قررت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام سحب فيلم "حلوة يا أرضي" من الترشح لجائزة الأوسكار في الدورة الـ97 لعام 2025 عن فئة الأفلام الروائية الطويلة الدولية، وذلك بعد ضغوط دبلوماسية من الحكومة الأذربيجانية.
وجاء القرار بعد أن طلبت أذربيجان من الأردن إعادة النظر في اختيار الفيلم، مشيرة إلى أن الفيلم الوثائقي، الذي يتناول حياة طفل أرمني في ناغورني قره باغ، يعكس "تحيزاً" لصالح الأرمن في النزاع التاريخي المستمر بين أذربيجان وأرمينيا.
وفيلم "حلوة يا أرضي" حصل على جائزة الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين "فيبريسكي" لأفضل فيلم عربي وثائقي طويل في الدورة الخامسة من مهرجان عمّان السينمائي الدولي، فيما عرض الفيلم ضمن "مهرجان عمان السينمائي الدولي – أول فيلم"، الذي يتضمن برنامجه 52 فيلما من 28 دولة منتجة ومشاركة في الإنتاج، ويشمل مزيجا من الأفلام الروائية الطويلة والوثائقية العربية والدولية، بالإضافة إلى الأفلام القصيرة العربية.
تروي أحداث فيلم "حلوة يا أرضي" من سيناريو وإخراج الأردنية من أصل أرمني سارين هايربديان قصة فتى يُعاصر حربا مُتوارثة عبر الأجيال بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، يدعى فريج الذي يبلغ من العمر 11 عامًا، يحلُم فريج في الفيلم الذي أنتجته الأردنية عزة حوراني بأن يصبح طبيب أسنان، لكنه يضطر إلى مغادرة مسقط رأسه "آرتساخ" حسب التسمية الأرمنية أو ناغورني كارباخ خلال حرب 2020 مع أذربيجان.
وفي بيان أصدرته الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، أكدت أن سحب الترشيح جاء استجابة للضغوط الدبلوماسية، إلا أنها شددت على التزامها الكامل بتقديم ودعم جميع الأفلام الأردنية، بما في ذلك مشاركتها في المهرجانات السينمائية الدولية.
وأعربت أذربيجان عن ترحيبها بقرار الأردن سحب الفيلم من الترشح لجائزة الأوسكار، مشيرة إلى أن القرار يعكس "احترام العلاقات الثنائية" بين البلدين.
وأكدت وزارة الخارجية الأذربيجانية في بيان لها، أن قرار الأردن بسحب الفيلم يُعد "خطوة إيجابية للحفاظ على الروابط الدبلوماسية والتعاون المستمر" بين الدولتين. وأضاف البيان أن أذربيجان تقدر هذا الموقف وترى فيه دليلاً على "تفهم الأردن للحساسيات المرتبطة بالصراع في ناغورني قره باغ وتأثيره على الاستقرار في المنطقة".
وقالت منتجة الفيلم في تصريحات: "خيبة أمل كبيرة.. كان ذلك خبراً محطماً لفريقنا حُظرت وقُمعت قصة عاطفية عن حب الطفل لوطنه وعائلته".
الفيلم، الذي أخرجته سارين هيرابديان، هو أول عمل طويل لها، ويعد استكمالاً لعملها الوثائقي السابق “لم ننتهِ بعد”، والذي حاز بدوره على جوائز وتقدير دولي. ويروي “حلوة يا أرضي” قصة فريج، الطفل البالغ من العمر 11 عاماً، الذي يحلم بأن يصبح طبيب أسنان في قريته في آرتساخ (ناغورني قره باغ)، حيث يعيش وسط التوترات والنزاعات. ويصور الفيلم رحلة فريج وأسرته وهم يواجهون واقعاً مدمراً بعد الحرب، مسلطاً الضوء على صراعات الأطفال في ظل الحروب.
وعرض “حلوة يا أرضي” لأول مرة في مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية في المملكة المتحدة، وتم دعمه من مؤسسات دولية مثل القناة الأوروبية ARTE والصندوق العربي للثقافة والفنون (AFAC). وقد تمكن الفيلم من تحقيق نجاح ملموس خلال عرضه في مهرجان عمان السينمائي الدولي، حيث فاز بثلاث جوائز، بما في ذلك جائزة الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين (FIPRESCI) لأفضل فيلم وثائقي عربي طويل.
ومن المنتظر أن تعلن أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة عن القائمة الطويلة للأفلام المؤهلة للأوسكار في 17 ديسمبر، بينما سيتم الكشف عن الأفلام المرشحة في 17 يناير 2025، في حين سيقام حفل توزيع جوائز الأوسكار في 3 مارس من نفس العام.
يذكر أن الأردن سبق له تقديم تسعة أفلام للمنافسة في فئة أفضل فيلم أجنبي، وكان فيلم “حلوة يا أرضي” يمثل آخر تلك المحاولات قبل سحبه، ما يعكس جهود الأردن المستمرة في دفع الإنتاج السينمائي الوطني نحو العالمية وتقديم قصص تحمل رسائل إنسانية وثقافية تساهم في تسليط الضوء على قضايا المنطقة.