الأردن يحافظ في علاقاته الخارجية خلال 2013 على "شعرة معاوية"
اتسم العام 2013 بالهدوء والحذر على صعيد العلاقات الخارجية للأردن مع دول شقيقة تشهد حالة من عدم الاستقرار كدول الربيع العربي والعالم عموماً، بحسب آراء عبر عنها محللون لموقع "عمان نت".
على الصعيد المصري، يقول المحلل السياسي أسامة الرنتيسي إن العلاقات "الأردنية – المصرية" شهدت تحسناً ملحوظاً خصوصاً بعد ثورة 30 يونيو التي أزاحت نظام حكم الإخوان المسلمين.
ورأى أن العلاقات الثنائية تعززت بعد الزيارات المتبادلة بين الملك عبد الله الثاني للقاهرة والرئيس المؤقت عدلي منصور لعمان.
وقال إن الأردن قام بالتنسيق على أكثر من صعيد سياسي مع مصر كان أبرزها الموقف الأردني المؤيد لوضع الاستفتاء على الدستور.
التطور في العلاقات الخارجية طال أيضاً العلاقات الأردنية – العراقية بحسب الرنتيسي، خصوصاً بعد الزيارة "الاستراتجية" الأخيرة لرئيس الوزراء عبد الله النسور لبغداد مع فريق وزاري شامل بحث معظم الملفات الأمنية والسياسية والاقتصادية.
وأضاف أن الأردن لعب خلال 2013 في العراق دوراً رشيقاً لإعادة العلاقات المشتركة ومساعدة العراق على الخروج من أزماته التي كان اخرها في الأنبار.
وبين أن العلاقات الأردنية مع العراق لم تقتصر على الجانب السياسي بل تعدته إلى الجانب الاقتصادي، فأنبوب النفط الأردني العراقي سيكون "بمثابة الترياق الشافي لأزمة النفط التي يعيشها الأردن"، بحسب الرنتيسي.
ورأى الكاتب محمد أبو رمان أن الموقف الأردني كان "براغماتياً" في المسألة السورية، وذلك بعد أن راهن الأردن على التعامل الدولي مع النظام السوري باتجاه تغييره فيما تراجعت المراهنات بعد تبدل موقف حلفاء الأردن وأبرزهم الولايات المتحدة تجاه النظام "فالأردن يرتبط موقفه بموقف الدول الحليفة له".
بين مد وجزر في العلاقات مع أطراف النزاع السوري حاول الأردن "عدم الإنخراط" في المشهد السوري وفقاً لأبو رمان بعد ان شهد الأردن ضغوطات عديدة من قبل دول الخليج العربي لدعم المعارضة المسلحة.
ويشير أبو رمان إلى أن الموقف الأردني مبني على قراءة الملك عبد الله الثاني بأن "النظام السوري ليس رخواً وإنما صلب ويستند إلى قاعدة طائفية قوية، وبالتالي الحديث عن إزالة حكم بشار خلال فترة محدودة غير واقعي وغير صحيح".
الأردن دفع ثمن موقفه البراغماتي بحسب أبو رمان فالنظام السوري اتهم الأردن بأنه يدعم الأجندة الإقليمية ضد النظام السوري ويسهل تمرير الأسلحة ويساعد على مرور المنضمين لتنظيم القاعدة، كما تشكو المعارضة السورية من أن الأردن لا يوفر السند والدعم لها وأن حدوده شبه مغلقة مقارنة بالحدود التركية.
لم يكن 2013 متميزا على صعيد العلاقات الثلاثية بين الأردن وفلسطين واسرائيل، إذ اهتم الأردن بشكل أساسي بحاجته لإطلاق عملية المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي ودعم جهود جون كيري في هذا الشأن بحسب المحلل السياسي عريب الرنتاوي.
لكن الأردن لم يكن طرفاً في المفاوضات بعد استئنافها بسبب مصالحه المتشعبة مع القضية الفلسطينية من الحدود إلى اللاجئين إلى المياه إلى الأمن إلى القدس والمقدسات.
وتابع الأردن النشاط الإسرائيلي "المسعور" خلال 2013 وفقاً للرنتاوي، وأصدر الكثير من البيانات والمواقف للنظر بخطورة الإستيطان على مستقبل الحل النهائي للقضية الفلسطينية.
واختتم 2013 بالتوقيع على مشروع "قناة البحرين" الثلاثي الأطراف الذي سيوفر المياه والطاقة "ومن المحتمل أن يقفل العام على اتفاقية شراء الغاز الإسرائيلي في ظل إنقطاعات الغاز المصري".
وزير الخارجية الاسبق الدكتور كامل ابوجابر رأى أن العلاقات الأردنية عموماً كانت وسطية معتدلة خلال 2013 حيث سعى الأردن للإبقاء على "شعرة معاوية" مع كافة الأطراف والدول وخصوصاً سوريا.
ورأى أن الأردن ومنذ تأسيسه عام 1921 وهو معتاد على الأزمات السياسية وعليه فإن ما مر به خلال 2013 كان معتاداً مع نظام أثبت أن الوسطية والاعتدال هي أفضل ما تخاطب به الدول.
وختم "اعتمد الأردن سياسة الحكمة والتروي في التعامل مع المستجدات على صعيد علاقاته الخارجية".