استراتيجية "قائد الدبكة"

الرابط المختصر

الباحثون في موضوع "الدبكة" يعطونها أهمية كبرى, وبين يدي الآن مثلاً دراسة جميلة للدكتور فواز طرابلسي بعنوان "رقصة الدبكة" تقول أول جملة فيها أن "الرقص أول لغة تكلمها الانسان".


هناك خبرات محلية في ميدان الدبكة يمكن الاستعانة بها في ميادين أخرى, والحديث هنا ليس عن فرق الدبكة التي تضم راقصين محترفين, بل عن الدبكة الشعبية في الأفراح حيث يكون بمقدور من يريد الانضمام الى الحقلة. ولكن يتعين هنا على قائد الدبكة أن يقدم عرضاً جميلاً وهذا يعني ان عليه أن يتخلص من عناصر الضعف في الفريق.

في البداية يبدأ الجميع بأداء الحركات, وينشغل القائد بالمتابعة الحثيثة لحركات أقدام المشاركين وذلك نظراً لأن الأقدام هي عنصر الرقص الأساسي, ويعطي في البداية بعض التنبيهات للمقصرين. لكن المعضلة تكون عندما يقرر القائد اخراج أحدهم من الصف, فالأمر يتم امام الناس وعلى القائد أن يتوخى عدم احراج أي متطوع, لأنه يدرك أن أي حالة غضب سوف تلحق ضرراً بالمناسبة السعيدة, في حين أن هدف الدبكة إضفاء المزيد من السعادة للجميع.

كانت حركة القائد في هذه الحالة تتم بمنتهى الذكاء والذوق, فهو يتقدم الى الخلف نحو العنصر غير المرغوب فيه بحيث لا ينظر في وجهه ولا يكلمه, ولكنه يشبك ذراعية مع ذراعي الشخصين المجاورين للعنصر غير المرغوب الذي عليه أن يتراجع بهدوء واحترام خارج الصف.

لاحظوا أن هناك عدة عناصر في سلوك القائد, فهو يعطي فرصة أولية ثم يقدم بعض التنبيهات ولكن بالأساس عليه أن يكون متقناً للعمل الذي كان يقوم به العنصر غير المرغوب بحيث يقتنع هذا العنصر ان خروجه وحلول القائد محله أدى الى مزيد من الاتقان.0