اعتصام في النقابات المهنية احتجاجا على انابوليس
نظمت النقابات المهنية اعتصاما يأتي بالتزامن مع بدء انطلاق مؤتمر السلام في مدينة ميريلاند في القاعدة البحرية في انابوليس في الولايات المتحدة."يكفينا تنازلات وبدون مقابل يكفينا ذل ويكفينا صفحه سوداء في التاريخ العربي والإسلامي آن لنا أن نستيقظ وآن للعرب قيادة السفينة وتحريك المجاديف أمام الطريق الصحيح".
هذا حال لسان العديد من المواطنين الأردنيين والذي عبرت عنه سيدة تندد بعقد المؤتمر حيث اعتبرت" انه سيقدم مزيدا من التنازلات للقضية الفلسطينية".
حالة غضب ليس فقط في أوساط النقابين والحزبين في الشارع الأردني بل أوساط الناشطين السياسيين في بعض الدول العربية الذين نددوا بمؤتمر يطالب فيه الإسرائيليين بالاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية.
عبارات عدة رددها المعتصمون تظهر مدى رفضهم لانعقاد هذا المؤتمر منها:"ستبقى فلسطين عربية إسلامية وان طال الزمن، انابوليس ضياع الحقوق الفلسطينية + التطبيع مع الصهاينة، هل ضحى أسرانا للوصول إلى انابوليس، كامب ديفيد ووادي عربة ومدريد وأسلو وانابوليس محطات للتأمر على فلسطين، حق العودة حق مقدس، تحرير حي الرابية من السفارة الإسرائيلية والسفير، ولا سفارة ولا سفير على ارض أردنية".
وحمل المعتصمون صورا لرئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت، ووزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس كتب عليها "مطلوبين" وعقرب يلف رأس كوندليزا رايس.
بيانات عدة وزعت خلال الاعتصام تنوعت عناوينها، بيان النقابات المهنية " انابوليس خطوة أخرى على طريق التنازلات"، أما بيان نقابة المحامين جاء تحت عنوان "مؤتمر انابوليس تكريس لسياسة الغطرسة والعدوان" ورابطة الكتاب الأردنيين أصدرت هي الأخرى بيانا بمناسبة انعقاد اجتماع انابوليس، وكل هذه البيانات ذات هدف واحد هي التنديد بمؤتمر سيقوم على خلق مزيدا من المبررات لإنقاذ إدارة الشر الأمريكية وسياساتها الأمريكية القائمة.
وتقديم مزيدا من التنازلات والتراجعات الجديدة بحق الشعب الفلسطيني وتوسيع دائرة التطبيع مع الدول العربية، وتوفير غطاء رسمي عربي وإقليمي ودولي أمريكي إسرائيلي على قوى المقاومة والممانعة في المنطقة.
من جهته، أوضح النائب حمزة منصور ورئيس مجلس الشورى في جماعة الإخوان المسلمين في الاعتصام أن هذا هو ما ابسط ما يستطيع أن يقدمه الشعب الأردني الرافض لانعقاد مؤتمرا سيملي "مزيدا من التهاون والتنازل" وقال:" هذا المؤتمر جلب النظام العربي الرسمي للتوقيع على تنازلات مهينة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والتمدد الإسرائيلي على الأرض العربية".
ودعا وائل السقا نقيب المهندسين ورئيس مجلس النقباء الدول العربية المشاركة في المؤتمر إلى الالتحام وعدم التسابق للتطبيع مع العدو الإسرائيلي، وقال:" هذا المؤتمر جاء لإنقاذ الرئيس الإسرائيلي أيهود اولمرت من غزلته بعد هزيمته في حرب لبنان، ومساعدة الرئيس الأمريكي جورج بوش في الانتخابات القادمة لحصد مزيدا من الدعم بعد هزيمته في العراق".
وأضاف:" نحن ضد هذا المؤتمر ونؤكد على الثوابت الفلسطينية وندين أي تنازلات من حقوق الشعب الفلسطيني قد تنجم عن هذا اللقاء الذي يأتي ضمن سلسلة من المؤتمرات الاستسلامية التي لن تحقق شيء".
و احرق العلم الإسرائيلي والأمريكي في باحة مجمع النقابات المهنية تنديدا من تخوف مؤتمر سيلغي حق العودة.
انابوليس: صحوة متأخرة!
من ناحية أخرى، ما هو الرأي المواطن الأردني من مؤتمر انابوليس؟ فالبعض وجدوا أن هذا المؤتمر سيكون بمثابة نحاج لإسرائيل على حساب الشعوب العربية وبيع للقضية الفلسطينية.والبعض الاخر اعتبر المؤتمر فرصة جديدة لتحريك عملية السلام.
