الاعلام الاسرائيلي تحرش مكشوف
استمعنا امس الى روايتين متناقضتين, الاولى رواية العدو الصهيوني الذي ادعى ان جنديا اردنيا على معبر وادي
عربة اطلق النار باتجاه سيارة جيب اسرائيلية على الحدود الغربية دون وقوع اصابات بشرية وعلى الفور التهبت شاشات القنوات الفضائية بانتظار التفاصيل, لكن الناطق العسكري باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الاردنية رد على الفور بتكذيب الخبر جملة وتفصيلا ونافيا صحة تلك المعلومات لكن الاعلام الاسرائيلي ظل مصرا على روايته رغم سحب وكالات الانباء العالمية للخبر وتوقف الفضائيات عن تناوله في نشراتها.
والان ايهما يقول الصحيح? انا شخصيا اصدق الجيش الاردني لاني اثق به مؤسسة عسكرية محترفة ومحترمة واثق بان بلدي دائما على حق في مواجهة دولة الاحتلال والعدوان, لذلك نكذب الرواية الاسرائيلية لأننا نعرف مدى ارتباط الاعلام الصهيوني بكل أشكاله مع الرقيب العسكري الاسرائيلي ومدى التوظيف السياسي والنفسي للمعلومات التي يبثها الاعلام الصهيوني وخاصة اثناء الحروب والازماتِ السياسية ومقاصده في تشويه سمعة الخصم.
ومن يرى ويسمع ويقرأ الاعلام الصهيوني هذه الايام , يجده منفلتا ومنذهلا من حجم هبة الشوارع العربية والاسلامية والاوروبية والامريكية ضد العدوان والمذبحة الرهيبة التي يمارسها جيش الاحتلال في غزة ضد المدنيين الفلسطينيين العزل في القطاع من اطفال وشيوخ ونساء , باستعماله سياسة الارض المحروقة واستعماله الاسلحة المحرمة دوليا وخاصة الفسفور الابيض.
لذلك يجب ان لا نأخذ الخبر الاسرائيلي عن "الجندي الاردني مطلق النار في وادي عربة " الا في اطار المعركة العسكرية والاعلامية الدائرة في قطاع غزة وخاصة وانه الخبر الثاني الكاذب الذي تبثه الدعاية الاسرائيلية, فقد سبق لها ان بثت قبل ايام خبرا مماثلا يتهم الجانب السوري بإطلاق النار باتجاه جيش الاحتلال في الجولان السوري المحتل وهو الخبر الذي نفته السلطات السورية في حينه.
اعتقد جازما ان الخبر الاسرائيلي المزعوم هو تحرش بالحكومة الاردنية والشعب الاردني تهدف اسرائيل من ورائه الى توجيه رسالة للحكومة الاردنية تعلن فيها ضيقها من حركة الشارع الاردني احتجاجا على المذابح النازية في غزة وتعلن من خلال بث الاشاعات عن عدم رضاها عن تطابق وجهة النظر الرسمية والشعبية ضد العدوان ويحاول العدو الاسرائيلي اليوم بث المزاعم من اجل الضغط على الحكومة لضبط انفتاح الشارع والتقليل من اندفاعه وتجاوبه مع نصرة الاهل في قطاع غزة ومنع الدولة من اتخاذ خطوات تضامنية اوسع.
وعلى الصعيد الدولي يحاول الاعلام الاسرائيلي اليوم بتوزيعه الاتهامات الكاذبة على الاردن وسورية ولبنان إيهام العالم بان العرب يريدون الاطباق على "اسرائيل المسكينة" بإطلاق النار والصواريخ عبر الحدود وتهدف اسرائيل من وراء ذلك اللعب على الرأي العام الدولي المتضامن بشدة مع معاناة الفلسطينيين كضحايا للهمجية الاسرائيلية و تحويله الى جانب العدوان الذي يريد "حماية نفسه" وهو ذات الهدف الذي أطلقته الابواق الاسرائيلية قبل العدوان على غزة والذي واعتبرته "ردا على صواريخ حماس".
الجرائم الاسرائيلية وصورها اليومية فاقت قدرة الانسان العادي عن التحمل لذلك يحاول الموساد الاسرائيلي نقل المعركة في الاعلام لتصبح حربا "دفاعية" عن حق المعتدي في اكمال مخططاته وليستطيع اسكات اصوات العدل والحق في فضح القاتل والجلاد .0











































