الاسئلة الغائبة في تغطية وصول الجرحى الغزيين إلى الأردن - فيديو

الاسئلة الغائبة في تغطية وصول الجرحى الغزيين إلى الأردن - فيديو
الرابط المختصر

في سياق التغطية الإعلامية للعدوان الإسرائيلي على غزة، حظيت وسائل الإعلام الأردنية بمصادر جديدة للتغطية، هي الجرحى المنقولون من غزة للأردن لتلقي العلاج بعد إصابتهم خلال العدوان، ما شكل فرصة لسماع القصص من أصحابها في ظل صعوبة نقل الحدث مباشرة من هناك لتلك المواقع.

إلا أن العديد من وسائل الإعلام أهدرت هذه الفرصة لتنشر مواقع مثل جراسا، والوكيل، وعمان نيوز الخبر الرسمي من وكالة بترا سواء لوصول الجرحى أو لزيارة ولي العهد الأمير الحسين لهم، حتى ذهب موقع أردني لنشر صورة رسمية للأمير وهو يبتسم أعلى الخبر، أما من اجتهد منهم وحاول لقاء الجرحى كموقع عمون مثلاً فتضمن تقريره القليل من القصص والكثير من المدح للأردن أرضًا وشعبًا وقيادًة.

المصورون الصحفييون تلقوا دعوة من الحكومة والجيش لتغطية خبر وصول الفوج الأول المكوّن من ستة جرحى بينهم امرأتان وطفلة، وذلك بالتوجه للمدينة الطبية لتصوير الجرحى، ثم نُشرت الصور بعد ذلك مع الخبر الرسمي الذي بدأ بالتأكيد على “إيعازات وتوجيهات جلالة الملك باستقبال جرحى العدوان وتقديم العون لهم”، وانتهى بمعلومة “إيعاز جلالة الملك بتقديم التعزيزات الطبية للمستشفى الميداني بغزة”، بالإضافة إلى جهود القوات المسلحة في نقل الجرحى وعلاجهم، والتأكيد بجمل عامة على أن الجرحى يعربون عن امتنانهم “للملك والأردن والشعب”.

مواقع كالسبيل والمقر قدمت تقارير عن الجرحى بإجراء مقابلات معهم، إلا أن الوسيلتين كلتيهما دمجتا مع قصص الجرحى اقتباسات لهم وهم يشكرون الملك والأردن.

ولم ينشر الإعلام أجوبة من الجهات الرسمية عن أسئلة مثل “لماذا تم نقل ستة جرحى فقط من أصل نحو ألفي جريح؟”، أو “من أي معبر مرّ الجرحى؟”، أو “ما هي آلية دخول الدفعات الأخرى؟”. لم يسأل أحد الجرحى عن موقفهم مما يحدث -لا مشاعرهم وحسب- ولا عن رأيهم بالموقف العربي أو الأردني من قضيتهم. بعض الضيوف قالوا أنهم قدِموا عن طريق معبر “إيريز” الإسرائيلي في سياق حديثهم عن الخوف من الاعتقال، دون أن يتم التركيز على تلك النقطة.

الدفعة الثانية التي وصلت الأربعاء حظيت بتغطية تتشابه إلى حد كبير مع ما حظيت به الدفعة الأولى. فموقع عمون مثلاً صوّر تقريرين لوصول الدفعة الثانية، الأول مدته دقيقتين يظهر لحظة وصول الجرحى بالمروحيات والثاني مدته ثماني دقائق يتضمن لقاءات مع الجرحى.

الأول في عمون، تضمن مشاهد نزول المروحية بالإضافة لخمسين ثانية تظهر فلسطينيًا يبكي بعد فقدانه أمه واثنين من إخوته واثنين من أبنائهم، لكنه شكر الملك بطريقة متكررة وهو يناشده التدخل بوقف العدوان على غزة، ولم يسأل أو لم ينشر جوابه حول كيف فقد عائلته.

أما الفيديو الثاني، فتكونت أول دقيقتين منه من صور للمروحيّات والجرحى مع موسيقى خلفية كلاسيكية حزينة، ومن ثم ثلاث مقابلات مع مرافقين لجرحى. في المقابلة الأولى، روى والد المصاب ما حدث لابنه لخمسين ثانية فيما أشاد على مدار دقيقة ونصف بجهود “سيادة الملك، كرم الله وجهه” بحسبه.

في المقابل كانت جميعة المستشفيات الخاصة الأردنية أعلنت عن فتحها باب العلاج المجاني لجرحى غزة، وهو ما يعني التوسع في تقديم الخدمة الطبية، إلا أن مثل هذا الخبر لم يُتابع من احد، وتم نشره كبيان فقط في الصحف وبعض المواقع، دون أن يتابع أحد كيف ستتولى الدولة نقل جرحى لتلك المستتشفيات، وهل لديها الإمكانية لنقل عدد كبير منهم أو النية لذلك أساسًا.

أضف تعليقك