البخيت من كنترول باص الى رئيس وزراء

الرابط المختصر

 لا يعيب رئيس الحكومة السابق الدكتور معروف البخيت القول انه جاء من طبقة متوسطة كان في طفولته يعمل كنترول باص او عامل باطون او مستخدماً في شركة الدخان .. ويرى انه من طبقة لا تجمعه حتى بعد خروجه من الحكومة بنادي الرؤساء لانه من خلفية لا تشترك مع نظرائه بشيء .

 

ولعل تصميم البخيت استثناء ابناء الوزراء من حكومته ، واحد من الاسباب النفسية التي جعلته يصر على البقاء في خانة ابناء دخله لا ابناء دخولهم .. وهو ما بدا من تصرفه ابان حكمه ..

البخيت ينكر انه البطيء ويعزي ما وصف به انه الرئيس المتأني الى عدم وجود اموال ينجز خلالها أي مشروع بشهرين دون بيروقراطية حكومية ..

ويتحدث مع الرأي في قضايا عدة لا تقف عند اختياره سفيرا في اسرائيل وتركيا واختياره بمكتب الامير الحسن ورئيسا للوزراء ومديرا لمكتب الملك ومفاوضا للسلام وما الى ذلك من مناصب عدة .. ويواجه بالاجابات الوافية قضية الكازينو والخلاف مع الاسلاميين والكابسات والانتخابات والتسمم الذي اطاح به وبحكومته .. واليكم الحوار :

 

 

 

 

 

(الرأي): لنبدأ الحديث عن السنوات الأولى من حياة معروف البخيت، الطفولة ، الأهل ، الحي.. اين كانت تلك البدايات؟

البخيت: جئنا من عائلة تنحدر لطبقة متوسطة فجدي كان رجلا متدينا وثريا وهو بخيت النادر حيث كانت له اراض كثيرة وغادر جزء من اولاده ماحص الى عمان مبكرا ومنهم والدي اذ كان يعمل في الكامب الإنجليزي ومشاريع اخرى مثل مطار ماركا، ونحن من عائلة متوسطة الدخل ، وكانت بداية حياتنا في ماحص وبعدها سكنا في حي المعانية بماركا/ فوق سكة الحديد، وكان الحي كبيرا لكن مع مرور الأيام تم الغاء جزء كبير منه، وتشكل الوعي لدي مبكرا وكثير من الناس يتفاجأون من ذاكرتي القوية خاصة في فترة الطفولة، ومنها حدث استشهاد الملك عبدالله، عام1951 وكان عمري اربع سنوات،حيث فرض منع التجول بعد ان نزل الجيش الى الشارع، وكنت شاهدا قبلها باربعة ايام حينما وقعت حادثة مقتل رياض الصلح، وقد شاهدتها امامي واتذكر الدراجة التي اقلها القتلة وقد كنت قريبا جدا من المكان فقد كنا نلعب في الشارع، وعندما اطلقوا النار في طلوع حي المعانية، ووسطه كانت سكة الحديد التي تفرض على المركبات تخفيف السرعة قبل الوصول اليها، وفي هذه اللحظة دخلت الدراجة النارية من شارع جانبي، واطلقوا النار وهربوا.

 

(الرأي):  انت شاهدت اطلاق النار بأم عينيك، ماذا كان رد الفعل؟

البخيت: نحن تفاجأنا بالموقف، ومن شدة هول المنظر هربنا من المكان.

 

(الرأي):  بعد تلك الحادثة ماذا حصل في طفولتك ؟

البخيت: اشترى والدي بيتا في منطقة بين المحطة والهاشمي، وسكنا هناك وكانت المحطة آنذاك مزدهرة تجاريا، وفيها المعسكر الرئيسي والسجن الوحيد ، وسكة الحديد في أوجها، والمطار وعائلات الإنجليز، حيث كان هناك شيك يفصل بين حي المعانية وبين معسكر الملك طلال، وهو لعائلات الإنجليز التي كانت تقيم هناك ، وكان الأولاد يذهبون للسطو على دراجات اولاد الإنجليز، وياخذوا اشواطا عليها ويعيدونها.

 

(الرأي):  يعني سطوت على تلك الدراجات واعدتها باشا ؟

البخيت: نعم قمت بذلك مع الاطفال الآخرين، حيث كانوا يجتازون الشيك الفاصل ويحضرون الدراجات ويلعبون عليها، ومن ثم يعيدونها.

الراي:هل تستخدم الدراجات الهوائية حاليا؟ البخيت: نعم أقودها لأنني بعد ذلك اشتغلت على دراجة هوائية.

 

(الرأي):  ماذا عن فترة الدراسة؟

البخيت: في المرحلة الإبتدائية دخلت الى المدرسة العلوية من الاول الابتدائي في منطقة المحطة، وقبلها دخلت مدرسة خاصة اسمها دير اللاتين، لمدة شهرين ،وكان عمري آنذاك خمس سنوات، ودخلت مع أخي الذي يكبرني بعام ونصف تقريبا، وكنت انا من مواليد الـ 47 وأخي من مواليد الـ 45 ، ودخلنا بواسطة من خلال معرفة الاستاذ والمدير الذي قابلني ووجه لي اسئلة، وطلب مني ان أرتدي الحطة وبنطالا طويلا لكي ابدوا كبيرا ، واستمريت في المدرسة، وفي تلك الأثناء كان لوالدي محل تجاري، حيث عمل بالتجارة بعد ان استقرينا في عمان، وفيما بعد تشارك مع اخوانه وأسسوا شركة باصات للنقل العام، على خط عمان-المحطة- الهاشمي، وكنت اساعد والدي، بعد المدرسة، وإشتغلت اثناء المدرسة في اشياء كثيرة قد لا تخطر على بال احد، وكانت والدتي آنذاك تقول لي أوعى تطلب مصاري من ابوك روح اشتغل وجيب مصاري، كانت والدتي من مواليد الفحيص وهي عبادية جالية، وإشتغلت في سوق الخضار وبعت الجرايد وكنترول باص وفي شركة الدخان، حيث كنت اقوم بدمغ الختم لاسم الشركة دخان السيد وكمال وغيرها على المنتج.

