الإسلاميون: شروط الانفتاح مع أمريكا غير متوفرة

الإسلاميون: شروط الانفتاح مع أمريكا غير متوفرة
الرابط المختصر

اجمعت قيادات الحركة الاسلامية على رفضها اجراء حوار مع الامريكان مع استمرار انحيازهم الواضح للعدو الصهيوني محملين الادارة الامريكية مسؤولية معظم مصائب العرب والمسلمين.

واكدت هذه القيادات في تصريحات لـ  العرب اليوم  ان حوارها مقتصر على المؤسسات الاهلية والبحثية الامريكية وليس المسؤولين الرسميين في الادارة الامريكية بهدف بيان الحقائق امام الرأي العام.

ورهنت القيادات قبولها بالحوار مع الامريكيين الرسميين في حال تحرروا من انحيازهم للعدو الصهيوني وفي حال ارادت الاستراتيجية الامريكية الديمقراطية المفتوحة وليس الديمقراطية العلمانية المنحازة لمصالحهم.

جاء ذلك تعقيبا على تقرير لمعهد (BROOKINGS) الامريكي حول مخاطر لجوء  الجماعات الاسلامية الى التطرف  الذي نشرته  العرب اليوم  امس والذي اوصى بضرورة ان تمنح وزارة الخارجية الامريكية سفاراتها السلطة من اجل الارتباط الحقيقي بجماعة الاخوان المسلمين بمصر وجبهة العمل الاسلامي بالاردن لا سيما فيما يتعلق بالانتخابات المقبلة.

واكد ان درجة الانفتاح مع الاسلاميين سوف تتوقف على مدى قدرتهم على التفاعل مع الادارة الامريكية وانه يجب ان يدرك المسؤولون الامريكيون الى اي مدى قد تؤثر مثل هذه التطورات على المصالح الاقليمية وقد تسمح قنوات الحوار المفتوحة للولايات المتحدة وفق التقرير ببعض النفوذ على الاستراتيجيات التي يتبعها الاسلاميون خاصة ما يتعلق بالمشاركة في الانتخابات.

 الادارة الامريكية لا تفهم سوى مصلحتها

وقال رئيس مجلس شورى جماعة الاخوان المسلمين الدكتور عبد اللطيف عربيات في تصريح لـ  العرب اليوم   ان الاستراتيجية الامريكية فقط تريد الديمقراطية العلمانية المنحازة الى مصالحها وليس الديمقراطية العادية المفتوحة التي تسهم في تقدم الاسلاميين ولهذا من الصعب ان تكون لديهم قدرة على الحوار بدون انحياز .

وزاد عربيات نحن لسنا ضد احد لكننا منفتحو العقل لما فيه مصلحة الجميع غير ان الادارة الامريكية لا تفهم سوى مصلحتها المنحازة ولكن اذا استعدت لان تتحرر من سلطة الصهاينة وارادت ديمقراطية بعيدة عن العلمانية فنحن لا مانع لدينا من التفاهم والحوار على مبادىء عامة .

واكد انه ليس لديهم مانع من الحوار مع اي جهة غير المحتل ومن ينحاز له منوها الى انه اذا استطاع الامريكان ان يكونوا حياديين ويعملوا لمصلحة الجميع فلا يوجد مانع من الحوار معهم.

لا اتوقع اي نتيجة حقيقية من الامريكان

وقال نائب المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين الدكتور عبد الحميد القضاة في تصريح لـ  العرب اليوم  ان الامريكان لا يمكن ان يدعوا لشيء حقيقي فيه مصلحة للجميع بل يدعون لمصلحتهم الشخصية ورأيي الشخصي بالنسبة للحوار مع الامريكان انهم منحازون بشكل واضح لاعداء المسلمين وهم اليهود وبالتالي فهم غير منصفين

وزاد  ولهذا لا اعلق كثيرا على الحوار مع الامريكان لانهم يتعاملون بازدواجية واضحة ولا اتوقع اي نتيجة حقيقية من الامريكان .

واشار انه لا يوجد اي فيتو على الحوار سوى مع اليهود ومن ينحاز لهم ولكن الحوار الموجود فقط هو الذي يكون مع المؤسسات الاهلية.

نرفض الحوار مع اي جهة رسمية امريكية

وشدد امين عام حزب جبهة العمل الاسلامي حمزة منصور في تصريح ل¯ العرب اليوم  على انهم يرفضون الحوار مع اي جهة رسمية امريكية منذ احتلال العراق.

