الأردن: بدء محادثات أردنية-روسية -أمريكية حول مصير الركبان

الأردن: بدء محادثات أردنية-روسية -أمريكية حول مصير الركبان
الرابط المختصر

قال موقع "ميدل ايست البريطاني" نقلا عن الناطقة باسم الحكومة الأردنية جمانة غنيمات إن "الأردن بدأ بمفاوضات ثلاثية أردنية روسية أمريكية حول مخيم الركبان بالصحراء السورية".

 

وحسب غنيمات "جرت محادثات أردنيّة - أميركيّة - روسيّة، بدأت بهدف إيجاد حلٍّ جذري لمشكلة مخيّم الركبان،الهدف من هذه المحادثات إيجاد الظروف الملائمة للعودة الطوعيّة لقاطني المخيّم إلى مدنهم وبلداتهم،الأردن يرى بأنّ الحلّ الوحيد لمشكلة قاطني،الركبان من اللاجئين السوريين هو تأمين العودة الآمنة لهم إلى مدنهم وبلداتهم، فالظروف الميدانية الآن تسمح بمعالجة قضيّة التجمع من داخل سوريا".

 

وفيما يلي نص تقرير ميدل إيست آي الذي اعده الزميل محمد العرسان:

 

تحاول الأردن دفع روسيا وأمريكا عقد محادثات ثلاثية لتفكيك مخيم الركبان للنازحين السوريين في المنطقة المحرمة المنزوعة السلاح بين الأردن وسوريا، وبعمق ثلاثة كيلومترات في الصحراء السورية.

 

وكشف  وزير الخارجية الأردني، أيمن  الصفدي في 8 يناير،خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، بعمان، عن "احتمالية عقد محادثات ثلاثية مع شركاء الأردن؛ روسيا والولايات المتحدة وذلك بما يخص منطقة التنف وعودة قاطني مخيم الركبان إلى مناطقهم في سوريا".

 

لماذا تريد الأردن تفكيك مخيم الركبان؟

 

تشكل المخيم في عام 2015 كتجمع لمئات الأشخاص الهاربين من المعارك في  مدينة تدمر وريف حمص وحماة الشرقي التي يسيطر عليها النظام حاليا، لكن سرعان ما أصبح المخيم "يضم 50 ألف نازحا"، حسب ما يقوله الصحفي السوري محمد الحمصي لـmee.

 

يخضع المخيم لحماية التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد "داعش"، بسبب قربه من قاعدة التنف التي تسيطر عليها الولايات المتحدة الأمريكية بمحيط 55 كيلومتر، بالتعاون مع فصيل مغاوير الثورة (جيش حر).

 

مفاوضات ثلاثية

 

وزيرة الدولة لشؤون الإعلام، الناطقة باسم الحكومة الأردنية، جمانة غنيمات، تقول "الأردن يؤكّد دائماً أنّ قضيّة الركبان هي قضيّة سوريّة أمميّة، وليست أردنيّة، والأردن يدعم التوصّل إلى حلّ جذري ينهي معاناة قاطني المخيّم، وقدمت المملكة جهوداً إنسانيّة كبيرة في سبيل تخفيف معاناة نازحي المخيّم، وقدّم الشهداء في سبيل هذا الواجب الإنساني".

 

"جرت محادثات أردنيّة - أميركيّة - روسيّة، بدأت بهدف إيجاد حلٍّ جذري لمشكلة مخيّم الركبان،الهدف من هذه المحادثات إيجاد الظروف الملائمة للعودة الطوعيّة لقاطني المخيّم إلى مدنهم وبلداتهم،الأردن يرى بأنّ الحلّ الوحيد لمشكلة قاطني،الركبان من اللاجئين السوريين هو تأمين العودة الآمنة لهم إلى مدنهم وبلداتهم، فالظروف الميدانية الآن تسمح بمعالجة قضيّة التجمع من داخل سوريا". حسب غنيمات.

 

الظروف الميدانية التي تتحدث عنها غنيمات، تغيرت بعد أن سيطر النظام على مناطق واسعة في جنوب وشرق سوريا بعد أن طرد المعارضة المسلحة وعناصر تنظيم داعش من مناطق في تدمر ودير الزور وريف حمص وحماة، والرقة.

