الإفراج عن ماهر يونس بعد اعتقال 40 عاما.. والاحتلال يمنع الاحتفالات
أفرج الاحتلال الإسرائيلي فجر الخميس، عن الأسير ماهر يونس، أحد عمداء الأسرى، بعد قضائه 40 عاما في السجن.
وعانق ماهر يونس الحرية، وأفرج عنه من سجن بالنقب، ليعود إلى منزله في بلدة عارة بالمثلث الشمالي في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948.
وبدأ ماهر يونس مسيرة حريته بزيارة قبر والده، الذي توفي في العام 2008، وقال في أول تصريح له "الحرية للجميع، ونتمنى الحرية لكل الأسرى وأن نراهم بصحة وعافية".
وأعتبر أن "أحسن هدية لشعبنا الفلسطيني، أن نكون على طريق الوفاق وأن نكون على حرية تامة، وكان الأمل أن نرى الوطن محررا بعد 40 سنة" من الاعتقال في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
ويتحضر ذوو ماهر يونس (63 عاما) ووالدته، للاحتفاء به برغم التشديدات الإسرائيلية، إذ أظهرت مشاهد إحاطة قوات الاحتلال بمنزله، لمنع إقامة أي خيمة احتفال.
كما شدد وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير بمنع رفع الأعلام الفلسطينية في احتفالات الأسرى المحررين.
إلا أن عميد الأسرى السابق كريم يونس، وهو ابن عم ماهر يونس، تحدى الاحتلال، وقال إن الأهالي سيقيمون احتفالا لكريم يونس يليق به.
وأكد نادر يونس لـ"عربي21"، أنه يرافق الأسير المحرر شقيقه ماهر في الطريق إلى المنزل، منوها أنه لا يستطيع الحديث كثيرا لأنهم "مطوقين" بعدد كبير من القوات الإسرائيلية.
وعن صورة الأوضاع في قرية عارة والاستعداد لاستقبال الأسير، أكد نديم يونس، وهو من أقارب المحرر ماهر وشقيق المحرر كريم، أن "أعداد المواطنين القادمين للتهنئة في ازدياد، وماهر لم يصل بعد إلى القرية"، مضيفا: "الناس تستعد لاستقبال ماهر ومصافحته".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن عناصر شرطة الاحتلال الإسرائيلي المتواجدة في المنطقة، "تستعد لمنع إجراء أي احتفال بالأسير، ومنع فتح الأغاني وإقامة خيمة استقبال".
وكانت قوات الاحتلال بدأت بالتضييق على ماهر يونس قبل مدة من تحرره، إذ تم إخراجه من مهجعه بشكل مفاجئ لمنعه من توديع رفاقه الذين كانوا يتحضرون للاحتفال بتحرره.
وفي وقت متزامن، أخضعت قوات الاحتلال الأسير ماهر يونس للتحقيق، كما تم التحقيق مع أشقائه بالخارج، وتهديدهم بالسجن وفرض عقوبات عليهم في حال رفضوا أوامر بن غفير بعدم إقامة خيمة احتفال.
اقرأ أيضا:
55 صحفيا فلسطينيا استشهدوا على يد الاحتلال في آخر عقدين (إنفوغراف)
من هو ماهر يونس؟
انتمى ماهر يونس في فترة شبابه إلى حركة "فتح"، واتهمه الاحتلال الإسرائيلي بقتل جندي، وحيازة أسلحة بطريقة غير قانونية، بعد اعتقاله في العام 1983، ليتم الحكم عليه بالإعدام شنقا رفقة أبناء عمه كريم وسامي يونس.
وبعد شهور من تقديمه استئنافا للحكم، خفضت محكمة إسرائيلية الحكم من الإعدام إلى السجن مدى الحياة بحق ماهر يونس.
وفي العام 2012، خاض كريم وماهر يونس معركة قضائية، نجحوا خلالها بتخفيض مدة سجنهم من مدى الحياة، إلى السجن 40 سنة.
وعانى ماهر يونس من سياسة العقوبات الإسرائيلية ضده في السجن، إذ تم حرمانه من رؤية والده الذي كان على فراش الموت عام 2008، ليفارق الحياة دون وداعه.
كما أمضى طيلة فترة سجنه دون رؤية أقاربه من الدرجة الثانية.
وأخل الاحتلال بتعهداته تجاه الأسيرين يونس، حينما تم الحديث عن شملهم في صفقة عام 2014 تعهد خلالها الاحتلال بالإفراج تباعا عن قدامى الأسرى على دفعات.