الاسلاميون والحكومة ...القشة التي قسمت ظهر البعير

الرابط المختصر

زادت الانتخابات البلدية وما رافقها من احداث ساخنة من وتيرة الازمة بين الاسلاميين والحكومة، لتخرج التصريحات والاتهامات المتبادلة بين الطرفين بعيارات ثقيلة...

لم يشهد لها مثيل خلال الازمات المتكرره بين الطرفين.

وذهب بعض المراقبون الى ان "هذه المرحلة في العلاقة ستشهد تطورات ميدانية تتمثل في اعتقالات في قيادات الصف الاول لحزب جبهة العمل الاسلامي، على خلفية التصريحات النارية التي يطلقها الامين العام للحزب زكي بني رشيد، حتى ان بني رشيد نفسه يتسأل " لا ادري لماذا تأخر اعتقالي".
 
الحكومة أيضا لم تقف مكتوفة الأيدي في هذا التراشق الإعلامي، ففي خطاب رسمي، خرج عن المألوف، كال رئيس الوزراء معروف البخيت التهم لبعض قيادات الحركة الإسلامية و وصفها بـ"المراهقة والطارئة التي خطفت الجماعة الإسلامية من إرثها" وذلك في اشاره ضمنية لامين عام حزب جبهة العمل الإسلامي زكي بني رشيد الذي أثار استلامه منصب الأمين العام جدلا واسعا حتى في أوساط الحركة الإسلامية.
 
هذا الخطاب الرسمي للبخيت اتفقت معه بعض الشخصيات الأردنية، إذ يرى المحلل السياسي سلطان الحطاب -في الحلقة الحوارية التي جمعته مع الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي زكي بني رشيد- أن " بعض قيادات الحركة الإسلامية في الأردن اثبت أنها لا تأخذ بعين الاعتبار لا ضرورات الدولة الأردنية ولا مصالحها".
 
ويرى الحطاب في خطاب الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي زكي بني رشيد خطابا انقلابيا ويقول "خطاب بني رشيد خطاب انقلابي وأنا اتمنى أن لا تكون ردود فعل الدولة الأردنية على هذا الكلام ردود قاسيه تخرجنا عن إمكانية التوافق الوطني أو الاحتواء نحن ندافع عن مصالح الدولة الأردنية ولسنا أقلام مأجورة كما يدعى بني رشيد، نحن نطالب أن يكون النقد ضمن القنوات الدستورية والقانونية ليس ضمن التشهير المفتوح الذي يريد أن يضع الدولة الأردنية بكفه والحركة الإسلامية بكفه، فالأردن لم يقم بمطاردة الإسلاميين واعتقالهم وزجهم بالسجون كما تفعل دول أخرى الأردن، فمازالت توفر مشاركة واسعة للحركة الإسلامية في الحياة السياسية والاجتماعية ومازال نواب الحركة الإسلامية تحت قبة البرلمان ومازالت صناديق الاقتراع مفتوحة لهم. 
 
بني رشيد استهجن تصريحات رئيس الوزراء الأخيرة وانتقد الخطاب الرسمي ويقول" الخطاب الرسمي خطاب لا يليق فعندما يتحدث الرئيس عن قيادات مراهقة  لا يليق بمسؤلين، هذا الخطاب الرسمي الاقصائي هو الذي يؤسس للفكر التكفيري والإرهاب، الحكومة هي المتطرفة عندما تقوم بذبح الديمقراطية عليه فليراجع الجميع نفسه".
 
 
من جهته يقول الحطاب "الحركة لإسلامية الآن تصعد تصعيدا لا مبرر ولا ضروره له،  لسنا في وضع من يدخل في مهاترات أتمنى على أمين عام جبهة العمل الإسلامي أن يأخذ بعين الاعتبار حساسية الظرف والمرحلة التي يمر بها الأردن وحجم التحديات التي تواجهه، فالشارع الأردني لا ينقصه المزيد من التوتر وإذا كان هناك إخفاق في المياه أو الزراعة لا يجوز إحداث انقلاب من قبل حزب جبهة العمل الإسلامي، علينا أن نصل إلى درجة من النضج بحيث نعالج مشاكلنا بهدوء وبمسؤولية. هذا التصعيد مسئولة عنه الحركة الإسلامية وتضطر الآن حكومة البخيت تحت هذا الضغط أن تتخذ خطوات قد يكون لدينا عليها ملاحظات لكن لا يجوز للحركة الإسلامية أن تدفع اتجاه الزاوية .نحن علينا أن نعتبر من ممارسات حماس و وصولها إلى السلطة والمعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني حيث أن مليون ونصف بغزة مختطفين كاختطاف الطائرة".
 
