الاسلاميون: الحكومة لم تتمكن حتى الآن من ان تكون صاحبة ولاية عامة

الرابط المختصر

(الشعب يريد اصلاح النظام, الاسلاميون يؤمنون بالمشاركة لا بالمغالبة, بقاؤنا في الشارع مستمر وحراكنا سلمي, المطلوب ازالة التناقضات في النصوص الدستورية, لسنا حريصين على التصدر او الاقصاء, تربطنا علاقة حميمة مع العشائر, لم يعد في الحركة تداخل تنظيمي, نرفض التعامل مع الرسمي الامريكي, موضوع المشاركة في الانتخابات سابق لاوانه, الحكومة لم تتمكن من ان تكون صاحبة ولاية عامة).
هذه بعض العناوين التي خيمت على اجواء جلسة عصف فكري عقدتها الحركة الاسلامية ممثلة بجماعة الاخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الاسلامي مساء امس الاول في مقر الحزب بحضور مجموعة من الكتاب والاعلاميين.
وفيما استمعت قيادات الجماعة والحزب خلال الجلسة لنصائح مقدمة من الكتاب والاعلاميين بضرورة ان تقدم الحركة تطمينات للشارع وان تقوي علاقتها بحلفائها وبحث كيفية الدخول الى البنية العشائرية على قاعدة اقامة حوار وطني.
وجهت قيادات الحركة انتقادات للحكومة ولسياساتها وعلى رأسها وفق ما قال امين عام حزب الجبهة حمزة منصور انها حتى اللحظة لم تتمكن من ان تكون صاحبة ولاية عامة وربما تتقدم عليها بعض الاجهزة والمؤسسات في ذلك.
ولم تخل الجلسة من توجيه استفسارات من الاعلاميين حول طبيعة العلاقة بين الاسلاميين والحكومة لا سيما ان هناك لقاء مرتقبا بينها وبين المخابرات العامة.
اوضح بدوره منصور موقف الحركة الاسلامية من عقد لقاءات مع الحكومة او المخابرات فقالنحن ليس لدينا قيد على اي لقاء مع احد لكن ربما كانت تحدث ظروف في فترة ماضية كنا نرفض فيها مثل هذه اللقاءات كما حدث ابان الحكومة السابقة.
وزاد لكن هذه الحكومة دعتنا للحوار وردنا على التحية بمثلها وسألنا وقتها رئيس الحكومة ان كانت الحكومة صاحبة ولاية عامة فاجاب بنعم لكننا اكتشفنا انها شأن الحكومات السابقة في موضوع الولاية العامة مشيرا الى عدم تمكنها من التدخل وقت احداث المفرق رغم ثلاثة اتصالات متكررة معها ولهذا نعتقد ان هناك قوى استقوت وقتها على الحكومة.
وتابع حديثه بالقول: مؤخرا سألتنا الحكومة عن امكانية الحوار مع مدير المخابرات العامة فقلنا انه ليس لدينا مانع مشيرا ان اللقاء سيكون مع مدير المخابرات بحضور رئيس الحكومة.
وتوقف بعض الكتاب والاعلاميين عند تصريحات منصور الاخيرة في جلسة شورى الحزب عندما قال بان الاسلاميين قادمون حيث اوضح بدوره منصور بانه كان يتحدث في السياق العام وان موضوع المشاركة سابق لأوانه تحدد موقفها منه عبر مؤسساتها الا ان الحركة الاسلامية تؤمن بالمشاركة وليس المغالبة وحريصة بذات الوقت على عدم التصدر او الاقصاء.
الا ان قيادات الحركة لم تتردد في الجلسة بالقول ان قوى الشد العكسي تحاول جاهدة تشويه صورة الاسلاميين تخوفاً من وصولهم للحكم ولهذا فانها تعمل على بث الخوف في نفوس المواطنين.
وهي ذات القوى بحسب منصور التي عملت على اجهاض التقدم الذي جرى بين الحكومة والحركة الاسلامية حول ملف جمعية المركز الاسلامي.
ودار نقاش طويل حول الحراك الشعبي ودور الحركة الاسلامية حيث اجمعت قياداتها على انها مستمرة في حراكها السلمي لحين تحقيق الاصلاح مؤكدة انها لن تخرج عن سلميتها ورشدها.
وفي ذات السياق استبعد منصور ان تكون الحركة الاسلامية هي من نفذت حراك شباب 24 آذار منوها إلى انه حراك شبابي شارك به شبيبة الحركة باعتبارهم من مكونات القطاع الشبابي.
