البحث عن الشريك (فضائياً).. وسيلة متاحة ولكن...

البحث عن الشريك (فضائياً).. وسيلة متاحة ولكن...
الرابط المختصر

تكاثرت في الآونة الأخيرة الفضائيات كالنار في
الهشيم وتعددت طرق التنافس باشكالها المختلفة والهدف واحد هو الترويج لهذه
الفضائيه وزيادة الربح المادي دون النظر لاهمية او لنوعية البرامج التي يقدمها.ومن بين تلك البرامج التي ذاع صيتها بين
الفضائيات والتي توحدت بالمضمون ولكن مع اختلاف الشكل وهي البرامج التي يختار بها الشاب او الفتاه عروسه امام
ملايين المشاهدين وفي نهاية الحلقة يقدم البرنامج لهما مستلزماتهم الاساسية من
تجهيز للمنزل وشهر عسل وغيرها.


وعلى الرغم من أن هناك اقبال على مثل هذه البرامج
التي تحتضن كافة الجنسيات من مختلف الدول العربية، الا ان هناك رفضاً من قبل بعض
الأشخاص لها لأنها مخالفة للدين والعادات
والتقاليد.


ومع
ذلك نجد فئة أخرى تؤيد هذه البرامج حسب مفهومهم للتطور والعصر حتى في اختيار شريك الحياة،
وبعضهم الآخر يجدونها متعة وحب للمغامرة دون النظر الى أبعاد هذه التجربة من
سلبيات أو ايجابيات.


تجارب لا تُحمد عقباها!

محمد جبر طالب من الجامعة الأردنية بتخصص علاج
طبيعي، يقول "كشاب شرقي أعتقد بانها فكرة خاطئة جداً لم تحسب نتائجها على
المدى البعيد، وسوف تضر اكثر مما تنفع، ونوعية الضرر فيها هو نفسي اكثر من اي شيء
اخر فضلا عن اختلاف نظرة المجتمع لكفية الطريقة
التي سيتم بها الزواج، وهنا سيدخل على المجتمع ثقافة غريبة ومختلفة عما اعتدناه
باختيار شريك الحياة".


أما عن السبب الرئيسي لبث مثل هذه البرامج أكد جبر أن الهدف هو الترويج لهذه
القناة والربح المادي يأتي في المرتبة الأولى، دون النظر بعين الاعتبار عن النتائج
التي قد تحدث للمشتركين بعد ذلك.


وعن المشتركين البرنامج أشار جبر أن هناك عدة أسباب
تدفعهم للمشاركة؛ منها رغبتهم في الزواج مع عدم القدرة الماية عليه، وباعتقاده فهذا
قد يقدم لهم فرصة للزواج متناسين أن السلبيات قد تكون أكثر من الايجابيات، وبرأيه
فإن الطلاق سيحدث على أقل خلاف.


ربح مادي.. لا أكثر..

أميرة أبوصافي مديرة مكتب وعمرها 23 عاماً تقول
ترى انها ليست مع فكرة الزواج عن طريق هذه الفضائيات لأنها "لا تعطيني أي
ضمانات بعد ذلك، وكوني لم اتجاوز 24 عاماً بعد فالمستقبل أمامي ولا أحتاج لخوض مثل
هذه التجربة لأني لا أعتبرها ناجحة على المدى البعيد، وأعتقد أن هذه البرامج ظهرت
في الفترة الأخيرة لأن هدفها هو الربح المادي ليس أكثر، وأعتقد أن مشاركيه لا يخلون
من التفاهة".


أما إيمان الخطيب 20 عاماً والتي تعمل ممرضة وتقول
"أعتقد أن أي برنامج يحمل في داخله الإيجابيات والسلبيات، ولكن برنامج بهذا
الشكل سلبياته أكثر لأن الحياة الزوجية لن تدوم طويلاً، ولكن هناك نسبة ضئيلة
لاحتمالية نجاح العلاقة وهذا في حال توافقت أفكارهما وآراؤهما، إضافة الى درجة التعليم وتساوي المستوى
الاجتماعي وفي هذه الحالة قد ينجح اختيارهما".