 

(الرأي):  ماذا عملت في سوق الخضار؟

البخيت: إشتغلت باج أي اضع رسوم امانة العاصمة على الخضار حيث كانت تجمع تحت اسم الباج وهي اسم تركي، وكانت تطرح كعطاء او ضمان على اشخاص يقومون بجمع الرسوم وتحصيلها للامانة، وكان تخصصي بسيارات البطيخ لأعرف كم تحمل ورقمها وحمولتها ومعلومات أخرى عنها، وكنا نأخذ على الطن نصف دينار،وكان يحاسبنا المتعهد الذي يجمع الرسوم آخر النهار، كما إشتغلت عامل بناء، مقابل 25 قرشا يوميا وكنت احمل الباطون.

 

(الرأي):  هل تتذكر بيوتا معينة قمت ببنائها؟

البخيت : نعم أتذكر بيت ابي ابراهيم البدوي وهو دعيجي على مثلث الإشارات الضوئية - طبربور، في الطريق الى الزرقاء على رأس التلة على اليسار، وهو بيت من الباطون، ويوم الصبة كانت الأجرة نصف دينار وكنا نشتغل مبكرا، وكانوا يقدموا لنا الغداء منتصف النهار.

 

(الرأي):  اين درست المرحلة الإعدادية؟

البخيت: في نفس المدرسة العلوية، والثانوية كنا نتحول الى رغدان.

 

(الرأي):  من تذكر من اسماء المدرسين؟

البخيت: مدير المدرسة اسمه كان عبد الكريم السعد وهو رجل إسطورة في التعليم ،اعتقد انه من جديتا، وأمضى كل حياته في التعليم.

 

(الرأي):  هل تعاقبت بالضرب في المدرسة؟

البخيت: نعم ضربت في الصف الأول حيث كان الآذن و اسمه رشيد يربط الطلاب على الكرسي ويأتي المدير على الجاهز لتنفيذ العقوبة،و العصي كانت عادية، لكن الفلقة كانت دارجة في تلك الأيام وانا كنت من النوع العنيد، وأتحمل العقوبة، حتى في الجيش ما كنت اشكي عند إنزال العقوبة بي .

 

(الرأي):  مَن مِن التلاميذ تذكر في تلك الأيام؟

البخيت اتذكر زملاء منهم اراهم حاليا وهم الدكتور زهير بوشة،و محمد العبداللات رحمه الله، وملحم الصويص ، والدكتور حافظ عرفة، إضافة الى اخي وابن عمي ابراهيم العبادي شقيق الدكتور عبد السلام العبادي.

 

(الرأي):  كم عدد اشقائك وشقيقاتك؟

البخيت: نحن معسكران: انا ابن المعسكر او الجيل الأول وعددهم سبعة ..

اربعة اولاد وثلاث بنات، والمعسكر الثاني وعددهم خمسة ولدان وثلاث بنات، وعندي من الأولاد سليمان وبنتان، وسليمان يعمل في شركة للصور المتحركة الأنيميشن وهو يعمل بها لرغبته المطلقة في ذلك.

 

(الرأي):  حدثنا عن مرحلة التوجيهي؟

البخيت : انهيت الثانوية العامة من كلية الحسين ، وكنت متفوقا في المواد الأدبية لكن اهلي كانوا يريدونني ان ادرس الفرع العلمي، وكان مدير المدرسة في رغدان الأستاذ مصطفي الحسن، وقد التقيته اخيرا في احدى المناسبات الإجتماعية وذكّرته بقصة حدثت في ذلك الوقت، حيث كان له إسلوب معروف لكشف الطلاب الذين يتأخرون بالفرصة لغايات التدخين، وكان يسألنا  ليش متأخرين أكيد كنتوا بدخنوا، ويزيد  يا عيب ليش ما بتدخنوا أنتوا زلام ليش ما بدخنوا فحينما نعترف يحاسبنا وحقيقة انا لم اكن أدخن في ذلك الوقت وبدأت بالتدخين في السنة التالية.


 

(الرأي):  ماذا بعد التوجيهي؟

البخيت: ذهبت على الجيش رأسا بعد التوجيهي،وحاولت ان احصل على بعثة طب لكنني لم اتمكن من ذلك، وكان عضو اللجنة الدكتور عبد السلام المجالي وكان ترتيبي رقم واحد /إحتياط/،وفعليا كنت طالبا عاديا ، لا اعرف أي شخص باللجنة ، وكان كل طالب يأتي معه معرفة او واسطة، وانا كنت غشيم وذهبت لوحدي،و بعد ذلك دخلت للمقابلة الى الجيش وقبلوني في القوات المسلحة/الكلية العسكرية/ عام 1964.

 

(الرأي):  قبل الدخول الى الجيش كانت تلك الفترة فترة تشكيل الوعي في هذا السن، ماذا كانت اهتماماتك وكيف تشكلت رؤيتك للمستقبل؟

البخيت:جيل الخمسينيات في المدارس كان جيل المد القومي كبيرا ،ونشأتنا في المدارس كانت على وقع الشعر الوطني والقومي سوريا يا ذات المجد والعزة والعهد والعروبة وبعد ذلك ثورة الجزائر وتحريرها، وشاركت في مظاهرات مثل كل الطلاب، وشاركت في مظاهرات حلف بغداد، وشاركنا في احتفالات زواج جلالة الملك الحسين من الأميرة دينا ،ووصلنا الى القصور وسمحوا لنا بالدخول الى القصور ونحن نحمل الأعلام،وفي نفس الوقت شاركنا في مظاهرات حلف بغداد عام 1951، ولكنني لم أفكر في حياتي ان انضم لأحزاب سياسية ، وكنت اتعاطف وأتفهم المد القومي والحركة القومية العربية في ذلك الوقت، وكانت اهتماماتي عريضة وكنت احلم ان اكون لاعبا رياضيا وكنت قارئا جيدا .

 

(الرأي):  هل خطر في بالك انك ستصبح رئيسا للوزراء ؟

البخيت: لا لم يكن آنذاك في خاطري ان اصل الى مراكز متقدمة لكن لكل مرحلة مؤشراتها وظروفها وتطلعاتها، وبطبعي فأنا جدي وأحب التحدي، وآخذ الأمور بجدية.

