الأردن من أكثر الدول تأثرا بالتغير المناخي

الرابط المختصر

يتساءل المواطن الأردني هذه الأيام عن أسباب تأخر الشتاء، واستمرار الحالة الجوية المتمثلة بالحرارة المرتفعة والهواء الساخن، وشعور المزارعين بالخوف من استمرار الجو جافاً وغير ممطر، وهو ما استدعى الكثير من الخبراء إلى دراسة تلك الظاهرة. التلوث البيئي وانبعاث ثاني أكسيد الكربون من المصانع والسيارات أثر جليا على الحالة الطقس، ويحلل تلك الظاهرة الخبير البيئي الأردني في الأمم المتحدة سفيان التل -والذي درس تلك الحالة منذ العام 1972- أن الحالة الجوية السائدة ترتبط بالتلوث البيئي، والتوقعات على حدوث تغيرات مناخية من سنوات عديدة .



شارحا التل لعمان نت أسباب الحالة الجوية السائدة ، "هناك ارتفاع في معدل دراجات حرارة الأرض، نتيجة تغير التركيبة الغازية التي تحيط بالكرة الأرضية لكثرة الانبعاثات الناتجة عن ثاني أكسيد الكربون والصناعات؛ تلك الارتفاعات أدت إلى ذوبان الثلج في القطب الشمالي والجنوبي، ونتيجة الذوبان تبدأ نسب المياه في البحار والمحيطات في الارتفاع، ومع زيادة درجات الحرارة في الأرض؛ تبدأ كميات هائلة بالتبخر وهذا البخار تحمله الرياح، مبتدئة بالتشكل بصورة جديدة غير مألوفة سابقاً، وتنقله إلى مناطق غير متوقعة أحيانا، والنتيجة التي تنعكس على تغير المناخ، هي أن الأمطار يمكن أن تسقط في مناطق غير متوقع سقوط الأمطار فيها".



ما مدى تأثر الأردن من هذه الأحوال، يجيب التل أن اللجنة الدولية لتغير المناخ تطلب من جميع دول العالم، أن يقدموا تقارير دورية عن الحالات المناخية غير الطبيعية وغير المألوفة حتى يتسنى لها رصدها، وبالتالي لا أدري هل قدمت الحكومة الأردنية طلبا أم لا، حتى الآن لا يوجد أية معلومات لنتعرف على مستوى التغير الذي طرأ على المناخ في الأردن".



وبناءً على دراسات دولية، فإن التغيرات الجوية طرأت على كثير من دول العالم ومنها الأردن، يعلق التل "وهو ما بدأ في الدول الاسكندنافية في السنوات الماضية، فدرجات الحرارة ازدادت فيها عشر درجات مئوية، وهولندا هي الدولة الوحيدة التي تنبهت لأهمية هذا المجال، وسخرت الملايين من الدولارات لأجل الأبحاث والدراسات العلمية، ذلك لأنها أدركت بأن ارتفاع منسوب المياه فيها ازداد، وهي تحت مستوى سطح البحر وهذا يعني أنها تأثرت تأثرا كبيرا".



وعن ما يمكن أن تقوم به الحكومة، يقول التل "أن يكون هناك تعاون بين الحكومة الأردنية والمنظمات الدولية العاملة في هذا المجال، فموسم الأمطار من الممكن أن يتأخر وهنا عليها مثلا أن تعطي توصيات للمزارعين أن يبدأوا بتجديد برامجهم على ضوء التوقعات المتوفرة، وتتعاون مع المؤسسات المعنية بالبيئة والمناخ العالمية، وأريد أن اذكر مثلا حول ذلك ففي بداية التسعينات كان لدي معلومات من الأمم المتحدة عن موجات الصقيع ستجتاح الأردن، ونبهنا لها قبل وقوعها بسنوات، ولم يأخذ ذلك على محمل الجد وكان هناك بالفعل صقيع واضر بالمزروعات ".



ويلوم التل الحكومات الأردنية المتعاقبة في تقصيرها بالدراسات المناخية، "لماذا لا توجد برامج واسعة معمقة يشترك فيها كفاءات محلية وعالمية ومع الهيئة الدولية لتغير المناخ".



أما بالنسبة لدائرة الأرصاد الجوية، فإن الأحوال الجوية السائدة في المملكة منذ فترة تثير مخاوف المواطنين، لأنها "ظروف غير متوقعة أو طبيعية"، كما يقول المسؤول الإعلامي فيها، عبد الحليم أبو هزيم، "من المعروف أن الشتاء يبدأ في المملكة مع نهاية شهر تشرين الأول وبداية تشرين الثاني، رغم الشتاء الجيد في مناطق شمال المملكة، هذا العام تأخر وهو ما يعكس عن وجود احتباس حراري واضح".



ويضيف "لكن ما يبعث على الأمل ما ستشهده في الفترة القادمة من منخفض جوي وتشهد الخرائط الجوية المتوفرة بانحسار وانكسار الحالة الجوية التي أنحبس فيها المطر وارتفاع درجات الحرارة".



ويرى أبو هزيم أن الأحوال التي كانت سائدة "هي طبيعية تخضع لتوزع الضغط الجوي على سطح الكرة الأرضية وحركة الكتل الهوائية فوق هذه المناطق، ومن المعروف أن منطقة شرق حوض البحر الأبيض المتوسط شهدت في هذه الفترة تشكل مرتفع جوي كبير جداً، مشكلا حاجزا أو سدا كبيراً أمام حركة الكتل الهوائية الباردة القادمة من شمال أوروبا، إضافة إلى وجود منخفض جوي عميق في أوروبا أدى إلى حجز أو عدم انتقال كتل الهوائية الباردة باتجاه شرقها والبحر الأبيض المتوسط، أي أن توزيع الضغط الجوي فوق المنطقة كان السبب الرئيسي في ذلك الانحسار".

أضف تعليقك