الأردن ومصر.. والإخوان: وجهات نظر

الأردن ومصر.. والإخوان: وجهات نظر
الرابط المختصر

أخذت العلاقات الأردنية المصرية إثر زيارة الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور لعمان، وبعد زيارة رئيس الوزراء الدكتور عبد الله النسور للقاهرة، مساحتها بين أعمدة كتاب الرأي في الصحف اليومية لعدد يوم الخميس، وخاصة صحيفة الرأي، مع غياب أي مقال حول هذا الملف في "الغد".

وتقاربت آراء ثلاثة كتاب من "الرأي" بقراءة هذه الزيارات المتبادلة وأهميتها، واستقراء ما بين سطورها من وجهات نظر حول جماعة الإخوان المسلمين في الأردن وتأثرها بالتغيير السياسي في القاهرة بعد عزل الرئيس الإخواني د. محمد مرسي.

تبادل الزيارات وتقارب الرؤى:

الكاتب نصوح المجالي يؤكد ترحيب الأردن بزيارة الرئيس المصري المؤقت، مشيرا إلى أنه ترحيب "بمصر الشعب والدولة والجيش الركن المكين في صمود الأمة، وفي تقدمها واستقرارها".

ويرى المجالي أن العالم العربي ينظر بريبة للقوى التي تحاول ضرب جيش مصر، وإشغاله في معارك جانبية، بعد أن تم تفكيك جيش العراق وجيش سورية.

ويذهب الكاتب سلطان الحطاب إلى أن زيارة الرئيس طرحت مسائل عديدة وفتحت المجال لبناء وسائل وأهداف جديدة، مشيرا إلى تغيّر الموقف المصري من الصراع في سورية ليكون أقرب إلى الموقف الأردني، وحتى الايقاع الدولي العام تجاه المسألة السورية، خلافا لموقف مرسي الذي دعا إلى الجهاد في سورية.

"كما أن الوضع في سيناء الآن يحتم على الأردن ومصر التعاون المشترك لمساعدة مصر في هذا البعد الأمني بعد أن ازداد منسوب الإرهاب والعمليات الأمنية والعسكرية في سيناء والتي تنعكس الآن في شوارع القاهرة"، بحسب الحطاب.

وهو ما يشير إليه المجالي الذي يوضح بأن العقبة وجنوب الأردن في مرمى أسلحة "القوى المتطرفة" في سيناء، التي ثبت من قضية الغاز أنها تستهدف الأردن أيضا، وهو ما دفع إلى تحرك القيادة الأردنية لدعم الحكم الجديد في مصر، إضافة إلى اتخاذ موقف متوازن من الأزمة السورية رغم ما تعرض له الأردن من ضغوط لالتزامه بعدم التدخل في هذه الأزمة، واتخاذه الموقف الذي يضمن أمن الأردن.

ويقرأ المجالي بموقف القيادة الأردنية الداعم للحكم الجديد، دلالة سياسية "مردّها ما كان يبيّت لمصر والمنطقة، مما أفزع الشعب المصري نتيجة حجم التجاوز والتسلط على الدولة المصرية، الأمر الذي كان ترجمة لمشروع تدعمه دول غربية يطرح حكم الإخوان كنظام بديل للنظام العربي".

وعلى مقلب آخر، ينتقد القيادي الإسلامي سالم الفلاحات في مقال له في "السبيل" زيارة النسور للقاهرة لتهنئة قادة الحكم الجديد الذي يصفه بـ"الانقلاب العسكري"، بـ"انتصار أكتوبر".

وتساءل الفلاحات "كم من عيد وطني عربي حصل موعده، فهل شاركنا فيه على مستوى رئيس الحكومة! هل شاركت رئيس الوزراء المعين يحتفل ويتحدث، أم أنك سمعت والعالم بقائد الانقلاب وزير الدفاع ومنذ متى هذا الحرص على المشاركة؟!".."ألا ترى أنك تبارك قتل المصريين السلميين الوطنيين الأحرار!"...

إسلاميو الأردن والجماعة في القاهرة:

"بعد صعود الإخوان في مصر اشتد التحشيد والاستعصاء السياسي واستهداف الدولة في الاردن ودول المنطقة ومرد ذلك الوهم أن المنطقة العربية دانت اخيراً لسيطرة وحكم الإخوان وكأنها خلت إلا منهم وأنهم الجماعة الدينية الراشدة التي كُلفت بهداية وحكم المسلمين في هذا العصر"، يكتب المجالي.

ويشير سلطان الحطاب إلى أن البعد الاستراتيجي للعلاقات الأردنية المصرية يتمثل باستعادة مصر لدورها الذي غيبه حكم الإخوان المسلمين، حيث جرى استبدال هذا الدور المصري بآخر لخدمة الإخوان كحزب ديني وسياسي ولخدمة مصالح محددة تتصادم مع المصالح الوطنية المصرية العليا وتكوينات مصر الاجتماعية والسياسية والتاريخية.

ويتناول الكاتب فهد الفانك تعاطي إسلاميي الأردن مع مختلف الملفات الإقليمية وعلى رأسها الملف المصري.

ويؤكد الفانك أن "من الحكمة السياسية أن لا يحـمل الإخوان المسلمون في الأردن أنفسهم وزر أعمال الإخوان المسلمين في مصر، ولكنهم وضعوا شعار رابعة على صدر صحيفتهم ليقولوا أنهم مجرد امتداد لتنظيم دولي، لا ينتمي إلى الأردن بالذات بل يتعامل معه كإحدى الساحات، فالشارع الأردني مجرد أداة لخدمة حزب مصري.

ويخلص الكاتب إلى أن "نجم الإخوان هوى في مصر موطنهم الأصلي، وعلى الأطراف والملحقات خارج مصر أن تحاول تقليل خسائرها وإعادة تأهيل نفسها، وفي الحد الأدنى أن تقبل الرأي الآخر، على الأقل من أعضائها المعتدلين وزملائها من أحزاب المعارضة، لتثبت أنها تصالحت مع الديمقراطية والتعددية".

أما الكاتب عريب الرنتاوي، فيرى أن البعض يصرّ "على فتح الشماسي في عمان كلما أبرقت أو أرعدت في القاهرة ودمشق وبغداد أو غيرها من عواصم الإقليم"، مؤكدا أن ليس من الضرورة استنساخ تجربة أحد.

ويصف الرنتاوي إقامة التماثل بين إخوان مصر وإخوان الأردن، بـ"التبسيط والسذاجة"، بما يجعل السجال معها ضرباً من العبث وإضاعة الوقت والجهد، لولا أنها تلتقي مع مواقف ومقاربات قوى وشخصيات وازنة ، وتشكل تبعاً لذلك، تهديداً جسيماً لـ”فرادة” التجربة الأردنية في العلاقة بين الحكم والإخوان.

وبناء على قراءته "بأن اتهام إخوان مصر بالإرهاب، ينطوي على قدر التسرع، حتى بالاعتماد على بعض الممارسات الشاذة هنا أو هناك"، يقول الرنتاوي "إننا نربأ بالأردن، أن يفكر، مجرد تفكير، باستنساخ النموذج المصري في التعامل مع جماعة الإخوان المسلمين، ونطالب بدلاً من ذلك، بإطلاق مبادرات الحوار والانفتاح والإدماج والمشاركة في عملية الإصلاح السياسي والتحول الديمقراطي".

 

أضف تعليقك