الاستعداد للشتاء ...خطط لا تعكس الواقع
كشفت الأمطار التي هطلت على المملكة مؤخرا عيوب الطرق و شبكات تصريف المياه، بعد أن غرقت شوارع العاصمة عمان مع أول عشرة دقائق من هطول الأمطار.
وشهدت عدة مناطق من العاصمة والمحافظات فيضانات وتجمعات للمياه حاصرت عدد من العائلات في الطفيلة والشونة الجنوبية، وتدفقت مياه الإمطار من خلال مناهل الصرف في شوارع العاصمة كالجامعة ووصفي التل وتلاع العلي والصويفية والمدينة الطبية وصويلح وخلدا والمحطة وجبل الحسين وعين غزال، وأمام مقر الأمانة الرئيسي في رأس العين.
كل هذا الإرباك يأتي في ظل إعلان الجهات ذات العلاقة " وضع الخطط الأزمة لاستقبال فصل الشتاء بجاهزيه عالية"، فقد أعلنت أمانة عمان الكبرى الانتهاء من خطة شاملة لاستقبال فصل الشتاء تضمنت تنظيف مناهل وخطوط تصريف مياه الأمطار، ومداخل ومخارج عبارات التصريف، والقنوات المكشوفة بالتنسيق مع مديريات المناطق ،علاوة على فتح مجاري السيول والأودية الطبيعية، الا ان الأمطار التي هطلت على المملكة أعادت حسابات الأمانة لخطتها.
أمانة عمان...
و تُحمل أمانة عمان الكبرى المواطن وشركات الإنشاءات مسؤولية التجمعات المائية التي قد تحصل في الشوارع مع كل فصل شتاء، يقول رئيس الإنشاءات في أمانة عمان المهندس امجد أيوب " الذي حصل في هطول الامطار مؤخرا هو ان هنالك ابنية وانشاءات ونتيجة الامطار الغزيره سحبت بعض من مخلفات الانشاءات من ارتبة وحجارة داخل مصارف المياه مما ادى الى اغلاقها، كما ان تجمعات المياه تحدث عندما الهطول في اول مره ه نتيجة تفكك التربة التي تم سحبها الى المناهل، لكن سرعان ما يتم تصريفها وهذا كان واضح في الامطار الاخيرة اذ في اقل من ربع ساعة تم تصريف جميع المياه".
وعن خطة الامانة لاستقبال فصل الشتاء يبين أيوب " قامت الأمانة بتجهيزات مبكرة لاستقبال فصل الشتاء، اذ عملت على حل كافة المشاكل التي حصلت في العام الماضي فيما يخص خطوط تصريف مياه الإمطار و العبارات الصندوقية، و قامت أيضا بتنظيف مجاري السيول بواسطة الآليات والتأكد ان هذه السيول تعمل بشكل جيد، كما قامت كوادر الامانة بتنظيف المناهل قبل حلول فصل الشتاء والتاكد من صلاحيتها".
المواطن الأردني لم يلمس أي من هذه الخطط على ارض الواقع، ويشكي عدد كبير من بؤر لتجمع المياه اعتادوا على مشاهدتها منذ سنين كما يقول صالح سائق سيارة أجرة الذي يرى " عدم فاعلية أجهزة الأمانة في معالجة مشكلة مياه الأمطار في كل فصل".
و ترد الأمانة على هذه الشكاوى -في الحلقة الإذاعية "الشارع يحكي" الذي خصص للحديث عن " خطط استقبال الشتاء"- ويجيب المهندس أيوب " الأمانة تقوم بالرد على كافة المشاكل التي تردها، كما عملت على رصد النقاط التي تشهد تجمعات للمياه، ويتم استقبال الشكاوى من خلال غرفة طوارئ في منطقة تلاع العلي، وتقوم هذه الغرفة بتزويدنا بكل النقاط والمواقع التي حصل فيها تجمعات لمياه الأمطار، اذ تم الكشف على 95% من هذه المواقع وتم تحديد الأسباب وراء تجمعات المياه وقامت الامانه بحلها".
الأشغال العامة...
وزارة الأشغال العامة والإسكان هي أيضا وضعت خطط خاصة بها لمواجهة الأمطار، ويبين أمين عام الوزارة م. سامي هلسه حدود عمل الوزارة ويقول" عملنا يتركز على الطرق الخارجية، ووضعنا يختلف عن وضع الأمانة والبلديات إذ أن المشكلة التي تواجهنا دائما هي الأودية التي تتقاطع مع الطرق قمنا في فصل الخريف بتفقد هذه العبارات للتأكد من أنها سالكة وخلوها من الأنقاض حيث يتم صيانتها قبل دخول فصل الشتاء".
و وجود خطط لمواجهة الأمطار "لا يعني منع الفيضانات والتجمعات المائية" كما يقول هلسه إذ ان دور الجهات المعنية هو متابعة ومعالجة لآثار الناتجة عن هذه الفيضانات، ويستشهد " بسرعة أداء وزارة الأشغال في الفيضان الذي شهدته مدينة الطفيلة".
المديرية العامة للدفاع المدني ...
وتقوم المديرية العامة للدفاع المدني كل فصل شتاء بوضع خطة تحسبنا للآثار التي قد تنتج عن الظروف الجوية السيئة، وتنسق المديرية مع الجهات ذات العلاقة من خلال المجلس الأعلى للدفاع المدني الذي يرأسه وزير الداخلية وينوبه مدير عام الدفاع المدني ويجمع بعضويته وأمناء عامين الوزارات ومندوب من القوات المسلحة والأمن العام، وتقع على عاتق المجلس الأعلى للدفاع المدني التعامل مع أي مشكلات سواء كانت طبيعية أو غير طبيعية وإدارة هذه الكارثة من خلال مجموعة تكاملية من هذا المجلس، الذي ينبثق عنه لجان في المحافظات يرأسها الحاكم الإداري وتضم مدير الدفاع المدني في المحافظة ومدراء الدوائر.
ويقول الملازم محمد الكوفحي من مكتب إدارة الإعلام والتثقيف الوقائي في المديرية العامة للدفاع المدني ان " المديرية قامت بتفعيل سلسلة من الإجراءات الخاصة لاستقبال فصل الشتاء، والمتمثلة برفع جاهزية مديريات الدفاع المدني في كافة المناطق من خلال فتح غرف العمليات الرئيسية والفرعية على مدار الساعة، ورفع نسبة الجاهزية من المعدات والآليات والقوى البشرية، كما قامت المديرية بحملة إعلانية من خلال إصدار المطويات والنشرات الإرشادية وتعميمها على المواطنين للاستعداد للشتاء، ومن ضمن الحملة الإعلامية سيتم إنتاج ومضات إعلامية وتلفزيونية درامية".
وتعتبر الوقاية جزء مهم من عمل الدفاع المدني، الذي يدعو المواطنين قبل كل فصل شتاء أخذ الحيطة والحذر، ويلخص الملازم الكوفحي بعض هذه الإجراءات الوقائية "بإجراء الصيانة اللازمة للتمديدات الكهربائية تحسبنا لوقوع حوادث التماس الكهربائي، وضرورة قص أغصان الأشجار الملامسة لأسلاك الكهرباء، والتأكد من قنوات تصريف المياه حول المنازل".
وتحذر المديرية العامة للدفاع المدني من "حوادث المدفئ" إذ نتج عن الاستخدام الخاطئ للمدفئ 92 حادثا في عام 2007 نتج عنها 56 إصابة و5 حالات وفاة وهي من الحوادث الأكثر تكرارا في فصل الشتاء.











































