الإذاعة بعد مئة عام على أول بث.. الصوت الحاضر بين ازدحام وسائل الإعلام

رغم الانتشار الواسع لمختلف وسائل تكنولوجيا الاتصال، التي  تتيح المعلومات بسهولة، إلا أن العاملين في هذا المجال يعتبرون الإذاعة الوسيلة الأكثر قوة واستمرارية نظرا لسهولة التعامل معها.

 

 ومع الاحتفال باليوم العالمي للإذاعة، الذي يصادف الـ13 من شهر شباط من كل عام، بلغ عدد الإذاعات المحلية المرخصة في الأردن 42 إذاعة، تقدم من خلالها العديد من البرامج ونشرات الأخبار ومختلف المنوعات لتلبية حاجات ورغبات جمهورها .

 

وأقرت منظمة اليونسكو هذه  الاحتفالية بهدف التركيز على مكانة هذه الوسيلة في المشهد الإعلامي المحلي والعالمي، رافعة هذا العام، شعار"نحن التنوع، نحن الإذاعة".

 

يلفت مدير عام شبكة الإعلام المجتمعي داود كتاب، إلى تميز الاحتفال لهذا العام لمصادفته الذكرى المئوية لابتكار البث الإذاعي في إيطاليا.

 

ويؤكد كتاب استمرار عمل الإذاعات رغم التطور الكبير والانتشار الواسع لمختلف وسائل الإعلام، نظرا لتدني كلفتها على المنتج والمستمع، وسهولة التعامل معه في مختلف الظروف.

 

ويضيف اول مؤسس اذاعة مجتمعية إلى أن الاذاعة تحرص باستمرار على تدريب العديد من الفئات ومكونات المجتمع المختلفة، لطرح قضاياهم وثقافتهم وافكارهم عبر تخصيص مساحة صوتية لهم، الأمر الذي يحقق التنوع الثقافي.

 

الإعلامي والمذيع الدكتور عساف الشوبكي، يؤكد أن الإذاعات المحلية على اختلافها، ومنذ انطلاقها، قامت  بدور كبير وهام في المجتمع، مشيرا إلى التباين فيما بينها المرتبط بمستوى أداء الحكومات المتعاقبة، التي قد تساهم بنجاحها أو فشلها. 

 

ويشير الشوبكي، إلى ما يواجهه الإعلاميون، ومنهم الإذاعيون، من تحديات متعددة بدءا بالتشريعات والأنظمة التي أدت إلى الحد من حرية الرأي والتعبير، إضافة إلى مهاجمة بعض المسؤولين لهم، بسبب انتقاداتهم لهم كشخصيات عامة.

 

ويستذكر الإعلامي الذي عمل كمذيع في التلفزيون الأردني خلال تسعينيات القرن الماضي، دور الإذاعة الأردنية منذ انطلاقتها، ومدى أهميتها ومكانتها بإعلامييها المميزين، بالإضافة إلى قوة البرنامج الصباحي لطرح مختلف المواضيع ومعالجة شكاوى المواطنين من خلال ايصالها للمسؤولين.

 

من جانبه يؤكد وزير الدولة لشؤون الإعلام أمجد عودة العضايلة، أهمية دور الإذاعة الأردنية بشكل خاص والإذاعات المحلية عموما في خدمة قضايا الإنسان والمجتمعات، وتلبية حاجات الأفراد، وإيصال رسالة الدولة للمواطنين.

 

ويشير العضايلة إلى أن دور الإذاعة لا يقل أهمية عن أية وسيلة إعلام أخرى، نظرا لانتشارها الكبير وقدرتها على الوصول لكل شخص وفي أي مكان، خصوصا في ظل التطور التقني الهائل وانتشار التطبيقات الذكية.

 

"الأردن لديه تجربة مهمة على مستوى الإذاعات، إذ يوجد عبر الأثير الأردني 42 إذاعة محلية، مما أسهم بتنوع المحتوى بشكل يلبي طموحات ورغبات جميع أفراد المجتمع الأردني" بحسب العضايلة.

 

هذا ويذكر أن المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" أعلن في دورته 36 يوم الثالث عشر من شباط عام 2011، هو اليوم العالمي للإذاعة، وذلك تزامنا مع ذكرى إِطلاق إِذاعة الأُمم المتحدة عام 1946.

 

أضف تعليقك