الإعلام..من يجرؤ على الشركات الكبرى؟

الإعلام..من يجرؤ على الشركات الكبرى؟
الرابط المختصر

p style=text-align: justify; dir=rtlشهد الأسبوع الماضي عجزا إعلاميا عن معرفة حقيقة ما يشاع عن فصل إحدى شركات الاتصالات لعدد من الموظفين الذين حاولوا بدورهم البحث عن نصير يجدونه في وسائل الإعلام أو زملائهم لكن أحدا لم يستجب خوفا من قطيعة الشركة لوسيلة الإعلام إعلانيا وطمعا في تحقيق مكسب ثمنا لهذا الصمت. وقد حاول راديو البلد وموقع عمان نت الالكتروني جاهدا أن يعلم الجمهور بما يحدث إلا أنه حصل على القليل من المعلومات ليس خوفا بل لصعوبة الوصول إلى أية معلومة عن القضية./p
p style=text-align: justify; dir=rtlإن الشركات الكبرى في أي دولة تحوز على قوة تحميها من رقابة الإعلام، وتعرف تلك الشركات كيف تتعامل مع السلطة الرابعة كي تريح رأسها من مشاكله، والطريقة السحرية التقليدية دائما هي الإعلانات مدفوعة الأجر والامتيازات الفردية للإعلاميين، والثمن المطلوب من كل هذه الامتيازات أن تبتعد وسائل الصحافة والإعلام في تغطيتها عن هذه الشركات التي تسيطر على جيوب الناس وتجعلهم مدينين لها دائما./p
p style=text-align: justify; dir=rtlلم يحصل أن تجرأت وسيلة إعلام أردنية وكسرت حصار المعلومات المفروض على أي بنك معروف أو شركة اتصالات مسيطرة أو ما شابه،  لكشف معلومات عن خدمات البنوك التي تضلل الناس وتوقعهم في حبال القروض الغامضة والفوائد والرسوم متعددة الأسماء، كما لم يحصل أن ولجت أية وسيلة إعلام إلى داخل إحدى شركات الاتصالات لكشف حقيقة العروض والخطط التي يضعها أناس يمتازون بطول الخبرة في اصطياد الزبائن بطريقة المسابقات والعروض والحزم والامتيازات وما أكثرها من طرق للكسب غير المشروع./p
p style=text-align: justify; dir=rtlما ينشر في وسائل الإعلام عن تلك الشركات الكبرى منحاز لجهة إظهار هذه الشركات على أنها تسهم في بناء المجتمع، وهنا أستذكر حادثة سمعتها في برنامج بصراحة مع الوكيل الذي يبث على راديو روتانا أن أحد الأشخاص اتصل بالبرنامج طارحا مشكلة إنسانية مع أحد البنوك فحواها أن رجلا فقيرا حصل على قرض من أحد البنوك على راتبه المتهالك، وقد توفاه الله وبقيت الزوجة والأولاد الصغار دون معيل ليتصل البنك بعد أن تأخر القسط الشهري مهددا تلك العائلة المحرومة بضرورة تسديد مبلغ القرض وقيمته 3000 دينار، ليقوم أحد الأشخاص الخيرين بالتبرع بتسديد القرض عن هذه العائلة وهو رجل متوسط الحال فتفاوض مع البنك شارحا لهم الحالة الإنسانية عارضا أن يسدد مبلغ القرض دون الفوائد لعدم قدرته على ذلك، وقد لاقى ذلك العرض رفضا من البنك الذي طلب تحصيل الفوائد والقرض مهما كان الأمر./p
p style=text-align: justify; dir=rtlفي حين تغرقنا وسائل الإعلام دائما بالمبادرات الإنسانية والخطوات الايجابية التي تقوم بها الشركات الكبرى والبنوك من أجل المواطن ودعم الفقراء والمحتاجين والمعاقين والشباب والنساء وغيره من الحملات الترويجية مدفوعة الأجر لتحسين صورة هذه الشركات وغض الطرف عن أساليب بيع وشراء الناس البسطاء في العلن./p
p style=text-align: justify; dir=rtlتلك معادلة صعبة بين الإعلام والإعلان فهل سيبقى  شعار من أعلن عندنا فهو آمن ومن لم يعلن فلعنة الله ستحل عليه؟ كمحدد للعلاقة بين وسائل الإعلام والشركات الكبرى، وهذا أمر مناف لمهنية الإعلام وأخلاقياته، فعلينا جميعا أن نفكر في طريقة ما من أجل الوصول إلى بدائل تكسر قوة المعلن وسيطرته على الإعلام وإلا سيبقى إعلامنا تابعا لرجال عديدة أسمائهم كرجال السلطة ورجال الإعمال والإعلان ورجال العادات والتقاليد ورجال العشيرة ورجال الدين ورجال العسكر وربما رجال آخرون نعرفهم ولا نعرفهم./p

أضف تعليقك