الاتحاد الأوروبي والأردن يؤكدان على شراكة أقوى من أي وقت مضى في مجلس الشراكة الخامس عشر

الرابط المختصر

عقد الاتحاد الأوروبي والأردن الاجتماع الخامس عشر لمجلس الشراكة في 15 تموز/يوليو 2024 في بروكسل، حيث استعرضا شراكتهما الديناميكية والمتعددة الأوجه بشكل متزايد.

وفي الاجتماع، الذي عُقد في إطار اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والأردن (النافذة منذ عام 2002) وأولويات الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والأردن للفترة 2021-2027 المعتمدة في حزيران/يونيو 2022، أقر الطرفان بالأهمية التي يعلقانها على علاقتهما. وفي هذا السياق، أشاروا إلى أن المشهد الجيوسياسي والأزمات الممتدة قد تغيرت بشكل جذري منذ الاتفاق بين الأردن والاتحاد الأوروبي حول أولويات الشراكة. وأكد الطرفان رغبتهما في العمل معًا من أجل الارتقاء بعلاقاتهما إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية والشاملة.

وأكد الاتحاد الأوروبي والأردن التزامهما بدعم مبادئهما الديمقراطية وحقوق الإنسان الأساسية على النحو المنصوص عليه في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وفي اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والأردن.

ورحبوا بالتقدم المحرز في سياق عملية التحديث السياسي والاقتصادي والإداري في الأردن، بما في ذلك الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية الأخيرة ومن خلال إصلاح الإدارة العامة في الأردن والجهود الرامية إلى زيادة تمكين النساء والشباب في صنع القرار وفي الحياة العامة. واتفق الجانبان على العمل معًا لمواصلة دعم بناء القدرات في قطاع التعليم، بما في ذلك، من بين الأولويات الأخرى، التعليم الفني والتدريب المهني والمنح الدراسية ومعالجة الفجوة التعليمية الناجمة عن كوفيد-19. وشددوا على الدور الهام الذي تلعبه منظمات المجتمع المدني في تعزيز حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية والاقتصادية والازدهار. بناءً على دعوة السلطات الأردنية، سينشر الاتحاد الأوروبي بعثة مراقبة الانتخابات لمرافقة الانتخابات البرلمانية لعام 2024 في الأردن.

وأكد الاتحاد الأوروبي التزامه المستمر بمساعدة الأردن في التصدي بنجاح للتحديات المتعددة في سياق زيادة عدم اليقين وعدم الاستقرار الجيوسياسي، كما يتضح من الالتزامات الجديدة التي تم التعهد بها خلال زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين إلى بروكسل في 7 نوفمبر 2023، والتي تصل إلى أكثر من 900 مليون يورو في شكل منح وقروض، ومن خلال الاقتراح الأخير الذي قدمته المفوضية الأوروبية بشأن عملية جديدة للمساعدة المالية الكلية بقيمة تصل إلى 500 مليون يورو1.

كما اتفق الاتحاد الأوروبي والأردن على تعميق التعاون في مجال التنمية الاقتصادية وتنمية القطاع الخاص. وفي هذا السياق، سمح الاجتماع الثاني لـ "منصة الاستثمار بين الاتحاد الأوروبي والأردن" وتنظيم "منتدى الأعمال بين الاتحاد الأوروبي والأردن" الأول على الإطلاق في 11 حزيران/يونيو 2024 في عمان بتعزيز هذه الشراكة، وهو ما يمثل علامة أخرى على جهود الاتحاد الأوروبي من أجل دعم التحديث الاقتصادي الطموح في الأردن، وتعزيز الطاقة الخضراء والتحول الرقمي، وتعزيز استثمارات الاتحاد الأوروبي - لا سيما من خلال الخطة الاقتصادية والاستثمارية - وزيادة الصادرات الأردنية إلى الاتحاد الأوروبي.

وأكد الجانبان أيضًا التزامهما بمواصلة مشاركتهما المتبادلة في قطاع العدالة، وفي مجال الأمن ومكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى زيادة الجهود لمكافحة تهريب المخدرات والأسلحة التي تستهدف الأردن والدول المجاورة، مع ما يترتب على ذلك من عواقب على الاتحاد الأوروبي. وأكد الاتحاد الأوروبي استعداده لمواصلة مساعدة الأردن في مواجهة هذه التحديات، بما في ذلك من خلال مرفق السلام الأوروبي.

كما أتاح اللقاء تبادل وجهات النظر حول عدد من الأزمات الإقليمية والتحديات العالمية. وبالإشارة إلى قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة المختلفة بشأن أوكرانيا، أكد الاتحاد الأوروبي والأردن على مبادئهما المشتركة بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة بشأن احترام القانون الدولي والسلامة الإقليمية والسيادة الوطنية والحاجة إلى حل النزاعات بالوسائل السلمية. وأدانوا جميع انتهاكات القانون الإنساني الدولي وانتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان في جميع مناطق النزاع.