 

(الرأي):  كنت تتمنى ان تكون طبيبا عند تخرجك من المدرسة فما الذي جرى .؟

البخيت: نعم كانت دراسة الطب والهندسة دارجة في ذلك الوقت وكان الجميع يحاول ان يكون طبيبا او مهندسا،وهو ما يحصل الآن، رغبة الأهل كانت كذلك، ووالدي شجعني ان أدخل للجيش،وكما تقدمت ببعثات الى الخارج وكان والدي مقتدرا لكنه كان قلقا من امكانية تدريس اخوتي من بعدي إذا ما سافرت الى الخارج.

الرأي: ماذا كانت رتبتك العسكرية عند التحاقك بالجيش؟ البخيت: تخرجت من الكلية العسكرية برتبة ملازم.

 

(الرأي):  من هم زملاؤك في ذلك الوقت؟

البخيت: انا من الدروة الخامسة، وزاملت محمد عبد العبادي، محمد خلف النجادا،شهاب ابو وندي، استمرينا مع بعضنا البعض حوالي ست سنوات، وكان نصفنا من الضفة الغربية،و كان هذا العرف وتقسيمنا كان هكذا، لكن بعد حرب 67 تغيرت الأمور ونشأت المنظمات الفدائية الفلسطينية، فكان قسم كبير من زملائي على تواصل وعندما اصبحت رئيسا للوزراء اقام زميلي عبد خلف لقاء لكل الدفعة وإجتمعنا كما ان آمر الكلية محمود الكردي والآمر الثاني سليمان قندح والمدربين حضروا مثل مطيع حماد ،و هزاع هلال وهو إسطورة في الجيش على صعيد المشاة والإيعازات، لصوته الجهوري والقوي وهو معروف بالقساوة والشدة. وبعد ذلك أرغمنا على الذهاب الى سلاح الجو، وكانت لدي رغبة بالذهاب الى الدروع ،لكنهم ارغمونا ارغاما من خلال إجراء فحص لغة إنجليزية وأخذوا اعلى عشر علامات، وكان ترتيبي الثالث والأول في عدة مواد لكن السلوك أثر علي، لأنني كنت أخالف بعض الأمور،وبعد ذلك ذهبنا الى سلاح الجو وأخذنا دورة وأصبحت مسيطرا جويا، بالرادار ليس لنا علاقة بالأبراج، ودوري إسناد الطائرة في المعارك الجوية و اخذ مواقع جوية متميزة ضد العدو، وفي حرب ال67 قُصفنا في قاعدة عجلون الجوية وكنا الهدف الأول، وكنت شاهدا حيا على قصة تنبيه المصريين حول نيتهم ضرب مطارات مصر العسكرية، وهذه القصة حاليا مثار نقاش، وكنت مناوبا في تلك الليلة وكانت المعلومات تمرر اليّ وكان في غرفة العمليات بسلاح الجو طيار مصري اسمه مذكور ابو العز الذي اصبح فيما بعد قائدا لسلاح الجو المصري، وكانت المعلومات تمرر له وكل زملائنا الذين كانوا مداومين في تلك الليلة مثل صخر سميرات وعلي الفياض وضيف الله المساعدة وغيرهم، وكان قائد القاعدة إلياس اغابي، وقبلها بفترة بسيطة كان فراس العجلوني قائدا ولما وقعت حرب ال67 تغير الوضع ، وكان قبل ذلك خالد محمد علي ووقتها اجرى عملية ووضعوا فراس العجلوني وعندما قدمت الى القاعدة حينها كان القائد وقت الحرب إلياس اغابي، في قاعدة الأمير محمد الجوية بعجلون، واستمريت بتلقي الدورات المختلفة حتى دورات ضابط المشاة تلقيتها منها ما كان دورات تأسيسية ومنها للمشاة وأنا كنت أقبل على كل الدورات، وثبت مع الأيام عندما أصبحت برتبة نقيب وتقدمت لفحص كلية الأركان نجحت وبعد ذلك دخلت كلية الأركان وانا برتبة نقيب، لأن دوراتي مكتملة واستفدت، وبعد ما تخرجت كانت لدي توصية بأن أصبح معلما في كلية القيادة والأركان ولكن لم يتركني المسؤولون آنذاك للذهاب لتقديم الفحص، وفي وقتها عرفوا ان لغتي الإنجليزية قوية وقد درست بجهد شخصي بحت وكنت اهتم، ويعرفون انني لو تقدمت بفحص سأتفوق على الطيارين الذين درسوا في بريطانيا ، ولم يقدموني للإمتحان فذهبت الى قائد سلاح الجو وتقدمت بشكوى وصار خلافات ورفعت الشكوى الى المرحوم القائد العام ابو شاكر.

وباختصار عرضوا علي عرضا وقالوا .. لماذا تريد الذهاب مرة اخرى الى الاركان .. وكانت حجة قائد سلاح الجو وقتها حجة معقولة ومحترمة لأنه لا يريد ان يخسرني لأنني اذا ذهبت الى الجيش فلن اعود الى سلاح الجو ، وقلت له هكذا انت تخسرني أكثر لأنك تحرمني من حق لي، وقلت له اصدر تعليمات ان لا يستطيع ضابط سلاح الجو بأن يصبح معلما، وطبقوها علي أولا، وبعد ذلك سارت الأمور وعرفوا ان معي شهادة جامعة،وقد كنت اول ضابط جيش يتخرج من الجامعة الأردنية، وفتحت الباب لزملاء آخرين فيما بعد، وقالوا لي آنذاك إذا معك بكالوريوس ما الفائدة من ان تذهب لعمل دورة اركان مرة أخرى ،فلغتك الإنجليزية جيدة جدا ،ووقتها خطر ببال المرحوم تيسير وعرور لإقتراح بأن يرسلني ببعثة ماجستير، وما خطر ببالي، وطلب مني ان أكتب كتابا برغبتي بدراسة الماجستير .