 

إلا أن المحلل العسكري الأردني، اللواء الطيار المتقاعد د.مأمون أبو نوار، يرى في حديثه لـmee  "مصير مخيم الركبان مربوط بالانسحاب الأمريكي من قاعدة التنف الاستراتيجية، ومن المستبعد أن تستغني عن هذه القاعدة القريبة من العراق وسوريا التي ستكون مقر لاي عمليات امريكية مستقبلية في المنطقة، لكن احدى السيناريوهات المتوقعة هي توافق روسي أمريكي على إرسال من يرغب الى الشمال السوري على غرار المصالحات التي تمت في بعض المناطق".

 

"الأردن قلق من الركبان لتواجد خلايا نائمة لداعش في المخيم مما يشكل تهديد أمني لحدود المملكة".

 

تخوفات حول مصير النازحين

 

وتثير هذه المفاوضات تخوفات لدى النازحين في المخيم حول مصيرهم في حال عادوا الى مناطق النظام، كون جلهم من عائلات مقاتلين في الجيش الحر، ويتخوف النازحون ايضا من التجنيد الإجباري في الجيش السوري في حال عادوا الى مناطقهم التي يسيطر عليها النظام السوري.

 

العقيد مهند طلاع، قائد جيش مغاوير الثورة، وهو المسؤول العسكري عن قاعدة التنف، والمسؤول عن الحماية الأمنية لمخيم الركبان، لا يخفي في حديث لـmee تخوفاته من المحادثات (الروسية،الأمريكية، الروسية)، ويصفها ب "غير المريحة".

 

"تفاوض الاردن والروس والأمريكيين أمر مزعج من المفروض أن يكون هناك استفتاء سكان المخيم ولجنة من المخيم تدخل في هذه الاجتماعات ويكون لها دور لها الكلمة في تقرير المصير، هناك انقسام البعض يريد الذهاب للشمال السوري والبعض يطالب بحماية دولية في حال عادوا الى مناطقهم".

 

يقول العقيد "لدينا علم بالمفاوضات، لكن لا نعرف ما هي النتيجة نتمنى ان يفتح للمخيم ممر آمن الى الشمال السوري لمناطق المعارضة المعتدلة في منبج وجرابلس لمن يرغب أو أن يبقى تحت حماية التحالف الدولي، كون العديد لا يريدون العودة الى مناطق النظام السوري، نحن متخوفون من العودة بسبب التحقيق والاعتقال والتجنيد الإجباري في الجيش الناس لا تريد القتال الى جانب النظام".

 

.

ويتفق معه الناشط الإعلامي من المخيم، خالد العلي، الذي نشط في نقل صورا من معاناة اهالي المخيم عبر شبكات التواصل، يقول العلي لـ mee " لا نريد العودة الى مناطق سيطرة النظام لان لا عهد له ولا يحترم المواثيق الدولية التي تنص على حماية المدنيين، بالاضافة رأينا ما حدث مع بعض الاشخاص عادوا الى مناطق سيطرة النظام تعرضوا للقتل والاعتقال وتجنيدهم في جبهات القتال الحل الأنسب لمخيم الركبان هو اخراجه الى الشمال السوري تحت رعاية الأمم المتحدة".

 

وتنظر السلطات الأردنية الى مخيم الركبان على أنه منطقة أمنية ساخنة، بعد أن قامت عناصر من تنظيم "داعش" إفي 21 حزيران/ يونيو 2016 بتفجير شاحنة مفخخة تسببت بمقتل سبعة من عناصر حرس الحدود الأردني، لتعلن السلطات الأردنية في أكثر من تصريح أن المخيم بات مرتعا لـ"داعش".

وقامت المملكة بعد الحادثة مباشرة، بإغلاق الحدود مع سوريا رسميا، على طول الشريط الممتد على 378كم، الأمر الذي أدى إلى توقف دخول حملات الإغاثة ومعالجة الجرحى إلى المخيم، يفاقم من معاناة قاطنيه الانسانية.

 

وتلعب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، دورا في ايصال المساعدات، الى ساكني المخيم، من خلال  الحرص على وصول المساعدات للسوريين على الساتر.

نص التقرير الأصلي

أضف تعليقك