إذ يجد المواطن محمد في العشرينيات من عمره أن مؤتمر السلام هو مجرد محاولة أمريكية إسرائيلية لتحقيق أهدافهم وقال:" هدف المؤتمر هو تحقيق التطبيع الخليجي مع إسرائيل لإنقاذ اقتصادهم، وثانيا حرق القضية الفلسطينية وتقديم مزيدا من التنازلات".
سلمى رأت أن المؤتمر سينجح لأنه سيركز على بعض القضايا العالقة في الشرق الأوسط على حد تعبيرها وقالت:" أهم قضايا لا بد من مناقشتها في المؤتمر هي القضية اللبنانية التي طفت على الساحة فضلا عن القضية الفلسطينية".
المواطن علي، رأى أن مؤتمر انابوليس صحوة متأخرة للرئيس الأمريكي جورج بوش، وقال:" يريد انجازا جديد يضاف إلى سيرة الرئيس الأمريكي وملفه وتطبيع إجباري للدول العربية المشاركة".
المحلل السياسي د. إبراهيم علوش وجد أن الجلوس مع "الكيان الإسرائيلي يمثل تطبيعا بحد ذاته" وقال في حديثة لعمان نت:" المؤتمر يؤسس لقيام تحالف عربي صهيوني يوفر مظلة للمشاريع الصهيونية في المنطقة ويهدف لدعم وضع الرئيس الأمريكي في الولايات المتحدة ولدعم وضع الرئيس الإسرائيلي أيهود اولمرت في إسرائيل، والأخطر من كل ذلك أن هذا المؤتمر يهدف إلى تضيع ما بقي من القضية الفلسطينية من خلال خفض المطالب العربية العربي ".
وأضاف علوش:" أن من يذهب إلى انابوليس يذهب لأجل تكريس السلطة الفلسطينية والتضحية بالحقوق المتبقية للشعب الفلسطيني والتخلي عن حق العودة".
من جهته وجد الكاتب والمحلل السياسي سلطان الحطاب أن العرب لن يقدموا مزيدا من التنازلات في مؤتمر انابوليس": العرب يوقفون بكل إمكانياتهم لنصرة الشعب الفلسطيني وأنهم لا يتنازلون عند عقد تحالفات مع الأمريكيين، للعمل من اجل القضية الفلسطينية".
ورأى الحطاب أن ما يحدث من انقسامات داخل فلسطين ولبنان هي ظواهر لاحقة تأسست لعدم وجود حل للقضية الفلسطينية وقال:" على العرب أن يبذلوا كل ما في وسعهم من جهد من اجل الإمساك بفرصة سلام، فانا لا اعلق أملا كثيرا على مؤتمر انابوليس ولكن لا يوجد بديل الآن غيره، وبرأي أن جلوس العرب مع الإسرائيليين لا يعتبر مكسب أو خسارة كبيرة للعرب فهذه المسالة انتهت، والتطبيع باعتقادي هو قبول رواية الأخر والعرب لا يقبلون الرواية الإسرائيلية لا بخصوص القدس ولا اللاجئين ولا حقوق الشعب الفلسطيني المدفوعة".
حق العودة..
مؤتمر انابوليس سيناقش قضايا الوضع النهائي بين الإسرائيليين والفلسطينيين محورها قضية اللاجئين الفلسطينيين، حيث تتخوف العديد من الجهات إسقاط حق العودة خصوصا في ظل اشتراط إسرائيل اعتراف الفلسطينيين بيهودية الدولة الإسرائيلية كشرط أساسي لمفاوضات للحل النهائي.
مسؤول دائرة اللاجئين في حزب الشعب وعضو لجنة حق العودة حسين أبو حلقة بين في حديثه لعمان نت أن هذا المؤتمر سيؤدي إلى تهجير مزيدا من الفلسطينيين إذ تم الاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية "الثوابت الرئيسية هي القرارات الشرعية الدولية التي تستند إلى عودة اللاجئين وفق قرارات الأمم المتحدة، لكن هذا المؤتمر وفق منطق الأمن الإسرائيلي الذي يخيم على أعمال المؤتمر لا يخدم قضايا التفاوض فهي تشترط على اعتراف بإسرائيل كدولة يهودية وهذا يعني التنازل عن حق العودة بشكل واضح ويعني ذلك التسليم بحق الإسرائيليين بتصفية الوجود الفلسطيني حتى في ارض 48 وبالضرورة أن يفضي النقاش لنتيجة تسليم بالقرارات الشرعية الدولية وخاصة قرار 194".
إستمع الآن











































