ارتفاع اسعار السياحة المحلية

الرابط المختصر

ما أن انتهى العام الدراسي حتى بدأت عروض رحلات الصيف إلى الخارج تظهر في مختلف وسائل الإعلام بأسعار تنافسية، وغابت عنها العروض إلى الداخل. لم يتغير المشهد كثيرا عن الأعوام السابقة، فلا زال التنسيق غائبا بين أصحاب الفنادق ووكلاء السياحة لتقديم عروض تتناسب ودخل المواطن الأردني غير وارد، لأسباب عزاها البعض لعدم وجود مكاتب متخصصة في السياحة الداخلية، وبعضهم الآخر لارتفاع أسعار العروض بسبب ضريبة المبيعات التي تقتصر على المواطن.
وعزا بعضهم ارتفاع أسعار برامج السياحة الداخلية إلى ضريبة المبيعات البالغة (16%) والتي يدفعها مكتب السياحة في حال نظمها، في حين انه لا يدفعها عن الأجنبي، ولا يدفعها حين ينظم رحلات إلى دول الجوار كونها تعد خدمة مقدمة خارج المملكة.
وقال مستشار جمعية وكلاء السياحة والسفر حيدر زيادات، ان الفنادق الأردنية لا تشجع المكاتب لعمل برامج سياحة داخلية، عبر تقديم أسعار خاصة، وإنما تفضل أن يقوم المواطن بالتعامل معها مباشرة.
وأوضح أن العروض المقدمة من دول الجوار خصوصا مع الأزمة المالية العالمية مغرية وتتناسب ودخل المواطن، وهذا يشجع مكاتب السياحة لتنظيم برامج مميزة وبأسعار رخيصة لا يلقاها المواطن في المواقع السياحية المحلية.
وأرجع ارتفاع أسعار الفنادق لمحدودية عددها، مبينا أن الأسعار لدينا للمواطنين مرتفعة مقارنة مع الأجانب.
وبرر رئيس جمعية الفنادق الأردنية ميشيل نزال، توجه الفنادق مباشرة للمواطن الى ضريبة المبيعات والبالغة (16%)، التي ترفع من سعر البرامج إذا قدمتها المكاتب.
وأوضح أن الفنادق تقدم عروضا خاصة بالسياحة الداخلية عبر الانترنت ووسائل الإعلام ، مبينا أن المواطن يدفع ضريبة ''مقدارها (7%) وفقا لنظام العقبة'' حين يحجز مباشرة مع الفندق.
وقال أمين عام وزارة السياحة والآثار فاروق الحديدي، ان ضريبة المبيعات للمواطن الأردني في المنشات السياحية لا تختلف عن الأجنبي فهو يدفع (8%) على الإيواء، أما الخدمات الأخرى فهي (16%).
مالك حداد، مدير عام إحدى شركات النقل السياحي، قال أن الشركة نظمت رحلات للسياحة الداخلية تبدأ من 25 الشهر الجاري، تتجه إلى مختلف المواقع السياحية وبأسعار تتناسب ودخله المحدود، كما تم إدخال خدمة جديدة وهي ''الدليل اليدوي المتنقل'' يتم استئجاره بحيث يتمكن السائح من التعرف على المواقع الأثرية خلال الزيارة.
ويتفق مالك مع أحد أصحاب المكاتب السياحية التي تعمل بالسياحة الصادرة ياسر عبده مع زيادات في أن أسعار الفنادق في الأردن مرتفعة مقارنة مع دول الجوار، كما أن سعر برامج السياحة الداخلية مرتفع مقارنة مع البرامج المعدة للأجانب. وقال أن الفنادق حصلت مؤخرا على تخفيض على الإيواء من ضريبة المبيعات بنسبة (8%) ولكنها لم تظهر على الأسعار، وتسأل لماذا تقوم الفنادق بإضافة (10%) بدل خدمة لتدفعها لموظفيها رغم أنها تدفع لهم رواتب شهرية.
ومن جهته قال صاحب أحد المكاتب السياحية بشارة صوالحة، أن ارتفاع الأسعار المحلية جعل المواطن يتجه لدول الجوار التي تقدم أسعار منافسة، إضافة إلى انه لم يعتاد على التوجه للمكاتب السياحية لعمل برامج له.
وقال أن ضريبة المبيعات يدفعها المواطن والسائح على حد سواء، واتهم الفنادق بأنها تستغل المواطن مباشرة، كما أن العقود الموقعة بين المكاتب والفنادق ليست للسوق المحلي.