 

(الرأي):  ماذا عن دراستك للبكالوريوس ؟

البخيت: لما كنا في الكلية العسكرية كانت مناهجها جديدة ودخلنا بتجربة جديدة آنذاك، فعندما تأسست الجامعة الأردنية عام 1962 كانت بداياتها، فجاء الدكتور ناصر الدين الأسد في زيارة الى الكلية العسكرية وأعجبوا بمناهجها، ونتيجة المباحثات صدر قرار انه خريج الكلية العسكرية يعادل سنتين جامعة، وبعد ما توفر لدي فرصة ذهبت الى الجامعة الأردنية وقلت لهم انني أريد تنفيذ القرار المتخذ بمعادلة خريج العسكري بسنتي جامعة وأريد شهادة بدراستي لسنتين بالجامعة، وإحتاروا ماذا يعطوني وأخذت وقتا ودخلوا في حيرة، وكان الحل ان اختار اي قسم دون ان احضر وفي آخر السنة أذهب الى الجامعة لتقديم الفحص في السنة الأولى والثانية وإخترت الإدارة العامة والعلوم السياسية لأنه قسم سهل للحضور والغياب .

 

(الرأي):  ماذا عن مرحلة الماجستير؟

البخيت: درست في جامعة أمريكية خاصة في لوس أنجلوس/ كالفورنيا، ودرست الإدارة وعلوم سياسية ودرست تخصصا صعبا اسمه إستخدام الرياضيات في حل المسائل الإدارية، وساعدني التخصص في طريقة التفكير وحل المشاكل الإدارية وفقا لمعادلات رياضية.

 

(الرأي):  ماذا عن حياتك الأسرية، هل كنت متزوجا آنذاك وهل اخذت ام سليمان عن حب ؟

البخيت: نعم كنت متزوجا في عام 1976 ولكن بطريقة غير تقليدية، ورافقتني زوجتي، وفي بريطانيا كان لدي مشكلة لأن الأولاد في مرحلة متقدمة في مدارس راهبات الناصرة، وكان سليمان في الفرير وكان من الصعب نقلهم، وبعد ذلك انهيت الدراسة من امريكا وعدت الى سلاح الجو وكلفت بقضايا مهمة، وفرضوا علي قبل الذهاب الى امريكا ان اكون آمر القيادة والأركان الصغرى في سلاح الجو وانا اسستها ودرست من هم اعلى اقدمية مني ومن تلاميذي عبد الرحمن الخطيب، وأستمريت فيها سنتين وبعد ذلك ذهبت الى دراسة الماجستير، وعندما عدت الى قيادة سلاح الجو كنت رئيس شعبة في الدراسات وهناك إلتقيت مع رئيس الوزراء الحالي، وتزاملت معه ودخلنا الجيش مع بعضنا البعض و في يوم واحد، هو ذهب الى الهندسة، وانا الى الزرقاء، وكنا نلتقي وكان بيننا تنافس رياضي في الوحدات الصغيرة وكنا نتغلب عليهم في سباق الضاحية وكرة الطاولة وغيرها.

 

(الرأي):  هل تعتقد ان حكومتك غلبت حكومته؟

البخيت: هذا الحكم لكم كصحفيين وللناس كذلك.

 

(الرأي):  ماذا عن زمالتك لنادر الذهبي؟

البخيت : داومت معه في مكتب واحد عند عودتي من أمريكا،كرؤساء شعب فهو رئيس وحدة هندسة وانا رئيس وحدة دراسات ، وهذه الفترة كنا في مكتب واحد لستة أشهر تقريبا، وبعد ذلك إنتقلت الى الجيش ،ولما ترك تيسير زعرور سلاح الجو الى الجيش كان يريد تأسيس مديرية دراسات عامة في الجيش وأخذني وكنت برتبة مقدم في السنة الأخيرة.

 

(الرأي):  ماذا عن المرحلة التالية لذلك؟

البخيت: عندما عدت الى الجيش عدت الى عملي الأساسي وانا لم انقطع معه من خلال الدورات والزمالة وبقيت على تواصل وكانت لدي رغبة بإستلام كتيبة في ذلك الوقت، وكان هناك كثير من المدراء خلال التدريب يعرفونني ويريدون أخذي عندهم لكن قائد سلاح الجو وقتها صمم على التمسك بي ، وبعد عودتي الى الجيش إستلمت مديرية الدراسات والتطوير وفوجئت بإختيار الأمير حسن لي.

 

(الرأي):  كيف تعرفت الى الأمير الحسن؟

البخيت: تعرفت عليه بمناسبتين الأولى إجتماعية في غداء وكانت بحضور عبد السلام المجالي وكامل ابو جابر مع حفظ الألقاب، وفي المرة الثانية جاء الأمير وزارني وانا آمر مدرسة وأذكر انهم اوصوني ان لا اتحدث اكثر من عشر دقائق، لان سمو الأمير مشغول، وقدمت لمدة عشر دقائق، وكان قائد سلاح الجو وقائد القاعدة ومدير التدريب موجودين ، فإذا بالأمير يجلس على طرف المكتب ويطرح اسئلة كثيرة وقلت له في بعض المرات ان هذا ليس من حقي ان أجيب عليه، لأن القادة موجودون، ومن هذه الأسئلة ما هي فلسفة التعليم والتدريب في سلاح الجو، وقلت له هل انت مصمم على ان أجيب ..

فقال : نعم .. وبدأت بالإجابة وقلت له اننا ننظر الى الموضوع من خلال توجهك لزيادة المهارة او زيادة العلم للعنصر فالقضية نسبية، لأن تغيير القيم هو الأصعب لكن المهارات مقدور عليها، لأن زراعة القيم الجديدة تحتاج الى وقت، بينما المهارات تحتاج الى فترة قصيرة.

 

(الرأي):  أجريت بعض الحوارات مع الإسلاميين في الفترة التي عملت بها في مكتب الحسن وذلك في الجمعية العلمية المكلية؟

البخيت : نعم حضرت إحد الحوارات وكان المفروض ان يبقى سريا وتم تسريبه، وكان اللقاء مع الصف الثاني من الإخوان المسلمين لمحاولة أستكشاف امكانيات الحوار العقلاني معهم، وتحدثنا عن الدولة بمكوناتها .