وقال بان حوار الحركة الاسلامية مع الامريكان مقتصر فقط مع الاعلاميين والباحثين وبهدف ايضاح الحقائق للرأي العام.

وزاد منصور اعتقد ان الادارة الامريكية مسؤولة عن مصائب العرب والمسلمين وان عقلية الادارة الامريكية تشكلت على استعباد الشعوب .

سخونة الجدل حول الحوارات مع الامريكان

وقد شهدت العلاقة بين الاسلاميين والمؤسسات الامريكية الاهلية منذ بداية التسعينيات حوارات متعددة شابها الكثير من المد والجزر وتزامنت هذه الحوارات مع احداث في المنطقة ارتبطت بالولايات المتحدة بصورة خاصة وعلى رأسها الملف العراقي منذ بداية الحصار وحتى سقوط بغداد واحتلال العراق اضافة الى الموقف الامريكي غير المتوازن في القضية الفلسطينية.

ولم يكف المعنيون عن طرح العديد من الاستفسارات والاسئلة سواء تلك التي جاءت بحسن نية او بسوء نية حول ما يجري طرحه على طاولة الحوارات الثنائية, وما هي حدودها والمناطق الساخنة فيها.

ويفرق الاسلاميون بين اجرائهم لاي حوار مع الادارة الامريكية وبين حوارات يجرونها مع منظمات اهلية امريكية ومراكز دراسات وابحاث حيث لم يغلقوا باب الحوار مع مؤسسة بحثية او اهلية سواء محلية او عربية او اجنبية باستثناء الادارة الامريكية في العام 2003 كموقف احتجاجي لاحتلال العراق وبقيت المقاطعة محصورة مع الجهات الرسمية.

ولكن ذلك لم يبّرد سخونة الجدل محليا حول علاقة الاسلاميين مع امريكان تابعين لمنظمات اهلية, وتتساءل اطراف اردنية حول الضمانات التي يمكن ان تتوفر بان الطرف الاهلي  الامريكي  ليس طرفا يمثل المنظمات الاهلية كما يمثل الجهات الرسمية الامريكية, والشواهد امريكيا على ذلك لا تنقصها الامثلة.

وكانت جماعة الاخوان المسلمين قد اكدت في تصريحات سابقة لها على رفضها منهجية التدخل الاستعماري في الشؤون المحلية للدول حتى ولو تعلق الامر بالاصلاح السياسي او الدفاع عن حقوق الانسان الى جانب رفضها لاستقواء اي جهة بامريكا او غيرها.

ونوهت الى انها لم تعيد النظر بعد في موقفها من مقاطعة القيادات الرسمية الامريكية وهو الموقف الذي كانت قد اتخذته ابان عدوان الادارة الامريكية السابقة على العراق, مشيرة الى انها تؤمن بالحوار كقيمة حضارية وإنسانية ولا تمانع من توضيح رؤيتها للاصلاح الشامل لاي منظمة او مركز ابحاث او جهة اعلامية امريكية.

 دعوة السفارات الامريكية بدء التعامل مع الاسلاميين

يشار الى ان تقرير (BROOKINGS) الامريكي دعا الى تمكين السفارات الامريكية من بدء التعامل الموضوعي مع الجماعات الاسلامية لا سيما مع قيام الجماعات الاسلامية بالعمل على اعادة استراتيجياتها وحل الانقسامات الداخلية بينها وهو ما يتعين على المسؤولين الامريكيين ان يدركوا الى اي مدى قد تؤثر مثل هذه التطورات على المصالح الاقليمية وقد تسمح قنوات الحوار المفتوحة للولايات المتحدة وفق التقرير ببعض النفوذ على الاستراتيجيات التي يتبعها الاسلاميون خاصة ما يتعلق بالمشاركة في الانتخابات.

واوصى التقرير بضرورة ان تمنح وزارة الخارجية الامريكية سفاراتها السلطة من اجل الارتباط الحقيقي بجماعة الاخوان المسلمين بمصر وجبهة العمل الاسلامي بالاردن لا سيما فيما يتعلق بالانتخابات المقبلة.

واكد ان درجة الانفتاح مع الاسلاميين سوف تتوقف على مدى قدرتهم على التفاعل مع الادارة الامريكية فاما ان تدفعهم بعيدا عن السياسات الامريكية او تقحمهم فيها .

أضف تعليقك