الإعلام الجديد بوابة الناشطين للوصول إلى الناس

الإعلام الجديد بوابة الناشطين للوصول إلى الناس
الرابط المختصر

يتجه ناشطون في حقوق الإنسان إلى أقصر الطرق وأكثرها انتشارا سعيا للتأثير؛ آخر طرقهم وأحدثها كانت هي المواقع التفاعلية في الانترنت.

حملة لرفع منسوب الوعي الحقوقي عند المرأة وأخرى لإحداث التنمية في المجتمع المحلي، وأخرى لإيصال المساعدات للفقراء والمهمشين. تلك الحملات ما كانت تجد صداها لولا فاعليتها في الإعلام الجديد؛ من مدونات ومواقع اجتماعية مثل "الفيس بوك" و"التويتر" والمنتديات التفاعلية.

 

وسؤال التأثير بات حاضرا في أجندة العاملين في هذا القطاع ووصولهم إلى الفئات المستهدفة، بعضهم يعتبر أن التأثير يحتاج إلى وقت والبعض الآخر وجد مكانه في الواقع من خلال إنشاء مكتبات أو دعم مادي.

المحامي عبد الرزاق المحتسب صاحب صفحة ”حقوقي كإنسان" على الفيس بوك، وجد في تلك الصفحة بديلا عن مراكز لها مقرات وأجور لموظفيها، لأجل إحداث التأثير والتوعية الحقوقية، يقول المحتسب: "نعمل للتوعية ولكسب تأييد لقضايا نطرحها من حيث تعديلات قوانين على سبيل المثال". ويعرّف بصفحته أنها "تهتم بنشر الوعي والثقافة القانونية للمشتركين، كما ونهتم بتعريف الإنسان بحقوقه الأساسية".

التأثير والتفاعل..حقوق إنسانية

عدد المسجلين في "حقوقي كإنسان" يناهزون الألفي مشترك. يتلقى عبد الرزاق ومن معه في الصفحة ردود المشتركين تطلب العديد منها إيضاحا حول حق من حقوق الإنسان. وتفاعل الجمهور يتفاوت كما يقول عبد الرزاق، "نستقبل تعليقات المشتركين، بعضهم يتساءل عن حق ما، ويطلب توضيحا لهذا الحق أو ملاحظات وقضايا".

الإعلام الكتروني، بات طريق الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين "الفيس بوك" إحدى أكثر البوابات انتشارا بين الشباب حيث يمكن الوصول إليهم بسهولة ويسر.

"نحاول رصد انتهاكات حقوق الإنسان في هذه الصفحة، من خلال دعوة المشتركين إلى بثها في الصفحة الرئيسة وعرضها على الباقين"، يقول عبد الرزاق.

حق الجنسية

نعمة حباشنة، صاحبة صفحة "الجنسية حق لأبناء الأردنيات" استطاعت أن تؤثر على مجموعة من المشتركين من حيث "القناعة بواقع أبناء الأردنيات المتردي في ظل عدم قدرتهن في منح أولادهن جنسيتهن استنادا لقانون الجنسية الأردنية".

وحراك الحباشنة يطال منتديات حوارية وإخبارية عربية ودولية، وتعتبر في حديثها معنا أنها أوصلت صوت الأردنيات عاليا، ما حذا بمنظمة العفو الدولية بتوكيلها صفحة المنظمة الناطقة بالعربية على الفيس بوك، وجعل القضية قضية رأي عام على الأقل في المجتمع الافتراضي.

"لا شيء مستحيل فيما نطالب به. نحن نتحدث عن بنود قوانين ينبغي تعديلها ليس أكثر"، تقول نعمة الحباشنة، "حاليا يستمع الكثير إلى نداءاتنا الإلكترونية حيث تصل إلى العالم ويستمعون لها وتثر عليهم في المستقبل".

حق المعرفة

هناء الرملي، أطلقت مبادرة "كتابي كتابك"، منذ عام 2009 وتتلخص المبادرة بالتبرع بكتب ينتهي أصحابها من قرأتها والتبرع بها، لجعلها جزء من مجموعة تشكل مكتبة عامة في المناطق الفقر والمخيمات.

