الأميرغازي: زيارة البابا رسالة لضرورة الانسجام بين الأديان
زار قداسة البابا بندكتوس السادس عشر ظهر السبت مسجد الحسين بن طلال حيث التقى عددا من علماء الدين الإسلامي وأعضاء السلك الدبلوماسي ورؤساء الجامعات.
وعبر الامير غازي بن محمد-الممثل الشخصي والمستشار الخاص للملك- عن شكره لقداسة البابا بندكت السادس عشر عن الندم الذي عبره عنه بعد المحاضرة التي ألقيتموها في ريجنسبيرغ في 13 أيلول 2006 م، على الإيذاء الذي سببته هذه المحاضرة لمشاعر المسلمين.
وقال الامير غازي في كلمة ألقاها في مسجد الحسين بن طلال بمناسبة زيارة البابا " وبالطبع، فإن المسلمين يعرفون أنه ليس هناك من قول أو فعل في هذا العالم يمكن أن يسبب أيّ أذى لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو مع،ــ كما تشير كلماته الأخيرة لنا، الرفيق الأعلى – الله سبحانه وتعالى – في الجنة.
ولكن مشاعر المسلمين تأذّت بسبب حبّهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو، كما قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، "النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِم، فإن المسلمين قدّروا بصورة خاصة التوضيح الذي صدر عن الفاتيكان بأن ما قيل في المحاضرة التي ألقيت في ريجنسبيرغ لا يعكس رأي قداستكم الشخصي، وأنّه كان مجرّد اقتباس من محاضرة أكاديمية".
واضاف الامير في كلمته "إننا نرى في هذه الزيارة رسالةً واضحةً عن ضرورة الوئام والانسجام ما بين الأديان والاحترام المتبادل في العالم المعاصر، وبرهاناً ملموساً على استعداد قداستكم للقيام بدور قيادي في هذا.
ويتابع"وتبدو هذه البادرة أكثر روعةً حين نأخذ بعين الاعتبار أن زيارة قداستكم هذه إلى الأردن هي في المكان الأول حج روحي إلى الأراضي المسيحية المقدسة (وبصورة خاصة لموقع عماد السيد المسيح، عليه السلام، في بيت عنيا شرق الأردن) (سِفر يوحنا 1:28 وسِفر يوحنا 3:26)، ومع ذلك خصصتم الوقت في برنامج زيارتكم المكثّف المُضني – وهو مضنٍ لأي فرد مهما كان عمره – لزيارة مسجد الملك الحسين تكريماً للمسلمين".
وحول أوضاع المسيحيين في الأردن قال الأمير غازي "الدولة تقوم بحماية ورعاية الأماكن المقدسة لدى المسيحيين ومؤسساتهم التعليمية التي تعمل ضمن إطار القانون واحتياجاتهم الأخرى – وقداستكم قد رأيتم هذا شخصياً في جامعة مادبا الكاثوليكية الجديدة وهو ما سترونه إن شاء الله في الكاتدرائية الكاثوليكية الجديدة وكنيسة الروم الكاثوليك الجديدة في موقع المغطس .
و"هكذا فإن أحوال المسيحيين تزدهر اليوم في الأردن كما كان حالهم على مدى الألفَي سنة الأخيرة ويعيشون في سلام ووئام، وعلاقاتهم مع جيرانهم المسلمين علاقات أخوية حقيقية تتسم بالنوايا الطيبة.
و ويضيف "بالطبع يعود هذا جزئياً إلى أن المسيحيين كانوا يُشكّلون نسبة أكبر عدداً في الأردن ولكن تراجُع معدلات الولادة لدى المسيحيين وارتفاع مستويات التعليم والرخاء الاقتصادي (الأمرين اللذين يجعلانهم مطلوبين للعمل في الغرب) أدى إلى تراجع أعدادهم.
وتزدهر أحوال المسيحيين في الأردن اليوم أيضاً لأن الأردن يذكر بالتقدير أن المسيحيين كانوا موجودين على أرض الأردن قبل المسلمين بستمائة عام.
و"لعل المسيحيين الأردنيين أقدم مجتمع مسيحي في العالم – ولطالما كانت الأغلبية من الأرثوذكس الذين يتبعون البطريركية الأرثوذكسية في القدس في الأراضي المقدسة – وكما تعرف قداستكم أنّها كنيسة القدّيس يعقوب والتي تأسست أثناء حياة المسيح عليه السلام" .
كثير منهم ينحدرون من الغساسنة واللخميين وهما قبيلتان عربيتان قديمتان وعلى مرّ التاريخ شارك المسيحيون مصير وصعاب زملائهم المسلمين.
الحج يبدأ من نيبو
وبدأ قداسة البابا بندكتس السادس عشر الحج المسيحي من جبل نيبو صباح اليوم السبت، وقام بتلاوة صلاة ترجية بعد ان وقف امام عصا النبي موسى ناظرا الى الاراضي المقدسة، كما وقف النبي موسى قبل مئات السنين في الموقع ذاته ناظرا للاراضي المقدسة التي لم يدخلها عقاب له.
البابا يضع حجر الاساس لجامعة مادبا
كما قام البابا اليوم بوضع حجر الأساس لجامعة مادبا التابعة للبطريركية اللاتينية، ويزور المتحف الهاشمي ومسجد الحسين بن طلال حيث سيلتقي عددا من علماء الدين الإسلامي وأعضاء السلك الدبلوماسي ورؤساء الجامعات.
وقال البابا في كلمة له ان جامعة مادبا تهدف الى ثلاثة اهداف هي" إنماء المنطقة وخلق اجيال من الطلبة لخدمة جماعة اكبر، وتحسين حياتهم،وصقل المعرفة والقضاء على الاحكام المسبقة".
كما يتضمن برنامج قداسته المشاركة في صلاة الغروب في كاتدرائية القديس جاورجيوس للروم الكاثوليك في عمان، وفي القداس الاحتفالي الذي سيقام في ستاد عمان بمدينة الحسين الرياضية.
* اظغط اشارة السماعة للاستماع للكلمة الصوتية للامير غازي بن محمد
إستمع الآن











