وتؤيد سمية هذا الرأي بقولها "أعتبر
اختيار شريك الحياة عن طريق الانترنت أو الفضائيات هي مثل اللعبة وهذا الشيء يكون
بعيد عن المصداقية ويمكن بكل سهولة أن يصف نفسه بالشيء ايجابي ولكن المضمون يكون عكس
ذلك".


وتتابع "إن الحياه الزوجية تختلف كلياً عن
هذا فهي أعمق من ذلك ولا يحدد نجاحها برنامج من خلال سؤال ولاحتى يوم أو يومين،
اعتقد أن هذا النوع من البرامج هو تجارة ونوع من انواع الشهرة لهذه الفضائية وهو
كسر للروتين وخلق شي جديد"..


"ولكن استحداث أي شيء أو الإبداع فيه لا
يتم عن طريق هذه البرامج، اذ ممكن أن يكون بوسيلة افضل من هذه بعيدة عن احتياجات
الشباب، فهي تصب فقط لصالح جهة معينة وهي للجهلة الذين يبحثون عن الزواج فقط بغض
النظر عن مواصفاته اوإيجابياته أو ما هي الوسيلة التي سيتم بها الزواج".


عاداتنا أكثر نجاحاً..

ويرفض نضال السعودي مدير عام مؤسسة تمريضية مثل
هذه البرامج لأنها كما يقول "خارجة عن الشيء المألوف أو المعتاد عليه وبعيدة
عن العادات والتقاليد والدين الإسلامي".


ونصح السعودي الشباب بقوله "بعدم اللجوء لهذه
البرامج لأنها فاشلة، لأن المشاركين بها هم أشخاص خارجين عن العادات والتقاليد
ولديهم أفكار خاصة ونظرة مختلفة، وربما دافعهم حبّ المغامرة أو المتعة بهذه
المشاركة".


والزواج الناجح بحسب السعودي "هو الذي يتم
بنفس عاداتنا وتقاليدنا وبالطريقة التي اعتدنا عليها".


فكرة جديدة

وعلى عكس آخرين فترى سجا ضراغمة سنة رابعة في
الجامعة الأردنية تخصص إرشاد وصحة نفسية بأن
فكرة الزواج عن طريق الفضائيات فكرة جديدة وتواكب العصر والتغيير الذي يحدث حالياً،
لأن طرق الزواج أصبحت تختلف من فترة لأخرى مع اختلاف وسائل اختيار الشخص لشريك
حياته".


لكن ضراغمة تزيد "قد يكون اختيار شريك عبر
الفضائيات غريب وغير مضمون نجاحه، لكن أعتقد بان وسيلة الإنترنت أكثر فاعلية ويمكن
عندها الحفاظ على السرية وضمان سحب الاختيار إذا ما وجد الإثنين نفسيهما غير
متوافقين".


للحد من العنوسة..

وتشجّع رشا الغريب طالبة إدارة أعمال في كلية
المجتمع مثل هذه البرامج، وتضيف "ويمكن أن أخوض هذه التجربة ولكن ما سيقف في
طريقي هي عاداتنا وتقاليدنا، فهذه الفضائيات تدل على التتطور
والحداثة وكسر الروتين الذي اعتدنا عليه، وربما تعطيني هذه المشاركة فرصة إيجاد شريك
حياتي الذي ابحث عنه".


ويعود نجاح أي علاقة بين أي زوجين برأي رشا
"الى الشخصين نفسهما ومدى تفاهمهما، وهذا لا يعني أن مثل هذه التجربة ستكون
ناجحة، لكنها قد تساهم من الحد من العنوسة وتساعد الشباب على الزواج بسبب غلاء
المعيشة وزيادة تكاليف الزواج فتكون بهذه الطريقة أسهل".


ويوافقها حسونة محمد سرحان 25 عاما بأن "فكرة
هذه البرامج قد تساهم بمساعدة الشباب على الزواج بما أنها تقدم لهم التكاليف وربما
من خلال مشاركته بالفعل سيجد شريكة حياته، وهذا ما يشجعني على المشاركة بهذه
البرامج ولكن في هذه الحالة سأجد اعتراضاً من
الأهل لأن هذه الفكرة ستكون جديدة و بعيدة عن العادات والتقاليد التي
اعتدنا عليها، ومع ذلك فهي فكرة جميلة وأؤيدها".

أضف تعليقك