ويتابع الحطاب " أناشد القيادات المعتدلة في الحركة الإسلامية وكثير منهم قيادات راشدة أن تنهض لشجب مثل هذا الخطاب المتطرف والرد عليه، وأنا اتفق مع رئيس الوزراء الذي دعى القيادات العاقلة أن تتحرك في الوقت الضيق الذي يريد السيد زكي أن يستهلكه بسرعة وان يقوم بحرق المرحال لإنهاء المساحة. الحركة الإسلامية تقدم لنا وجوه معتدلة متزنه تذكرنا بتاريخها  الذي حمل مواقف ايجابية اتجاه الدولة الأردنية، ولكن تحت هذه الحاضنة بيض لا نعرف لمن ينتمي هذا البيض الذي يمكن أن يفقص عن تيارات تكفيرية متطرفة يمكن أن تلحق عظيم الأذى بمصالح الدولة الأردنية، فهناك قيادات نشازه لها مواقف غير مفهومه تتجاوز كل الخطوط الحمراء تستعدي الدولة الأردنية على الحركة الإسلامية بشكل عام، لابد أن ينهض العقلاء في الحركة الإسلامية ويكون لهم موقف مختلف عن الموقف التأجيجي الذي يندفع من بعض القيادات التي  قفزت إلى الواجهة بشكل مفاجأ وقد تكون هذه القفزات بدعم من الدوائر خارجية معاديه فالخطاب الذي يتحدث السيد زكي خطاب خطر يجب أن يناقش في أوساط الحركة الإسلامية".
 
لكن حزب جبهة العمل الإسلامي يرى أن من يصنع الأزمات ليس الإسلاميين إنما الحكومة ويقول" هناك جملة من الأزمات حصلت في عهد هذه الحكومة، استطيع أن أصنف حكومة البخيت بأنها صانعة الأزمات بامتياز فهل من المعقول ومن الممكن أن تستمر هذه الحكومة".
 
ويتسأل بني رشيد" أين المشكلة في الأردن هل هي تزوير الانتخابات البلدية بالشكل الفاضح الذي شهد عليه كل أردني أم أن الإدارة الرسمية الحكومية هي أساس المشكلة، هذه الإدارة المرتبكة الرديئة للانتخابات البلدية والتي دخلت بها الحكومة خصما ليس فقط للحركة الإسلامية  إنما وضفت كل إمكانياتها وما تملك من أجهزة لصالح مجموعة من المرشحين.
 
أريد أن أقول إن "الخطاب يجب أن يكون مشتملا على قدر من احترام عقول المواطنين الأردنيين ما جرى ليس فقط مسألة التجاوز بالانتخابات وقد أعلنا مرارا وتكرارا ما توفر لدينا من وثائق ونوايا مبيته وزودنا بها كل الجهات المختصة، وربما تكون هذه الأزمة قد تكون القشة التي قد تقسم ظهر البعير ".
 
 ويشكك الحطاب بشرعية انسحاب الإسلاميين من الانتخابات البلدية ويقول" انسحابهم كان مبيتا كونهم أرادوا أن يأخذوا موقفا سياسيا يسيء لسمعة الدولة الأردنية في الخارج، أنا اتفق مع الرئيس في وصفه للحركة الإسلامية،  لان الوصف كان سابقا قبل الانتخابات البلدية لان الحركة الإسلامية تأثرت بالحركات الإسلامية في دول الجوار خصوصا أن هناك احتقانات إسلامية ومواقف من الحركات الإسلامية التي تسعى لإنشاء دول وأنظمة، وتأثرت الحركة الإسلامية التي كانت تاريخيا تتصدر الاعتدال أصبحت حركة تستورد الحساس بالاحتقان والعداء للمواقف العامة للدولة المطلوب بعد كل الذي جرى التوجه والحديث مع عقلاء الحركة الإسلامية".
.
 
وفي العودة لحجة الإسلاميين بخصوص مشاركة العسكر يقول" من حيث المبدأ يحق للعسكريين المشاركة في الانتخابات وهذا أمر مكفول بالقانون، لكن المشكلة كيف ينظر غير الفائزين إلى حق العسكر بالإدلاء بأصواتهم؟ قد يكون هناك خلل لكن هذا لا يبيح لحزب جبهة العمل الإسلامي ان يقوم بانقلابه الذي حصل أو أن تشهر بالموقف وان تتجاوز خطوط حمراء وان تكبر ، كما ان السيادة هي للدولة الأردنية وليس لحزب هو جزء التكوين السياسي للأحزاب السياسية في الأردن لذلك ما حدث لا يمثل مفهوم سيادة الحزب، فسيادة الحزب تنتقص عندما تنتقص سيادة الدولة، إذا كان هناك خطأ معين فللحزب حق الاعتراض عن طريقة بمجلس النواب او وسائل الإعلام، لكن ما جرى كان مبيتا الحركة الإسلامية لا يجوز أن تصعد من مواقفها ثمت حركات مسيئة من قبل الحركة الإسلامية سبقت الانتخابات البلدية لا نريد أن نستذكر مواقف أخرى كزيارة الزرقاوي والموقف الذي وقفته الحركة الإسلامية لجانب حركة حماس حين خزنت أسلحة دخل الأردن ثمت ممارسات واسعة تغطيها الحركة الإسلامية".
 
ويختم بني رشيد " أرجو أن يتمتع الخطاب الرسمي والأقلام المأجورة بقليل من الاحترام للمنطق للاحترام والعقل أنا لا ادري لماذا يتم الزج بالدولة الأردنية، هل هذا هروب من الأزمة التي تعانيها الحكومة الأردنية ومجموعات التدخل السريع من الكتاب لم نطرح نفسا بديلا للدولة الأردنية وهيبة الدولة محترمة ومقدرة لكن الذي مس هيبة الدولة هو الذي يجب أن يحاسب الحكومة هي التي مست هيبة الدولة الأردنية فإدارة الحكومة للازم إدارة سيئة ورديئة".

أضف تعليقك