 

(الرأي):  حدثنا عن دراستك للدكتوراه؟

البخيت : بعد ما انهيت من العمل عند الأمير عدت الى الدراسات وكنت ارى القائد العام آنذاك المرحوم الامير زيد ابو شاكر، بحكم اختياره لمرافقته و زوار كبار مثل الملكة إليزابيث ،تاتشر، جورج بوش الأب وغيرهم ،وكانت الزيارات متتالية، كما كانت اللغة والثقافة إحدى الأسباب كما كنت أساعد في مكتب أبو شاكر بالمخاطبات إلى الأجانب ،وفي يوم قالوا لي انه ابو شاكر يريدك وعندما قابلته أعطاني نشرة، وطلب مني قراءتها، وهي عبارة عن برنامج للدراسات العليا ،وقال لي بعد ذلك أننا نريد تأهيلك ،وكان عمري آنذاك 39 عاما، وبعد ما قرأت النشرة قلت له ان الجامعة تريد مقابلة شخصية، فقال لي اذهب للمقابلة ،فقلت له كيف اذهب فأنا بحاجة الى تذكرة وفيزا ومصاريف أخرى ،فقال لي خذ هالكتاب فيه بدل تذكرة وبدل إقامة ومياومات ، وذهبت بالفعل وعملت مقابلة في لندن فقبلوني مباشرة، وكان إسم الكلية كنغز كوليج، قي برنامج دراسات حول الحرب وكيفية مواءمة القدرات العسكرية وكان كل الطلبة ليسوا من العسكريين بل من المحللين، ومن وزارات الخارجية والدفاع وكنت العربي الوحيد.

واجهتني صعوبات كثيرة في البداية وهو تشددي وكانوا يعاملونني كأنني إنجليزي أتقن اللغة الإنجليزية تماما، خاصة في مجال اللغة والكتابة فقد كانوا دقيقين للغاية ويحاسبونني على الحرف الواحد.

وتبين في النهاية أن كل شيء كان لمصلحتي، وسألني ابو شاكر في إحدى زياراته الى لندن عن الدراسة فقلت له انني قلق فقال لي انك ستنجح غصب عنك.

 

(الرأي):  وماذا بعد ذلك؟

البخيت: عدت الى الجيش مرة أخرى وداومت فترة في القيادة العامة وأصبحت بعد ذلك مديرا لشؤون الأفراد لفترة قصيرة ثم أصبحت مديرا للعطاءات من عام 1990 الى 1994،وعدت بعد ذلك مديرا للدراسات،في القيادة ومن ثم ذهبت الى مؤتة، وبعد ذلك تقاعدت عام 1999، وبعد وفاة الملك حسين رحمه الله،حضرت الجنازة وانا ضابط وكان ترتيبي بالأقدمية الخامس على مستوى الجيش..

وبالعودة للعمل مع الأمير الحسن فقد إستمر الإتصال مع سموه دوما ، وفي تلك الفترة تعرفت على جلالة الملك عبد الله الثاني الثاني في بريطانيا، ففي الفترة التي كنت أدرس فيها الدكتوراه كان جلالته يدرس في كلية الأركان في بريطانيا وكنا نلتقي وكنا نتبادل الأوراق والنقاش وفيما بعد بقيت العلاقة موجودة وكان يداوم جلالته في الدروع وعند المفتش العام، وكنت مديرا للمشتريات وكنا في نفس الطابق وكان هناك معرفة وعلاقة شخصية.

تجربتي مع الأمير الحسن كانت ثرية ايضا في مجال العلاقات الشخصية والعلاقات الأمنية مع الدول الأخرى، لكن ايضا عندما بدأت مدريد كنت أستدعي للمشاركة في صياغة مواقف أردنية، وشاركت بأوراق من خلف الستار لغاية مرحلة الدخول مباشرة حيث كان لدينا مساران الأول يسمى المتعدد /مجموعات العمل الإقليمية ودخلت عضوا في لجنة الأمن والحد من التسلح،وكان رئيس اللجنة عن الجانب الأردني الدكتور عبدالله طوقان ومن ثم اصبحت رئيسا للجنة عندما ترك طوقان.

كما شكلت فريقا في القيادة تحت اسم فريق واجب للعلاقات الأمنية، ومن الشباب الذين خدموا فيها بعد ما ارتأيت ضرورة تهيئة مجموعة من الشباب تكون قادرة على حمل المسؤولية من بعدي، لمأسسة العمل وتم اختيار مجموعة من الشباب ،وتم اختيارهم بناء على مؤهلاتهم، وتم تأهيلهم من خلال المشاركة في العديد من المؤتمرات المحلية والأوروبية والدولية.

 

(الرأي):  اهتماماتك بتركيا كانت واضحة وكانت لديك معرفة شخصية بالعديد من المسؤولين الاتراك ، ومنهم اردوغان وجول وغيرهم؟

البخيت: انا قارئ تاريخ جيد و أزعم انني اكثر واحد اعرف الأردن على الأرض من قرى وتجمعات، وذلك لطبيعة عملي في الجيش في مجال الدراسات عندما كنت رئيس لجنة الحدود الأردنية كما كنت مشرفا على اعادة تنظيم القوات المسلحة بالتعاون مع فرق بريطانية، انا معجب بتاريخ تركيا ومعجب بالنموذج التركي ايضا، وفي إحدى المرات ايام مكتب سمو الأمير حسن كان هناك حديث عن سفري معه الى تركيا، واعادة تاريخ العلاقات العربية التركية، لأنه صار هناك تشويش كبير على هذه العلاقات بحكم المسلسلات السورية التي كانت في أوج توتر العلاقات بين سوريا وتركيا، كان بعضها مجافيا للواقع.

