي فإننا لا نميز بين المواطنين أو القطاعات"..

ويطالب المجلس الصحي العالي ومن خلال التشريعات جميع الشركات الخاصة أكانت مختصة بالنقل أو غيره، بشمول موظفيهم بالتأمين الصحي على جميع أنواعه.

والسؤال الذي لا يزال السائق يطرحه: هل سيأتي يوم وسيكون مشمولا تحت مظلة التأمين الصحي أم كل هذه "الجهود" كلام على ورق!

أضف تعليقك