كما سخرت قيادات الاخوان والحزب من تحميل شباب الاخوان في مسيرة طفح الكيل اكثر مما يجب لا سيما ارتداءهم للرايات الخضراء مشددين على انهم لم يخرجوا عن سلمية حراكهم.
الا ان قوى الشد العكسي على حد قول منصور لم يرق لها الاستمرار في المناداة بالاصلاح مشيرا الى التجاوزات التي حدثت في اكثر من محافظة امام مسمع ومرأى جهات رسمية فيما اعاد تأكيده على ان الحركة الاسلامية بجناحيها الاخوان والحزب على علاقة وصفها بالحميمة مع العشائر.
وجددت الحركة تأكيدها على ان شعار رؤيتها الاصلاحية هو اصلاح النظام حيث اوضح منصور بأن الحركة قصدت من هذا الشعار هو تغيير في بنية النظام وصولا الى ان الشعب مصدر للسلطات بحيث يتمكن من انتخاب حكومته.
وقال منصور لقد جرى قدر من التجاوب من خلال تشكيل بعض اللجان التي قدمت توصيات سواء على صعيد قوانين الانتخاب والاحزاب وعلى المواد الدستورية الا انه حتى الان القوانين لم تر النور اذا تم استثناء قانوني الاجتماعات العامة والمعلمين.
اما بالنسبة للنصوص الدستورية فهي وفق منصور وقيادات الحركة جيدة لكنها غير كافية ويجب تحصين مسار الديمقراطية بالتعديلات الدستورية وازالة التناقضات في الدستور حيث ان هناك مواد مهمة بحجة الى تعديل كالمادة 34 التي تتحدث عن حل مجلس النواب والمادة 35 المتعلقة بتشكيل الحكومات والمادة .36
ولم تخل الجلسة ايضا من اعادة فتح ملف العلاقة بين الاسلاميين والامريكان ففيما تساءل الاعلاميون عن طبيعة هذه العلاقة اعادت قيادات الحركة تأكيدها ان موقفها واضح بهذا الشأن حيث انها ترفض اية علاقة مع العدو الصهيوني الا انها تتعامل مع العالم الاخر وفق مواقفه من قضايانا مشيرة انها قررت مقاطعة الحوار مع الرسمي الامريكي قبل احتلال العراق فيما لم تمانع الحوار مع باحثين امريكان.
كما تناولت النقاشات موضوع علاقة الاسلاميين بحركة حماس حيث اكد رئيس الدائرة السياسية في جماعة الاخوان المسلمين الدكتور ارحيل غرايبة انه لم يعد هناك اي تداخل تنظيمي رغم القواسم المشتركة في موضوع القضية الفلسطينية.
وحول موضوع فك الارتباط قال غرايبة: اننا مع كل ما يثبت للفلسطينيين حقهم في ارضهم وديارهم وليس مع فتح باب التجنيس على مصراعية حيث اننا مع قانون يحدد المواطنة ولا يكون الموضوع بيد الحاكم الاداري وكل من اخذ الجنسية فهو مواطن اردني ولا يمكن ان تكون مثل هذه القضية نقطة خلاف لكن كل ما يحدث على الارض الفلسطينية هو ثمرة ونتاج الاحتلال الصهيوني.
الى ذلك اجمعت قيادات الجماعة والحزب على انه رغم وجود تباينات في وجهات النظر في صفوفها الا انها لم تتوافق على قضية مثل ملف الاصلاح حيث قال عضو المكتب التنفيذي في الحزب مراد العضايلة بان الحركة تقدم مشروعا سياسيا بخطاب موحد جمعها.
وقلل العضايلة من شأن ما وصف بـ توزيع الادوار داخل الجماعة في اشارة الى بيان شباب الاخوان وطريقة تعامل القيادة معه حيث قال ان الشباب ملتزمون بسلمية حراكهم وليس خطأ ان ترشد القيادة كلام الشباب فيما اكد ان الاستراتيجية المعتمدة في ملف الاصلاح في الجماعة والحزب ملزمة للجميع وهي اصلاح النظام والاستمرار في الحراك السلمي حتى تحقيق الاصلاح.
كما اكدت قيادت الحزب والجماعة حرصها على استمرار التنسيق مع شركائهم في الحراك والملف الاصلاحي حيث انهم ينسقون على ما يتفقون عليه فيما يحافظون بدورهم في كثير من القضايا.

أضف تعليقك