 

(الرأي):  حدثنا عن العلاقة العربية التركية وكذلك الاردنية وكيف كونت صداقتك معهم ؟

البخيت: البداية كانت رؤيتي ان هناك مبالغة في تصوير بشاعة التعذيب، وطلب مني ان أخرج في برنامج عن العلاقات العربية -التركية، وأحرجوني في هذا المجال، وقلت لهم نحن وإياكم جيران ولندع التاريخ على جانب ولنضع كل خلافاتنا على الطاولة، كونكم دولة إسلامية وإمبراطورية، وانتم تقولون أننا طعنّاكم من الخلف، وعندما حكمتم تحت راية الإسلام لمدة 400 سنة كان هذا مقبولا مثلكم مثل حكم العباسيين والأمويين والسلاجقة وغيرهم، لكن عندما نزعت هذه المظلة وحجز السلطان عبد الحميد، وفي فترة حكم حزب الإتحاد والترقي الذي يؤمن بـ التتريك أصبحتم تريدون الحكم بإسم القومية التركية وفرضتم التتريك على المدارس العربية وهنا تحرك العالم العربي، فنحن لم نقم ضد الخلافة بل ضد التتريك،ومع ذلك قلنا انه آن الأوان لكي نضع كل خلافاتنا على جنب ونتطلع الى الأمام والمستقبل امامنا لأن تاريخنا وديننا مشترك، وبعد فترة أخرى عادوا مرة أخرى بعد ما انتهت هذه الحلقة وطلبوا مني العودة في حلقة أخرى لإكمال الموضوع نفسه /العلاقات العربية التركية/ وعملنا حلقة أخرى، وكان هناك أردني يعمل في الإذاعة التركية اسمه عمر خشرم ،ويعمل حاليا في الجزيرة ابلغني ان هذه توجهات رسمية تركية ،فقلت له ماذا يعني توجهات رسمية؟ فقال لي أن هذا يعني أن الحكومة التركية نصحت عند الحديث في هذا الموضوع الإستعانة بالسفير الأردني في تركيا، ليتحدث عند ذلك.

وعندما خرجت من الجيش مباشرة كنت مسؤولا عن الوضع النهائي، و استدعاني مدير المخابرات آنذاك سميح البطيخي في شهر آذار وبعد التقاعد مباشرة ، وقال لي ان هناك رغبة من جلالة الملك بأن تأتي عندنا لخبرتك بملفات الوضع النهائي، وقلت له ان ضباط الجيش كثر وهناك فرص كثيرة امامي ../يكثر خيرك/ ..

وصرت بعد ذلك المنسق العام المسؤول عن اللجان المتعلقة بالوضع النهائي، حيث أصبحت بعد عدنان ابو عودة كمنسق للجنة اللاجئين، وإستمرت علاقاتي بعد ذلك مع الفلسطينيين والإسرائيليين والأتراك ايضا، وبعد ذلك تفاجأت بإختياري سفيرا في تركيا دون استشارتي وبعد تفكير بسيط وافقت، وبعد ان وصلت بشهرين أجريت الإنتخابات ،وكنت متوقع النجاح لعبدالله غل وأردوغان، وفي تلك الفترة جئت الى الأردن وطلب مني الدكتور مصطفى حمارنة ان اقدم محاضرة عن الحزب الفائز في الإنتخابات ،وقدمت محاضرة طويلة عن أردوغان كشخصية وعن طريقة التفكير، وكان الحزب قد فاز بالإنتخابات لكن اردوغان لم يكن رئيسا بعد، لأنه كان محكوما لأشكال قانوني عام 1994 لمدة أربعة اشهر وحرم لمدة خمس سنوات من العمل السياسي، وكانت المدة تنهي سنة 2003 في شهر 3 وعندما فاز الحزب في الإنتخابات شهر 10/2002، كان هو رئيس الحزب واستدعاه الرئيس الأميركي لمقابلته، بينما كان رئيس الوزراء زميله نائب رئيس الحزب عبدالله جول، وعندما كان مجلس الوزراء ينهي اجتماعاته كان يذهب من فوره الى مقر الحزب عند أردوغان، وكان يجلس على يمينه عبدالله جول رئيس الحكومة، لكن انا كنت مدركا ولدي تفاصيل انه أردوغان لو نزل في أي دائرة انتخابية في تركيا،فإنه سينجح، ولحسن حظه ان المحكمة أبطلت نتيجة انتخابات دائرة من الدوائر فيها ثلاثة مرشحين في منطقة اسمها سرت /شرق/ وهي المنطقة التي أتت منها زوجته أمين هانم التي هي من اصول عربية، وهناك غير الأسكندرون شريطا طويلا فيه عرب يتحدثون ويلبسون الزي العربي.

وبعد ذلك ترشح اردوغان للإنتخابات وفاز وأصبح عضوا في البرلمان، وشكل حكومة بعد ذلك، وهو يتحدث اللغة الإنجليزية والتقى جلالة الملك، وفي إحدى المرات قالوا لي مكتب الرئيس التركي انهم يرغبون في ان يشرف جلالة الملك حضور زواج إبنة اردوغان، وان يكون شاهدا على عقد الزواج،وتحدثت الى الديوان ووجدت نوايا طيبة وشجعتهم على ذلك، وانهم اي الاتراك مهتمون كون جلالة الملك عبدالله هاشميا وهم متدينون فوافق سيدنا ، وبعد ذلك تحسنت العلاقات كثيرا على مستوى شخصي كما حضر حفل الزفاف الرئيس الباكستناني برويز مشرف.

وبعد ذلك كنت ازور الرئيس اردوغان باستمرار وكنت مقبولا في تركيا من الجيش .. وخدمت سنتين وشهرين، ومن ثم عدت الى عمان.

 

(الرأي):  كيف اصبحت سفيرا في اسرائيل وكيف كان وقع القرار عليك ؟

البخيت: اتصل بي وزير الخارجية آنذاك هاني الملقي، وكان يوم جمعة ، وأبلغني انني يجب ان اكون في تل ابيب بسفارتنا هناك يوم الإثنين، فقلت له اعطيني فرصة لوداع الناس وإبلاغ الخارجية التركية،وقضايا أخرى، فقال لي دبر حالك.. فإتصلت مع عبدالله غول وقلت له انني مضطر ان أراك سريعا ،فاستغرب وكان يوم عطلة سبت على أحد، وذهبت الى بيته فقلت له الموضوع بالضبط، وأبلغته ان بلدي تريدني ان اكون في اسرائيل يوم الإثنين المقبل، وقلت له الظروف وغادرت ووجدت اوراقي جاهزة كلها والإرادة الملكية السامية والإستمزاج .

 

(الرأي):  لماذا كان الإستعجال برأيك؟

البخيت: اعتقد انه الموضوع يتعلق بموقف سياسي، وكان السفير المصري ايضا جديد وانا وصلت قبل السفير المصري، وعمليا انا داومت في إسرائيل حوالي ستة أشهر، وفي آخر المدة أستدعيت للديوان للمشاركة في النقاشات، وبعد ذلك أبلغوني انهم يريدونني مديرا لمكتب جلالة الملك بالإنابة، ومن ثم نائب مدير الأمن الوطني، واستمريت ثلاثة اشهر، وبعد ذلك وقعت التفجيرات في 9-11، وفي 22-11 تبلغت انني سأشكل حكومة.