سيضاعف الاتحاد الأوروبي والأردن جهودهما للتوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة ينهي الحرب والكارثة الإنسانية التي تسببها دون تأخير، ويكرران دعوتهما إلى التنفيذ الفوري والكامل لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ذات الصلة، ودعم لمقترح وقف إطلاق النار الأمريكي الذي تم الإعلان عنه في 31 مايو 2024، وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم 2735.

ورحبوا بالقمة التي عقدت في الأردن في 11 حزيران/يونيو بمبادرة مشتركة من جلالة الملك عبد الله الثاني، وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، ومعالي أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة من أجل "نداء" من أجل العمل: استجابة إنسانية عاجلة لغزة"، وأكد الاتحاد الأوروبي استعداده للاستفادة من أدواته لدعم إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر الممر الأردني. وشدد الجانبان على ضرورة احترام القانون الدولي وحماية المدنيين وفقا للمبادئ العالمية للقانون الإنساني الدولي، ورفض أي عنف ضد المدنيين، وأي شكل من أشكال التهجير الفردي أو الجماعي، القسري أو غير القسري، للفلسطينيين من قطاع غزة. القطاع والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. وشدد الاتحاد الأوروبي والأردن أيضًا على الدور الأساسي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) في تقديم الخدمات الحيوية لملايين الأشخاص في المنطقة، وأعربا عن التزامهما بمواصلة دعم الوكالة للوفاء بتفويض الأمم المتحدة.

وأكد الاتحاد الأوروبي والأردن أن السبيل الوحيد لحل عادل ودائم وشامل للصراع في الشرق الأوسط هو حل الدولتين الذي ينهي الاحتلال ويؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة ومتصلة جغرافيا وذات سيادة وقابلة للحياة. على أساس خطوط الرابع من حزيران (يونيو) 1967، والعيش جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل في سلام وأمن واعتراف متبادل، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمعايير المتفق عليها. كما أكد الاتحاد الأوروبي والأردن على أهمية الحفاظ على الوضع التاريخي الراهن للأماكن المقدسة في القدس، بما في ذلك ما يتعلق بالوصاية الهاشمية التاريخية.

وشدد الاتحاد الأوروبي والأردن على ضرورة إنهاء الأزمة السورية من خلال حل سياسي وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، والحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها، وضمان الهزيمة الدائمة للإرهاب، وتخفيف المعاناة الإنسانية للشعب السوري. ويؤدي إلى تهيئة الظروف الملائمة لعودة اللاجئين الطوعية والكريمة والآمنة. واتفقوا على أن تحقيق هذا الحل هو مفتاح الاستقرار الإقليمي. ناقش الطرفان تنفيذ نتائج إعلان عمان الصادر في الأول من مايو 2023 وبيان القاهرة الصادر في 15 أغسطس 2023 والذي يشمل نهج "خطوة بخطوة" ودور فريق الاتصال العربي بشأن سوريا.

واعترافاً بسخاء الأردن الاستثنائي في استضافة اللاجئين السوريين على مدى عقد من الزمن والأثر السلبي للأزمة السورية على البلاد، أكد الاتحاد الأوروبي، الذي يظل المانح الأول للاستجابة للأزمة السورية في سياق الدعم الدولي المتضائل، التزامه الثابت بمواصلة الدعم. كل من اللاجئين والمجتمعات المضيفة في المملكة الأردنية الهاشمية وفي المنطقة، كما يتجلى في التعهدات المهمة التي حشدها مؤتمر بروكسل الثامن الأخير حول "دعم مستقبل سوريا والمنطقة" (27 مايو 2024).

وترأس مجلس الشراكة جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، وأيمن الصفدي، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والمغتربين الأردني، بحضور أوليفر فارهيلي، مفوض شؤون اللاجئين. سياسة الجوار الأوروبية ومفاوضات التوسع، وزيرة التخطيط والتعاون الدولي الأردنية زينة طوقان، وممثلو الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

تهدف المساعدة المالية المقترحة إلى مساعدة الأردن على تغطية جزء من احتياجاته التمويلية الخارجية، ودعم جهود ضبط أوضاع المالية العامة، ودعم جهود الإصلاح الهيكلي. تعتمد العملية الجديدة على برامج المساعدات الخارجية الثلاثة السابقة التي قام الاتحاد الأوروبي من خلالها بصرف ما مجموعه 1.08 مليار يورو للأردن منذ عام 2013. https://ec.europ

أضف تعليقك