البرلمان الأردني في مواجهة مع روبي

الرابط المختصر

"نريد أن نحارب الفن الهابط"، "لماذا لا نطعم الفقراء عوضا عن دعم المهرجانات"، رأيان يتنازعان على المغنية المصرية المثيرة للجدل روبي. روبي كانت حاضرة وبشدة في وسائل الإعلام العربية هذه الأيام والعنوان الأبرز "روبي في مواجهة مع البرلمان الأردني". بداية القصة كانت لحظة إعلان إدارة مهرجان شبيب عن جدول فعالياته هذا العام، في مؤتمر صحفي، والحدث الأبرز كان أن المغنين المشاركين هم روبي المصرية وماريا اللبنانية وهيثم سعيد المصري، وجاد شويري اللبناني، فالمهرجان اعتاد على الدوام أن يستقطب نجوما شباب لكن من الدرجة الثانية -حسب اللغة الدارجة- لكن "لا اعتراض عن استقطاب شباب من الدرجة الثانية والثالثة طالما لديه الخامة والمقدرة على الغناء، أما يأتون بروبي التي لا تستطيع إلا أن ترقص وهذا ليس رقصاً فهنا الاعتراض الكبير".



بدورها، شنت الصحف الأردنية هجوما على استقطاب مهرجان "قليل الخبرة" و"صغير العمر" أن يأتي بمغنيتين "تحوزان على انتقادات كبيرة في العالم العربي وحتى من بلدهما الأصل"، قائلة الصحف أنها "مغنية إغراء لا تصلح للغناء في الأردن".



الشارع الأردني لم يهتم بالقضية المثارة، مكتفيا بمتابعتها عبر الفضائيات ويقول الشاب أحمد "تأتي أم لا، لا فرق"، لكن ريم تقول "شابة تغني للشباب ما شأن الكبار والبرلمان!"، ورغم هذا الرأي فقد تعهد النائب والمحامي زهير أبو الراغب "بأن يمنع روبي من الدخول للأردن بكل الوسائل المتاحة، وأنه مستعد لخوض معركة قانونية ضد مشاركة روبي في مهرجان محلي بسبب سمعة هذه المطربة".



وكان وزير الثقافة أمين محمود القادم حديثا إلى منصبه، قد نفى أن تكون وزارة الثقافة قد أصدرت قرارا بمنع روبي المشاركة في مهرجان شبيب للثقافة والفنون، قائلا لوسائل الإعلام أن "وزارة الداخلية هي المعنية بمنع دخول أي شخص للبلد".



الأزمة لم تقف عند روبي المصرية بل أيضا ماريا اللبنانية، فأعضاء الكتلة الإسلامية في البرلمان، طلبت من وزير الثقافة أن يصدر قرارا يفضي بمنع دخول روبي وماريا، لأن "دخولهما إلى الأردن يثير حفيظة مجتمع لا يتقبل هذه الموضة" بحسب بعد النواب.



نقيب الفنانين الأردنيين، محمد العبادي يعلق على هذه القضية بالقول "نحن في الأردن مع أي فن جاد وملتزم، وضد أي فن فيه تعري وهابط، خاصة وأنه يعبر عن آمالها وموروثها الفكري، والأردن لا يمنع أي فنان من الدخول إليه، لكن الكثير من الأردنيين يطلبون الذوق والفن الراقي في الغناء".



وتابع حديثه مع برنامج "برائحة القهوة" أن مشاركة فنان غير ملتزم في مهرجان جماهيري ويتابعه عدد كبير من المتفرجين، أمر غير مقبول هنا "لا بد من وجود ضوابط لمثل هذه الحالة".



في حين يعلق النائب الإسلامي، تيسير الفتياني "نحن ضد الفن الهابط، أو فن الحارات أو الذي يؤجج مشاعر وعواطف الشباب، ولسنا ضد شخصية معينة، والموضوع كبير ويجب أن يعالج بشكل جذري، وليس بشكل جزئي"، مضيفا "روبي تمثل مع ثلة من الفنانات إحدى اللواتي يؤججن المشاعر".



ويطالب الفتياني أن "يُطّهر الأردن من كل هذا الهبوط، وخاصة أنه انطلقت منه رسالة عمان، حول تلاحم الأديان"، مطالبا أيضا "بضرورة تعليم الشباب وضبطهم" وضرورة محاربة الفنون التي تحرف الشباب.



مهرجان شبيب يعتبر من أبرز المهرجانات المحلية الصيفية، والذي يستقطب أدباء وشعراء عرب، مركزا في برامجه دوماً على "الفنون المحلية" إلا أنه انحرف عن هذه الخطة باستضافة "فنانتين تعتمدان على الإغراء منهجا لهما".

أضف تعليقك