 

(الرأي):  الإنتقال من سلك عسكري الى دبلوماسي الى حكومي، كيف تعاملت معه؟

البخيت: نعم لأن العسكرية الأمنية والسياسية رافقتني طوال حياتي ولم اواجه مشاكل في التعامل مع الملفين في نفس الوقت.

 

(الرأي):  في تكليف جلالة الملك لك بتشكيل حكومة ألم تصلك اية إشارات قبل ذلك؟

البخيت: وصلتني اشارات وانا لم افهمها الا فيما بعد، وكان الجو العام انه في حكومة جديدة، وما اعرفه ان سيدنا كان يفكر بحكومة جديدة لكن ليس اسمي، وكانت اسماء كثيرة مطروحة ولم يكن من بينها رؤساء وزارات سابقون.

 

(الرأي):  ارى مجموعة نزار قباني في مكتبك ما هي اهتماماتك في مجال القراءة؟

البخيت: اهتماماتي متنوعة ففي هذا الجانب هناك كتب عسكرية وما كتبه محمد حسنين هيكل عن عبد الناصر،قرأته كله ، وهناك مذكرات شخصية ،وأردنيات، وكتب دينية ولدي مجموعة كبيرة في المستودع، وهنا احتفظ بالكتب التي قد أستخدمها.

 

(الرأي):  من هم أصدقاؤك؟

البخيت: أقرب الناس لي إخواني وأخواتي، هناك أصدقاء محدودون أخرج معهم ولا احب ذكر اسماء .

 

(الرأي):  هل تتواصل مع زملائك رؤساء الوزارات السابقين؟

البخيت: ليس كثيرا هم من خلفية وانا من خلفية أخرى، ولا يوجد شيء مشترك بيني وبينهم.

 

(الرأي):  هل تنتمي لما يسمى نادي الرؤساء وتجالسهم الان ؟

البخيت: أحترم كل رؤساء الوزارات السابقين وأقدرهم جميعا، لكنني اشعر انني اقرب الى الناس العاديين فجئت من المحطة الى طبربور الى الجيش، لأنني أمضيت كل عمري في الجيش ورؤساء الوزارات السابقون ليسوا على علاقة مع الجيش،حتى معظم تجار عمان وأغنيائها لم أكن اعرفهم، وكنت أسمع اسماءهم سمعة فقط، وعرفتهم بعد ان اصبحت رئيسا للوزراء.

 

(الرأي):  معروف انك تعيش على راتبك طوال حياتك، وعرف عنك لا يوجد عندك مصانع او شركات او أسهم، ما كلفة ذلك على مسيرتك وحياتك؟

البخيت: والله ليس لي سهما لا في البورصات ولا في الشركات الاخرى ، والله ما في لي قرش واحد خارج البلد، وليس لي إلا ما املكه سوى بيت طبربور ومبلغ من جلالة الملك وهذا البيت .

 

(الرأي):  كنت خلال وجودك في رئاسة الوزراء تفصل تماما بين راتبك كرئيس وزراء وبين المخصصات التي تخصص بالعادة لرؤساء الوزارات، وقيل انك كنت تعاني من ذلك؟

البخيت : نعم مصاريف المنزل والطعام كنت انا ادفعها من راتبي، داخليا لأرتاح، فلم يتم تغطية مصاريف المنزل والأولاد من مخصصات الرئاسة، واسألوا من حولي.

 

(الرأي):  خلال وجودك في الحكومة اتهمت بأنك كنت بخيلا؟

البخيت: لأنني لم اعمل غديات وعشيات وعندما كنا في الفريق الوزاري نذهب خارج عمان كنت أشفق على الوزيرات لأننا كنا نقف على الطريق ونحضر معنا ساندويشات من عمان، مع علبة بيبسي ، وخلال وجودي رئيسا للوزراء لم أقبل دعوة عند أي إنسان.

 

(الرأي):  كيف بلغت بتكليفك تشكيل الحكومة؟

البخيت : جلالة الملك ابلغني شخصيا .. حيث كان هناك اجتماع وكنت أحضر الكثير من الإجتماعات بصفتي مدير مكتب ونائب مدير الأمن الوطني، وفي آخر تلك الأيام كنت انا مدير الأمن الوطني بعد ما خرج الفريق سعد خير في تلك الفترة، واخرجنا كل المستشارين بما فيهم فيصل الفايز الذي كان رئيسا للديوان ، وكلفني سيدنا ان أبلغ الآخرين بذلك، وعندما وصلنا الى فيصل الفايز قلت لجلالة الملك افضل يا سيدي ان تبلغه انت ، لأنه كان رئيس حكومة سابق ورئيس ديوان، وكذلك الأمر بالنسبة لسعد خير والبقية انا بلغتهم.

لكن جلالته في إحدى الإجتماعات و كأنها كانت مرتبة جاءني طلب بحجة الرد على هاتف ،وبعد ذلك عدت، ونظر لي جلالة الملك بحضور قائد الجيش و مدير المخابرات ونائبه ومدير الأمن العام والشريف فواز، فقال لي جلالته : يا باشا رست عليك إلا إذا كنت لا تستطيع او ليس لديك رغبة ..

فقلت على الفور لجلالة الملك : و هل هناك أردني يقول له الملك انك شتشكل حكومة ويقول انا مش راغب .. وبخصوص القدرة انا قادر وقلت له يكثر خيرك، وكانت الحكومة السابقة موجودة وبعد بيومين توجه كتاب التشكيل والإقالة.

 

(الرأي):  ما الذي خطر ببالك عندما خرجت من عند سيدنا مكلف بالحكومة؟

البخيت :لا يوجد شيء محدد لأن الإشارات كانت واضحة في الإسبوع الأخير وقد أبلغت إخواني بوجود خبر مهم جدا راح يصير خلال الفترة المقبلة.

 

(الرأي):  هل كان عندك قلق من تشكيل الحكومة؟

البخيت: لا لم يكن هناك قلق.