تستند الرملي في مبادرتهم تلك على حق الإنسان بالمعرفة والذي تكفله المواثيق الدولية للناس، ومن هنا ينطلقوا في المبادرة نحو المناطق الأكثر فقراً.

وكان استثمار المواقع الاجتماعية فرصة للوصول إلى المستهدفين، ولتحوير الجهد من مبادرة متواضعة افتراضية إلى جهد خيري لامس أفراد المجتمع. الرملي تشير في حديثها إلى شراكة مع مجموعة من الناشطين التقوا على الفيس بوك الاستمرار في المبادرة، "افتتحنا مكتبتين، كل واحدة منهما تضم 3 آلاف كتاب للأطفال والناشئين، كما أن هناك 6 آلاف كتاب، وقد فرزنا مجموعة منها لإقامة مكتبات عامة.

الحق في الحياة الكريمة

معتز الكسواني، ناشط في حملة "بصمتك ح تعلم" تمثل طلبة جامعيين، قاموا بعدة زيارات عشوائية لمخيم غزة في جرش، كانت مساعدات عينية ومن ثم تحولت إلى عمل أكثر مؤسسية ، ويقول الكسواني: "وجدنا أن الجهود يجب أن تصب في خدمة التنمية المحلية وقد بدأنا كمشروع لمادة للتربية الوطنية في الجامعة الألمانية الأردنية، وبعد نجاح المشروع من خلال الردود والدعم، وجدنا من الأهمية بمكان لاستمرار فيه".

ويتابع الكسواني أن المرحلة الحالية تتلخص بجمع مادي من الأفراد والشركات، من شأنها تحفيز الطلاب في المخيم من خلال إيجاد دورات تدريبية لهم وتشجيع المتسربين من المدارس على العودة لها. "نريد إعادة الحياة للمجتمع الذي فقدها"، يقول الكسواني.

المرحلة القادمة للحملة، ستكون إعداد الدراسات لواقع المخيم، وتشمل القطاعات الصحية والتعليمية وصولا إلى النهوض بكل واقع المخيم.

تفاعل عابر للدول ولا تفاعل محليا

أكثر الشكاوى الواردة ل"حقوقي كإنسان" من إيران تليها مصر، ولا يجد تفسيرا المحتسب في عدم وجود مشاركات فاعلة من الأردن إلا "إما خوفا من الحديث علنا عن الشكوى وعدم ثقتهم منها أو لعدم وجود انتهاكات ببساطة".

وتفاعل الجمهور من خارج الأردن أكثر مما هو في الداخل، على ما يرصده عبد الرزاق، ويقول أن بعضهم يطالب بتعليقات باللغة الإنجليزية لأجل التواصل أكبر مع العالم الخارجي.

ابتداء من آب الحالي، ستقوم صفحة "حقوقي كإنسان" بالتركيز على مجمل الأنشطة المتعلقة بالانتخابات، وستعرض بداية جداول الناخبين وإثارة النقاش حولها.

تنطلق نعمة الحباشنة من تجربتها الخاصة كمتزوجة من غير أردني ولديها 4 أبناء، يعانوا من عدم قدرتهم على العمل أو ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، لامسة ردودا كثيرة لدى العديد من المشتركين من خارج الأردن، وتقول أن هناك "دعم كبير منهم" بينما داخل الأردن، فترى أنه "إذا كان من له علاقة بالقضية يتفاعل معنا، ومن ليس له علاقة فالقضية لا تؤثر عند أحد.

من باب أن العالم أصبح قرية صغيرة، تجد نعمة الحباشنة أن الانترنت أوصلها إلى أناس مهتمة بالقضية من لبيبا وفرنسا ومن عرب 48 تفاعلوا معها من منطلق أن القضية مشتركة ولا تختلف كثيرا عن ما تعانيه.

ما كان في بال مطوري المواقع الاجتماعية أن تصبح تلك المواقع تفاعلية وسيلة لمؤسسات ورؤساء دول للوصول إلى العامة. وسرعان ما سحبت البساط من جهات فاعلة كان يفترض أن يكون لها التأثير بالمقارنة مع هذه الصفحات المجانية في نشأتها.