 

(الرأي):  كيف شكلت الحكومة ؟

البخيت: كان عندي مجموعة مواصفات وكنت اضع دراسة وحصرت مجموعات كبيرة من الأسماء بما فيهم من الاعلاميين.

الرأي: من كان الشخص الأول الذي اتصلت فيه واستدعيته للمشاركة بالحكومة؟ البخيت: كان زياد فريز بالبحرين وقتها، وقلت له عاوزك وعندما جاء من البحرين بعثت أحد الأشخاص ليستقبله في المطار فأحضره الينا على المكتب، وكان يعمل في البنك حين ذاك.

الرأي: هل تعرضت لضغوطات او تدخلات كما يحصل في العادة عند تشكيل الحكومات؟ البخيت: لا ،لكن مرات يذكرون أسماء امامك كترشيح وانت كرئيس مكلف هناك بعض الناس لا تعرفهم، لكن زياد وعبد الإله وسليمان الطراونة ونادر الظهيرات أعرفهم، وهناك من جاء معي لم أكن اعرفهم.

 

(الرأي):  هل إعتذر أحد عن المشاركة معك في الحكومة؟

البخيت: لا لم يعتذر أحد.

 

(الرأي):  كم كانت نسبة خياراتك صحيحية؟

البخيت :حوالي 80 % .

 

(الرأي):  هل ندمت على بعض الأسماء التي شاركت معك؟

البخيت: نعم ندمت حتى في التعديل الوزاري، الدرس الذي يمكن استخلاصه ان معرفة الناس من خلال السيرة الذاتية، تختلف عن الأداء والحياة العملية فقد تكون السيرة الذاتية عظيمة، وقد يكون مهنيا عظيما لكنه إداري مش ولا بد،الناحية القيادية قد تكون ضعيفة، القدرة على تشغيل وتحريك الناس قد تكون ايضا ضعيفة.

 

(الرأي):  عرف عنك انك كنت بطيئا في إتخاذ القرارات وفي الأداء وتعتمد التحليل والتفكير الطويل؟

البخيت: هذه تهمة والواقع غير هيك وإذا اخذت الإنجازات في اي موضوع، مثلا المجلس الصحي اكثر رئيس عقد إجتماعات كان انا.

 

(الرأي):  نعم ولكنك كنت تتأخر؟ وكانت هناك مواقع ومناصب تحتاج الى قرارات؟

البخيت: انا عملت مأسسة لموضوع الوظائف العليا، وكنت اتمنى ان تستمر انا لا اقول انها خطوة سليمة مئة بالمئة، لكنها احسن من الأمزجة ، وشكلت لجنة من خمسة وزراء برئاسة وزير العدل مهما كانت أقدميته ، وأضيف رئيس ديوان الخدمة المدنية وأمين عام الرئاسة، والوزير المعني بالتعيين، وكانوا يدرسون الأسماء ويقدموا خياراتهم ،وقد واجهت مشكلة مع اثنين تساوت فرصهم، وقد كانت الوظائف تعلن في الصحافة، بإستثناء السفراء والمحافظين.

 

(الرأي):  كانت هناك تعيينات خارج إطار اللجنة؟

البخيت: لا يا سيدي كل الوظائف كانت تمر على اللجنة العليا، هناك قناعة لدي في ان الوزارات والمؤسسات يجب ان تفرز قياديين، كخيار اولي رئيسي، وفي أحيان لا يتوفر مثل هؤلاء فيتقدم من خارجها ويتم الإختيار من قبل اللجنة، مثلا مدير الضمان الإجتماعي واجهتنا فيه مشكلة ووصلنا حوالي الف طلب، انظروا الى المعاناة بالفرز والتقييم ، والإختيار النهائي، ووصلنا الى رقم عشرة.

 

(الرأي):  لماذا قمت بإلغاء مديرية شكاوى المستثمرين في رئاسة الوزراء بعد أسابيع قليلة من تشكيل الحكومة ؟

البخيت: أعتقد ان الأمر مرتبط بتعدد المؤسسات التي تراقب وتتعامل في موضوع الإستثمارات في الأردن، فكان لا بد من وقف التضارب الحاصل في هذا المجال وبما يحقق اقصى فائدة ممكنة في موضوع الإستثمارات في المملكة.

 

(الرأي):  لنأتي للحديث عن موضوع الديسي، كيف تعاملت حكومتكم مع هذه القضية؟

البخيت: الحسم لموضوع الديسي صار خلال فترة حكومتي، وأرسي على شركة جاما.

 

(الرأي):  هل لك علاقة بصورة شخصية بهذا الموضوع حيث أثيرت حوله علاقة وبعض الشكوك على ان وكيل الشركة في الأردن هو ابنك سليمان وزج باسم شخص يدعى علي البخيت؟

البخيت: أستغرب هذا الكلام، وانا إستعجلت في موضوع العطاءات والشركات لأن المشروع تأخر زيادة عن اللزوم، وتم تنفيذه بطريقة شفافة جدا،وكان وزير المياه وعثمان الكردي وآخرون يعملون في المشروع وكانت هناك لجان والوزير كان هو المسؤول، وسارت الأمور بطريقة شفافة، وفازوا بالعطاء.

واتساءل معكم عن علي البخيت، ربما قصدوا الموظف في فلس الريف، مدير مشروع فلس الريف، ومع ذلك اسألوا من هو وكيلها في الأردن.. وولدي سليمان يعمل في شركة للصور المتحركة..

 

(الرأي):  هل انت راض عما جرى مؤخرا في موضوع الديسي؟

البخيت: لا لست راضيا ، نحن عملنا عقد يجب الإلتزام فيه وهناك عقد ،ومن الخطأ إعادة طرح العطاء الغلق المالي) مجددا حتى لو إرتفعت الأسعار، وكان يجب ان يتم التعامل من خلال معادلة تعوض إرتفاع الأسعار، وكان هناك الصندوق العربي الكويتي و تعهد بدعم المشروع بمبلغ 200 مليون وبفائدة قليلة تصل الى 3%، وهذه يعلم فيه وزير التخطيط ووزير المياه السابق.

 

(الرأي):  ما الذي جرى إذا؟

البخيت : ما حدث انهم احتجوا على قضية الأسعار واعادوا طريقة التسعير.